الجزائر

أغلب مراكز البريد بالعاصمة لم يستأنف بها العمل أمس العمال يطالبون بالحسم في قضية التعويضات بأثـر رجعي


واصل عمال مراكز البريد بالعاصمة أمس إضرابهم عن العمل، عدا البريد المركزي الذي حرص القائمون على تسييره ضمان الحد الأدنى للخدمة. يحدث ذلك رغم الاتفاق الشامل الذي توصلت إليه الأطراف المعنية بالملف، والذي يقضي برفع أجور العمال بنسبة 30 بالمائة. وما عرفناه أمس، هو أن قضية عدم الحسم في التعويضات بأثـر رجعي تكون هي النقطة التي كبحت إرادة العمال في العودة للعمل.
ما وقفنا عليه في حدود الساعة الثانية من زوال أمس بالبريد المركزي في العاصمة، هو مشهد مئات المواطنين الذين جاءوا من بلديات أخرى وانتظموا في طوابير لعلهم يتمكنوا من حيازة ما يحتاجونه من أموال بعد أن أقر القائمون على تسيير البريد المركزي ضمان الحد الأدنى للخدمة. مشهد يقود إلى طرح مزيد من التساؤلات عن المنطق الذي يسير به الشأن العام في الجزائر، حيث بات جليا أن الأمر انفلت من رقابة السلطات العمومية. فمع أن المعنيين بملف البريد والمواصلات (الوزارة-الشريك الاجتماعي) توصلوا إلى اتفاق شامل يقضي برفع الأجور بنسبة 30 بالمائة على أن يتم تطبيق ذلك على ثلاث مراحل، إلا أن ما لحظناه على مستوى البريد المركزي، هو أن عدد العمال يعد على الأصابع، ما يطرح بالتالي تساؤلا آخر عن الأسباب التي حالت دون التحاق العمال بمناصبهم.
السؤال أجابت عنه إحدى العاملات قائلة ''إن البعض من العمال قرروا الاستئناف صباح أمس، بينما عبر البعض الآخر عن تحفظاتهم ما حال دون التحاقهم، ولاسيما أنهم مازالوا يطالبون بالحسم في مسألة التعويضات بأثـر رجعي اعتبارا من سنة .''2008 ومقابل ذلك، حاول ناشط نقابي تقديم إيحاءات، تفيد بأن كل شيء أصبح على ما يرام بعد الاتفاق الشامل، وأن القضية هي قضية وقت حتى يعود باقي العمال إلى مناصبهم، ويرتقب أن تعود الأمور إلى طبيعتها بدءا من اليوم الأحد، ولو أنه أقر بشكل ضمني أن مشكل التعويضات هو الأمر الذي كبح إرادة أغلب العمال في استئناف عملهم.
ولكن المشهد الذي وقفنا عليه مرة أخرى بمركز شارع حسيبة بن بوعلي، يجعلنا نقول إن عودة العمال إلى مناصبهم ليس غد أو بعده، على اعتبار أننا وجدنا المركز خاليا تماما على عروشه، ما يؤكد بالتالي، أن مسألة التعويضات هي نقطة محورية في مطالب العمال، ولاسيما أن عمال أغلب القطاعات التي ركبت موجة الإضراب حازت على مطلب التعويضات بأثـر رجعي.
وقد أكد لنا أحد موظفي مركز بريد ساحة أول ماي الذي وجدناه وحيدا هناك، أنه يستبعد أن  تعود الأمور إلى مجاريها اليوم الأحد، طالما أن عمال باقي مراكز البريد لكل من حسين داي والقبة والحراش وباش جراح وغيرها يتقاطعون في نقطة مطلبية واحدة، هي ضرورة البت في قضية التعويضات.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)