الجزائر

"أغاني رايوية هابطة" لاختتام مهرجان "الثقافة الإسلامية "




عدد القراء 1


لم تسلم تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية من الانتقادات الحادة التي وجهت إلى المنظمين خاصة ما تعلق منها بقيمة ما رصدته الحكومة لهذه التظاهرة الدولية من أموال والتي بلغت 1500 مليار سنتيم أي ما يعادل 150 مليون دينار،حسب ما كشف عنه في وقت سابق محافظ المهرجان"عبد الحميد بن بليدية" والذي أكد على أن العملية تمت على ثلاث دفعات،ورغم كل ما حققه الحدث من انتعاش لولاية تلمسان سواء من الجانب الثقافي التجاري والسياحي وطيلة سنة كاملة من النشاط إلا أن انتقادات كثيرة وجهت للتظاهرة نظرا للإنفاق الكبير وما وصفه البعض بالبذخ والإسراف،وها هي سنة تمضي من فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية ،سنة من تلاقح الأفكار سنة من الوعي بأهمية هذا الكل المتراكم والمتكامل والمندرج في معنى واحد وهو " الثقافة " تلمسان لم تكن خلال إثني عشر شهرا فقط عاصمة للثقافة الإسلامية بل كانت عاصمة للثقافة العالمية ككل فمن أقاصي آسيا إلى أقاصي أمريكا وأوروبا تلمسان كانت خلال كل هذه الفترة قبلة للعالم وكانت كل الأقلام وكل العدسات وكل الميكروفونات موجهة صوب عاصمة الزيانيين التظاهرة انتهت تاركة وراءها منشآت ثقافية تدعمت بها الولاية ويستفيد منها الجمهور التلمساني وبالتالي الثقافة الجزائرية ككل، لكن حفل الاختتام الذي كان كارثيا آخذا الطابع المحلي البحث في حدث دولي وسقوطه في فخ البهرجة كان الغبار الذي شوه التظاهرة ككل.
من تلمسان:زينب بن سعيد وصباح شنيب

مقاطعة رسمية لفعاليات تظاهرة دولية
عرفت كل النشاطات التي قدمت خلال سنة التظاهرة ككل غياب والي ولاية تلمسان فلم يحضر ولا نشاط واحد ومند انطلاق الفعاليات وفي حديثه للجزائر الجديدة كشف مصدر مقرب من وزارة الثقافة أن السبب يعود لعدم اتفاق الوالي مع الوزيرة خليدة تومي حول المشاريع المنجزة والتي اختلف الطرفان حول أماكن إقامتها وكيفية ذلك ما أدى إلى نشوب خلاف حاد بينهما فقاطع والي ولاية تلمسان نوري عبد الوهاب التظاهرة ككل وأضاف محدثنا نوري لم يحضر ولا نشاط قدمته الوزارة ماعدا البرامج التي أتت بها وزارة الشؤون الدينية والتي قدمت عدة نشاطات خلال السنة وأكد نفس المصدر أن المنسق العام للتظاهرة عبد الحميد بلبليدية كان وفي كل مرة يكون فيها نشاط خاص بوزارة الثقافة يرسل دعوة للوالي إلا أن هذا الأخير لم يحضر ولا نشاط قدمته الوزارة وتأكد لنا هذا القول من خلال حفل الاختتام الذي زاد الطين بلَّة والذي لم يحضره عبد الوهاب نوري بالرغم من أن العرس أقيم في عقر داره ما يوحي بحدة التوتر بين الطرفين وهو أيضا ما جعله يغيب عن التظاهرة الدولية ككل في ولايته التي يرأسها فلم يحضر الوالي حفل الاختتام ولم يكن موجودا أيضا خلال بدأ العد التنازلي لنهاية التظاهرة الذي كان يوم السبت الماضي ماعدا مدير الثقافة لولاية تلمسان حكيم ميلود وكذا منسق التظاهرة عبد الحميد بلبليدية وغابت عنه وزارة الشؤون الدينية رغم أنها كلفت بتقديم برامج خلال التظاهرة ككل ودُعِّمت من قبل الخزينة العمومية برعاية خاصة من رئيس الجمهورية كما أكده لنا منسق التظاهرة في حوار جمعه بالجزائر الجديدة في وقت سابق فلم تكن وزارة الشؤون الدينية موجودة في اختتام فعاليات عاصمة الثقافة الإسلامية
وزيرة الثقافة غائبة ....؟
من جهة أخرى فقد عرفت التظاهرة ككل مقاطعة أيضا من وزيرة الثقافة خليدة تومي التي نظمت التظاهرة تحت رعايتها السامية لكنها لم تحضر ولا نشاط واحد ماعدا حفل الافتتاح الذي حضره زيادة على تومي رئيس الجمهورية ولكنه غاب عن الإختتام والحدث نظم في ولايته ومسقط رأسه واكتفى بإرسال وزير الداخلية الأسبق و نائب الوزير الأول نور الذين يزيد زرهوني ممثلا عنه وأرجع نفس المصدر غياب تومي عن نشاطات التظاهرة ككل إلى الخلاف الكبير وحالة التوتر التي ميزت علاقتها بالوالي بسبب التشاحن الحاد الذي حدث بينها ووالي ولاية تلمسان حول المنشآت الثقافية التي دشنت خلال التظاهرة ولأن قرار التدشين وأماكن وطريقة ذلك رجح رأي خليدة على رأي الوالي فقد أدى هذا إلى أشبه بما يكون عداءا بين الطرفين فقاطعا معا التظاهرة وأكد المصدر العليم عليم أن الوزيرة كانت قبل بدأ التظاهرة تحضر إلى تلمسان باستمرار أو كل أسبوع تقريبا للتعرف على التحضيرات الجارية من أجل احتضان الحدث لكنها وبعد حفل الافتتاح مباشرة قاطعت تظاهرتها بسبب الخلاف السالف ذكره وحتى في الملتقيات والأسابيع الدولية لم تحضرها أيضا ما أثار استغراب الحضور من الدول الأجنبية المشاركة وأثار استياءهم ،ماعدا مدير الثقافة لتلمسان الدكتور حكيم ميلود الذي لم يفوت ولا نشاط واحد بالإضافة إلى المنسق العام عبد الحميد بلبليدية الذي كان يحضر الفعاليات من الحين للآخر.
التطبيل والتزمير في حفل اختتام تظاهرة إسلامية
سطر منظمو التظاهرة برنامجا غنائيا متنوعا لحفل الاختتام فمن مسرح الهواء الطلق بالكدية إلى دار الثقافة "عبد القادر علولة" مرورا بقصر الثقافة " الإيمامة " تعالت الأصوات والأهازيج بحناجر المطربين والمطربات وبفرق الزُّرنة وآلات القيطارة والبيانو حيث عرفت المنصات صعود عشرات المغنيين إلى المنصة لتوقظ الولاية من نومها بعدما عرفت بهدوء لياليها فاختلفت أسماء الفنانين وطبوعهم الغنائية فمن عبد القادر شاعوا نادية بن يوسف سمير تومي حمدي بناني في الفن الأصيل إلى الطابع الشبابي مع فرقة كاميليو الشاب رضوان التلمساني رجاء مزيان الشاب دراعو
من سامي يوسف إلى الشاب أنور
أراد المنظمون أن يعطوا حفل الاختتام الذي انطلق السبت الفارط طابعا محليا بعدما كان من المقرر إسدال ستار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بصوت المنشد العالمي " سامي يوسف " إذ كانت قد سارعت وزارة الثقافة إلى حفظ ماء وجهها عن طريق دعوتها للمنشد البريطاني المنحدر من أصول أذربيجانية "سامي يوسف" من أجل إحياء حفل الاختتام، لكن الحفل أجهض قبل المخاض بعد رفض الأخير الحضور إلى الجزائر وحسبما علمته في وقت سابق "الجزائرالجديدة" من مصادر خاصة أن المنشد العالمي"سامي يوسف" أصر على طلب من وزارة الثقافة توفير مبلغ مالي قدره"7ملايير سنتيم" واشترط الحصول على نسبة 90 بالمائة منه من أجل إحياء حفل أول ليلة لاختتام تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية من جهة أخرى رفضت وزارة الثقافة التفاوض مع المنشد العالمي، باعتبار المبلغ الذي طلبه تعجيزي، ولم تكن لعنة"سامي يوسف" الوحيدة التي طاردت حفل الاختتام لكن القدر شاء أن يرحل عنا أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة في أولى أيام الاختتام المغفور له"أحمد بن بلة" تاركا وراءه الجزائر تحت غطاء الحداد الوطني الذي أعلن عنه رئيس الجمهورية لمدة ثمانية أيام ليعلق حفل الاختتام الذي فضل المنظمون أن تتشارك فيه الألحان الأندلسية والنغمات الشعبية بالتبريحات الرايوية حسب البرنامج الختامي كما أشرنا إليه سابقا وبعد يومين من انقضاء فترة الحداد.
و برر المنشد "سامي يوسف" عدم قبوله الغناء في الجزائر إلى انشغاله بصدور ألبومه الجديد الذي يحمل عنوان "أينما تكون" والذي تنبأ فيه بالثورات العربية وإصراره على الوقوف شخصيا على المبيعات بالرغم من أن السبب الحقيقي هو مادي بحث و اختلاف بين المنظمين ومديرة أعمال المنشد الجزائرية الأصل، ليستنجد المسيرون بالأصوات الغنائية المحلية كرضوان التلمساني والشاب أنور ورجاء مزيان خريجة ألحان وشباب وفي تصريحه ل"الجزائر الجديدة" قال مدير الثقافة حكيم ميلود أن المنظمين هكذا أرادوا أن يكون حفل الاختتام محليا وهو هدية للجمهور التلمساني الذي بقي وخلال سنة كاملة يستقبل الزوار ويعمل بكل جهد لإنجاح التظاهرة من جانبه أرجع المنسق العام في حديثه ل"الجزائر الجديدة" ذلك إلى غياب الفضاء الذي بمقدوره احتضان حفل كبير الأمر حسبه الذي صعب على التنسيقية احتضان عدد كبير من الزوار ما جعلهم يتقيدون ببرنامج ذي طابع محلي بسيط.
الشاب رضوان أو رضوان التلمساني ..القطرة التي أفاضت الكأس
عرفت السهرة الثانية من سهرات حفل الاختتام إقبالا منقطع النظير للجمهور التلمساني وخاصة ما تعلق منه بفئة الشباب ما جعل المنظمين ينشرون عشرات رجال الأمن التي طوقت المكان تحسبا لأي انفلات بالنظر إلى عدد الجمهور الكبير وخاصة أن أغلبهم مراهقين الذين كانوا يحملون مختلف الأعلام لفرق كرة القدم الأوروبية كأعلام الفريق الإسباني ريال مادريد وبرشلونة والأهازيج التي تعالت فرحا بالبرنامج الذي يحمل أسماء المطربين الذين سينشطون السهرة خاصة أنه يحمل اسم " الشاب رضوان "وفي حديثهم ل"الجزائر الجديدة" صرح بعض الشبان الذين حضروا الحفل أنهم توافدوا على مسرح الهواء الطلق ب"الكدية"الذي دشن أول أمس من قبل الوزيرة خليدة تومي من أجل الاستماع إلى الشاب رضوان الذي اشتهر بالطابع الرايوي وذاع صيته خصوصا في أوساط الشباب المدمن على أغانيه التي يحفظونها عن ظهر قلب وبعد أن تداول ثلاثة مطربين على منصة مسرح الهواء الطلق يأتي المنشط الذي قدم استعراضا أشبه ما يكون بمهرج أطفال ليعلن عن وقت اعتلاء الشاب رضوان المنصة حينها اهتز ت مدرجات المسرح بالزغاريد والتصفيقات الحارة لاستقبال المطرب الرايوي المحبوب لدى شريحة الشباب خصوصا لكن حجم المفاجأة وخيبة الأمل كانت كبيرة بعدما أضاف المنشط كلمة " التلمساني "للشاب رضوان وهو ما كاد أن يتسبب في انفلات أمني وانزلاق بسبب تذمر الحضور من تلاعب المنظمين الذين يبدوا وحسب تصريحات بعضهم ل" الجزائر الجديدة "خطأ متعمدا في البرنامج المرفق وإسقاطهم كلمة " التلمساني"من البرنامج لتمويه الجمهور وجلبه لحضور الحفل بقوة وكذلك اعتبره الفريق الصحفي الذي كلف بتغطية التظاهرة الخطأ المتعمد لإظهار الاختتام بمظهر حسن خصوصا وأنه قبل الحفل راحت كل وسائل الإعلام تنقل خبر وجود اسم "الشاب رضوان"المطرب المعروف في الطابع الرايوي في حفل الاختتام لكن وبعد داع الخبر مختلف وسائل الإعلام المكتوبة المسموعة والمرئية يكتشف الفريق الصحفي أن اسم الشاب رضوان قد استغل كسنارة للإيقاع بالسلطة الرابعة والجمهور التلمساني على حد سواء في فخ المنظمين ليتوضح في الحفل أن الشاب رضوان هو مطرب من منطقة تلمسان وليس معروفا كالشاب رضوان الذي داع صيته داخل وخارج الوطن.
والسلطة الرابعة نالت نصيبها أيضا
يبدوا أن زلات المنظمين وأخطائهم الكبيرة خلال حفل الاختتام لم تتدارك رغم ما سال من الحبر بسبب سقوط الحفل في فخ "البهرجة" إلا أن هؤلاء المنظمين بقوا يكررون نفس الأخطاء في حفل اختتام تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، و هذه المرة جاء الدور على الصحفيين الذين نالوا نصيب الأسد من عواقب سوء التسيير الذي رافق التظاهرة منذ انطلاقتها، حيث تعرضوا إلى الإهانة والطرد من قبل المنظمين ومنعوا من دخول القاعة المخصصة للسلطة الرابعة أين يلتقي الفنانون مع الصحفيين وبرر المسيرون موقفهم ذاك بحجة واهية جذا وهي ما أسموه ب "الإزعاج" الذي يحدثه الصحفيون و"الفوضى" داخل "الكواليس"، أين ثارت ثائرتهم خاصة بعد الطريقة التي عوملوا بها والتي وصفوها ب"الغير اللائقة"، والتصرف اللا حضاري إزاء الصحافة التي كلفت خصيصا من قبل الوزارة لتغطية الفعاليات حيث لم يقتنع الصحفيون بالأعذار التي وجهت لهم وسط تبادل للتهم بين منسق التظاهرة" و"رئيس الجوق المغاربي"،وأثار تصرف المسير الأول لقصر الثقافة "الإمامة"، حفيظة رجال الإعلام الذين أرادوا الدخول للقاعة المخصصة للصحفيين لتغطية السهرة الرابعة من فعاليات الاختتام والتي أحياها الجوق المغاربي للموسيقى الاندلسية، حيث منعهم المسير من الدخول قائلا أن الأمر يتعلق بأوامر فوقية من مسير التظاهرة " عبد الحميد بن بليدية" بسبب الإزعاج الذي يتسببون فيه والذي يعرقل تحضيرات الفنانين في "الكواليس" الشيء الذي لم يستسغه الصحفيون و دخلوا في جدال مع المسير هذا الأخير الذي عمد إلى إغلاق الباب في وجه رجال الصحافة وفور وقوع الحادثة التي تأسف لها الصحفيون سارع بعض المسؤولين لتكذيب ما جاء على لسان المسير نبيل بودواية وأكدت بعض المصادر من داخل وزارة الثقافة، أن منسق التظاهرة بريء من تهمة طرد الصحفيين وليس له يد في ما حصل، في حين كشفت مصادر أخرى أن منع الصحفيين من الدخول للقاعة كان تحت طلب رئيس الجوق المغاربي والذي تحجج بالتعب الذي أصاب أعضاء الفرقة بسبب السفر،ومن جهة أخرى اضطر مسير"قصر الثقافة" إلى تقديم أعذار واهية للصحفيين الذين غادروا القصر وسط تذمر وسخط شديدين.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)