الجزائر

أسماك تونسية وإسبانية مهربة تسوق على أنها جزائرية



زيادة بألف طن في إنتاج مينائي عنابة و شطايبيحققت ولاية عنابة خلال 2017، ارتفاعا محسوسا في إنتاج السمك بمختلف أنواعه عبر سواحل الولاية، بلغ نحو 8000 طن بكل من مينائي عنابة و شيطايبي، بزيادة قدرت بألف طن مقارنة بسنة 2016، وجهت منها حوالي 50 طنا للتصدير من صنف القشريات.
و تُرجع مصادر رسمية، النمو الطفيف في الإنتاج لعدة عوامل منها ملاءمة الظروف الطبيعية، و انخراط المهنيين في التدابير الموجهة لتحسين الثروة السمكية و المحافظة عليها، و ارتفاع عدد الناشطين في مجال الصيد البحري، مع دخول وحدات جديدة الخدمة في السنوات الأخيرة، حيث تحصي مديرية الصيد البحري بالولاية 200 باخرة تقليدية ناشطة بميناء عنابة، إلى جانب 20 باخرة «جيبية» تعتمد على جيوب مخصصة لرفع أسراب السردين من البحر، غير أن العجز المسجل في تغطية الطلب لم ينعكس على تحسن الأسعار.
و تحصي مديرية الصيد البحري بالولاية، نحو 60 مشروعا استثماريا من شأنها تعزيز القدرات الإنتاجية، ما ستوفر 120 منصب عمل، و ذلك في إطار الدعم الذي تمنحه الدولة للنهوض بميدان الصيد البحري.
و استنادا لمصادرنا، فقد استفادت مختلف فئات الصيادين من دورات تكوينية، تحت إشراف مديرية الصيد البحري و الموارد الصيدية و بالتنسيق مع الغرفة المحلية للصيد البحري، تهدف إلى تحسين مستوى المهنة لدى الحرفيين، و تأهيلهم للمساهمة في الرفع من الإنتاج و تحسين المردودية.
و بالنظر لتحسن المردود للمنتوج البحري، لم يعكس ذلك انخفاضا في الأسعار المتداولة بالأسواق، حيث تسجل فوارق بين سعر الجملة على مستوى مسمكة الميناء و الأسعار المتداولة خارجه، حيث تراوحت أسعار التجزئة أمس بالنسبة لسمك السردين ما بين 400 و 600 دج للكيلوغرم يساهم كثرة الوسطاء في رفع السعر، خاصة وأن السردين أكثر الأنواع طلبا لدى المستهلكين.
و يرجع الصيادون سبب ضعف الإنتاج و ارتفاع الأسعار، إلى قلة حركة السردين، ما يجعلهم في رحلة بحث دائمة بالمياه الإقليمية عن المناطق التي يمر منها هذا النوع من السمك، فكلما كانت مدة المكوث في البحر – حسبهم- أطول كلما زادت التكاليف، ما يجعل صاحب الباخرة يتمنى العودة إلى الميناء و لو بمردود ضعيف يغطي به المصاريف فقط.
كما أرجع صيادون آخرون تراجع مردود صيد السمك، إلى نقص الطحالب التي يتغذى عليها سمك السردين، بسبب الصيد العشوائي و غير المرخص للمرجان، لأن الطحالب من الكائنات البحرية التي تنمو و تعيش وسط الشعاب المرجانية.
أما الارتفاع الملحوظ في أسعار الأسماك، فقد أصبح عدد كبير من المواطنين الذين يترددون على تونس باستمرار يفضلون شراءها من هناك، لانخفاض ثمنها مقارنة بالأسعار المتداولة بأسواق عاصمة الولاية.
و يؤكد بعض الصيادين الذين التقت بهم النصر، على أن المسامك المتواجدة بمحاذاة الميناء، تسوق أنواعا كثيرة من السمك التونسي و الاسباني على أنها جزائرية، يستورد و يهرب أيضا بطرق غير قانونية عبر البحر، و تكون صلاحية استهلاكه لا تتعدى أسبوع، غير أنهم يقومون بحفظه في غرف التبريد، و يسوق على أنه جديد، حيث حجزت المصالح البيطرية في عدة مناسبات كميات معتبرة من السمك المستورد الذي يسوق على أنه منتوج محلي.
حسين دريدح


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)