الجزائر

أعراض مرضية طويلة المدى تهدد المتعافين من كورونا


بعد اكثر من أربعة أشهر من بدء انتشار فيروس كورونا لا يزال الأطباء يواجهون تحديات علمية كبيرة من بينها المدة التي تظل فيها الأعراض المرضية ظاهرة لدى بعض المرضى بعد تعافيهم.تحدث جون رايت طبيب بمستشفى برادفورد الملكي البريطاني إلى سيدتين تعانيان حتى الآن من حالة تعب وصعوبة في التنفس بعد عدة أسابيع من إصابتهما بالمرض تشعر أميرة فالي طبيبة من مستشفى مجاور بضيق في التنفس عندما تصعد درجا واحدا من السلم.
وكانت مولي ويليامز طبيبة في مستشفى برادفورد الملكي رياضية تتمتع بلياقة عالية لكنها تقول أصبحت صعوبة التنفس شيئا مألوفا بالنسبة لي كما تعاني علاوة على ذلك من اضطرابات في المشاعر وضعف الذاكرة.
مرت ثلاثة أشهر على إصابتهما بالمرض أول مرة.
في مارس الماضي لم نكن نعرف سوى القليل عن هذا الفيروس افترضنا أنه مجرد مرض يصيب الجهاز التنفسي إلى أن اكتشفنا أنه يؤثر على جميع أعضاء الجسم تقريبا وافترضنا أننا سنعتمد على أجهزة التنفس الصناعي ووحدات العناية المركزة فقط فاكتشفنا أن تزويد المريض بالدعم التنفسي المبكر عن طريق الأكسجين في أجنحة العلاج في المستشفيات كان أكثر فعالية.
اعتقدنا عندما كنا نصفق لمرضانا بعد تعافيهم من الإصابة الحادة بالفيروس ومغادرتهم أجنحة العلاج أنها المرة الأخيرة التي سنراهم فيها.
أصبح هذا العدو الجديد بعد أربعة أشهر عدوا قديما بل يبدو أحيانا عدونا الوحيد وأصبحنا على دراية كبيرة بالإرث طويل المدى الذي يخلفه لدى المرضى ليس أولئك الذين دخلوا المستشفى فحسب بل أولئك الذين عالجوا أنفسهم في المنزل وتعافوا من إصابتهم الحادة لتبدأ معاناة جديدة من الانتكاسات والأعراض المرضية المستمرة.
عدو ماكر
لا يزال المرضى الذين أصيبوا بالفيروس قبل شهور يكافحون من أجل استئناف حياتهم الطبيعية.
نحن نعلم من دراسة المرضى الذين أصيبوا بمرض سارس وهو من عائلة الفيروسات التاجية في وباء عام 2003 أن ما يقرب من نصف عدد المتعافين أصيب بإرهاق مزمن أو أعراض مرضية أخرى طويلة المدى لذا لا ينبغي أن نندهش من أن يكون هذا السليل الماكر لهذه العائلة الفيروسية سارس-CoV2 له الإرث نفسه.
لا يزال البعض يعاني من أعراض المرض الأصلية المتمثلة في آلام الصدر وضيق التنفس كما يعاني البعض الآخر من أعراض مرضية جديدة مثل الصداع وفقدان الذاكرة ومشاكل الإبصار.
ويعاني كثيرون من الاكتئاب والقلق ويعاني معظمهم من تعب مزمن مستمر وجميعهم يرغبون في استعادة حياتهم السابقة بعد أن احتفلوا في عُجالة بنجاتهم المبدئية من الإصابة بكوفيد -19 فبعضهم الآن يتملكه الشك المزعج واليأس الشديد.
كانت الأعراض المرضية التي عانت منها أميرة فالي في الأسبوع الأول خفيفة للغاية تمثلت في صداع والتهاب في الحلق وربما ارتفاع طفيف في درجة الحرارة وبحلول نهاية الأسبوع اعتقدت أنها ستتعافى من هذه الأعراض لكنها بدأت تشعر في الأسبوع التالي بضيق في التنفس وظلت تعاني منه.
وتقول: أعاني عادة من أشياء مثل صعود درج السلم إذ يقفز معدل ضربات قلبي إلى 140 بعد تسلق الدرج. كان الأسبوع الماضي سيئا للغاية أحسست أنني لا أستطيع النوم لأنني كنت أعاني من ضيق التنفس ومن الواضح من وجهة النظر هذه أنني كنت متعبة للغاية .
كما تقول أميرة إنها بدأت تشعر بالقلق فالأشعة التي أجرتها على صدرها جاءت طبيعية كما أن تنفس الصدر طبيعي لكن هناك شيئا غير سليم وسنسعى إلى معرفة
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)