الجزائر

أشبال بلماضي من دون جماهير في مباراتي نيجيريا والمكسيك!


في السادس عشر من شهر أكتوبر الحالي، تمر سنة كاملة عن مباراة "الخضر" أمام كولومبيا، وهي المواجهة الودية التي بقيت عالقة في الأذهان، وأسالت الكثير من الحبر، ليس بسبب الأداء الاحترافي الراقي لأشبال جمال بلماضي، الذين فازوا بثلاثية كاملة مقابل صفر على رفقاء نجم جوفنتوس كوادرادو فقط، وإنما بسبب أجواء المباراة الخرافية التي لُعبت في شمال فرنسا في مدينة ليل يوم الثلاثاء 16 أكتوبر 2019 بعد شهرين تقريبا من التتويج باللقب القاري في مصر، وامتلأ عن آخره ملعب بيار موروا الذي يتسع ل 50 ألف متفرج، إلى درجة أن سكان مدينة ليل الهادئة لم ينسوا تلك الأمسية التاريخية، خاصة وأن الانتصار وطريقة لعب الخضر، جعلت الأجواء زاهية ومبهجة قبل وبعد المباراة على وجه الخصوص.كل المباريات التي لعبها "المحاربون" تحضيرا للمواعيد الكبرى أو الوديات في أوروبا وليس في فرنسا فقط، كانت تلقى تجاوبا وهجوما كاسحا من المهاجرين، الذين يذهبون نساء ورجالا كبارا في السن وصغارا، وكأنهم في عرس كبير، وهو ما لا يمكن حدوثه في وديتي الأسبوع القادم أمام نيجيريا وخاصة المكسيك بسبب فيروس كورونا الذي أسقط الجماهيرية من اللعبة الشعبية إلى حين.
سيفتقد رفقاء رياض محرز السند الذي دفعهم لانتزاع لقب القارة السمراء، وجعلهم أينما يلعبون يفخرون بانتمائهم لشعب يعشق الكرة بجنون، ولا ندري كيف سيتمكن مبولحي والبقية عيش 90 دقيقة صامتة، في مباراتين كبيرتين أمام منتخبين عالميين وهم المطالبون بالمقاومة لأجل تفادي هزيمة قارب تفاديها السنتين من دون تذوقها بالنسبة للمنتخب الوطني، الذي يعلم بأن الفوز في المباراتين القادمتين أمام نيجيريا والمكسيك سيعني التقدم في الترتيب العالمي حسب الفيفا.
هناك مباريات ودية أمام منتخبات عالمية كبرى لعبها "الخضر" أمام الآلاف من أنصارهم في أوروبا، فإذا سألت عنتر يحيى أو كريم زياني عن ذكرياتهم مع مدينة برشلونة وملعبها العالمي نيوكامب، سيحدثونك عن المباراة الودية أمام الأرجنتين سنة 2007، بقيادة ميسي، ومع ذلك كانت الغلبة جماهيريا للجزائريين في ملعب ميسي، فتحوّلت المواجهة إلى حفل كبير للمهاجرين، وفاز رفقاء ميسي برباعية مقابل ثلاثة وجاء الفوز صعبا من حماس الجمهور الجزائري وليس من قوة أشبال المدرب الفرنسي كفالي، كما لعب "الخضر" بعد أيام في ليون الفرنسية أمام منتخب البرازيل الذي ضم رونالدينيو وسقط رفقاء رفيق صايفي بهدفين نظيفين، ولكن الفوز الجماهيري كان كاسحا بأربعين ألف مناصر مقابل عشرات البرازيليين فقط.
أما خلال التحضير لمونديال جنوب إفريقيا 2010 فإن كل المباريات التي جرت في أوروبا تحضيرا للموعد، أعلنت ملاعبها عجزها عن استقبال عشرات الآلاف من الأنصار أتوا ليس من البلد المستقبل للمباراة، وإنما من كامل القارة العجوز، حتى تحوّل الجمهور الجزائري وعلم البلاد ظاهرة وبصمة في كل ملاعب أوربا من دون استثناء، أما عن حماس الجماهير الجزائرية وإقبالهم على المباريات الودية التي لعبها أشبال خاليلوزيتش تحضيرا لمونديال البرازيل في أوروبا فكان أقرب إلى الخيال، حيث توجه الجزائريون في مباراة لعبت في سويسرا في مواكب عائلية من كل بلدان القارة العجوز، وتحدثت الصحافة عن التنقل إلى درجة أن الملعب عجز عن استقبال ربع الجماهير المتوجهة وغالبيتها لم تجد تذكرة الدخول.
في مباراتي نيجيريا والمكسيك سيغيب عن "الخضر" عدد من اللاعبين بسبب نقص المنافسة أو الإصابة أو عدم إيجادهم لفريق في آخر أيام الميركاتو، وبالخصوص الجمهور الحماسي الذي كان دائما يمنحهم الفخر بأنهم جزائريين ويلعبون للمنتخب الأكثر شعبية في العالم كما يقولون، وهذا بسبب جائحة كورونا التي قلبت الكثير من موازين اللعبة الشعبية التي يعشقها كل العالم، ولكن الجزائريين بشكل مغاير.
أبانت مباريات الدوريات الأوروبية هذا الموسم في بدايته تأثيرا حقيقيا لغياب الجماهير عن فرقها، فخسر مانشستر يونايتد في ملعبه بسداسية وخسر مانشستر سيتي بخماسية على أرضه، وغالبية انتصارات "الخضر" الكبرى بل جميعها، كانت قد لعبت أمام عشرات الآلاف من الأنصار، كما حدث في خيخون الإسبانية في 1982 في البرازيل 2014 وحتى في القاهرة المصرية في 2019، لأجل ذلك سبق الفضول متابعي الخضر لمشاهدتهم في مباراة صامتة من دون صيحات: "وان. تو.ثري فيفا لا لجيري".
ب.ع
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)