الجزائر

“أصول مراقبة" وثائقي عرض بالسينماتيك.. "زبدة".. العزف على أوتار أغاني المنفى والحنين


“أصول مراقبة
قدمت الأيام السينمائية بالجزائر العاصمة، سهرة الثلاثاء الماضي، فيلما وثائقيا للجزائرية المغتربة سامية شالا بعنوان “موس وحكيم: أصول مراقبة" (52د)، رافقت الفرقة الفنية “زبدة" في جولة فنية مميزة، لتحكي من خلالها عن جيل من أبناء المغتربين الجزائريين، وعلاقتهم بأصولهم الجزائرية بأبعادها العربية والأمازيغية.موس وحكيم امقران، شقيقان اختارا الغناء للتعبير عن أصولهما الجزائرية، وارتباطهما بذاكرة والدهما المغترب الذي عاش في فرنسا مدة خمسين عاما، لكنه يحمل في قلبه الجزائر بكل تفاصيلها اليومية، بدءا بالحياة في منطقة القبائل ومرورا بلغته الأمازيغية الأم التي لا تفارق مخيلته، ولا تبرح لسانه الذي يحكي لأبنائه وأحفاده سنوات الشقاء والتعب من أجل ازدهار فرنسا. حكاية بدأت في الثلاثينيات، عندما دخل الأب مرسيليا على متن الباخرة، وحواجز المراقبة البوليسية، والطابع الأخضر أو الأحمر الذي كان يوضع على سواعد الرجال بعد اجتيازه المعاينة الطبية، تؤكد سلامة أو علة أجسادهم.
ولأن الأغنية كانت دائما رفيقة المهاجر الجزائري، تماما كما الفنان الذي اختار المنفى ليعتصرا لحنا مثقلا بالشوق والحرمان، قرر الأخوان موس وحكيم تكوين فرقة “زبدة" لتكون لسان حالهما اليوم بعد 50 عاما من استقلال الجزائر.
ولد المغنيان في تولوز، هذه الضاحية المتشبعة بثقافات متنوعة، جاليات جزائرية ومغربية وتونسية، وآخرون من أصول إسبانية وإيطالية، جولوا دروب أحياء تولوز إلى فضاءات للعيش، للصراع، للتلاقي وللتعارف أيضا في أحسن الأحوال. ف “زبدة" هي ترجمة حرفية لكلمة “بور" التي نعت بها المغتربون الجزائريون من الجيل الجديد، جيل ولد في فرنسا من آباء ولدوا هم في الجزائر، إذ لم تعد كلمة “زبدة" تعني “بور" المختلف عن الآخرين، بل إضافة منكهة بأصول متحكم فيها، بعيدا عن سمة الشتات والتيه التي تميز أبناء المغتربين. يظهر الفيلم في لحظات حميمة جدا، وبلغة بسيطة لوالد موس وحكيم، كيف أن الأغنية ساعدت المهاجر على البقاء مربوطا بالأرض، الحبال الصوتية لسليمان عازم، حسيسن، دحمان الحراسي، نورة، شيخ الحسناوي، اكلي يحياتن، ولونيس آيت منقلات... ظلت متينة شدت ملايين الجزائريين متصلين ببلدهم. نصوص شعرية حملت حرقة الغربة، تعب العمل عند الفرنسيين، قهر العنصرية الدفينة في قلوب البعض، دعوة للالتحام والعودة إلى البلد، “ليس من أجل العمل أو المال أو البناء، بل لأنها أرض الأجداد والأصول" كما يقول حكيم في الوثائقي.أطلق الأخوان “موس وحكيم" ألبومهما “Origines contrôlées" أو “أصول مراقبة" وراحا يتجولان بسلة من أشهر الأغاني القديمة، الصادرة في الستينيات والسبعينيات إلى غاية الثمانينيات، يعرفان جمهور واسع ومختلط بين مغاربة وفرنسيين، ويفسران كلمة بكلمة معنى أن يغني أكلي يحياتن “أوراغ أقوجيل" أو الشيخ الحسناوي “انتاس ما دياز" وأغانٍ أخرى. وقد رافقت المخرجة نادية شالا جولتهما عبر أكثر من منصة، تحكي من خلالهما التجربة الفنية والإنسانية والثقافية، وتنقل حالة اجتماعية لنموذج من جيل “الزبدة" أو “البور".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)