الجزائر

أساطير الكرة الجزائرية (الحلقة ال19) ناصر بويش



أساطير الكرة الجزائرية (الحلقة ال19)إعداد: كريم مادي
ناصر بويش..
عدو الحراس
في حلقة اليوم سنسلّط الضوء على نجم من نجوم كرة القدم الجزائرية خلال عشرية الثمانينيات انه ناصر بويش لاعب شبيبة القبائل الذي يعد من بين أحسن المهاجمين الذي عرفتهم ملاعب كرة القدم الجزائرية كيف لا وهو الذي لا يزال يحمل الرقم القياسي في عدد الأهداف خلال موسم واحد برصيد 36 هدفا كما أنه اللاعب الوحيد الذي سجل في صنف الأواسط في موسم واحد 55 هدفا وقبل الحديث عن مسيرة ناصر بويش الكروية نشير انه لا يحمل أي قرابة بلاعب مولودية الجزائر خلال نفس الفترة التي لعب فيها كلا اللاعبين للفريق الوطني.
ولد بالعاصمة وداعب حي الكرة بحي العقيبة
ولد ناصر بويش بالجزائر العاصمة وهو من عائلة رياضية فجل أفراد وأقارب عائلته وأسرته مارسوا الكرة قبل بلوغ بويش ناصر سن الثانية عشر تجلت موهبته الكروية وذلك في فريق المدرسة التي كان يتابع فيها دراسته فكان يجيد تسجيل الأهداف من كل الاتجاهات إلى درجة أنه يحكى على ناصر بويش انه كان يسجل ضربات الجزاء من الخلف إلى درجة انه وقّع في لقاء واحد 11 هدفا حتى طلب منه زملاؤه الكف عن التسجيل.
1975
بويش في شباب بلوزداد
بعد أن ذاع صيت اسم ناصر بويش خارج حييه وخارج المدرسة التي كان يتابع فيها دراسته انضم إلى فريق شباب بلوزداد وهذا في صنف الاصاغر وعمره لا يتعدى الثانية عشر وهو الفريق الذي وجد فيه راحته خاصة وانه كان يحلم ان يلعب بحجم ملعب 20 أوت أو بولوغين أو أول نوفمبر بالحراش وفعلا راح الشبل ناصر بويش ببدع بطريقته الخاصة كراس حربة فرغم صغر سنه وبنيته الفورمولوجية إلا أن هذا لم يشكل عائقا لابن الثانية عشر.
إعجاب المدرب باسطوط باللاعب ناصر بويش ساهم في تألقه وبروزه أكثر فأكثر فكان بسطوط يمده بالنصائح ومما كان يقول له اسمع ياناصر ستصبح لاعبا كبيرا .. فاسمع نصائحي
تزامن تألق ناصر بويش مع أصاغر شباب بلوزداد مع تتويج أكابر الفريق بكاس الجزائر عام 1975 بضربات الجزاء على اتحاد العاصمة وهو التتويج الذي كان له التأثير الكبير في مسيرة الفتى ناصر بويش خاصة بعد ان حضر الحفل الذي إقامته إدارة النادي على شرف لاعبي الأكابر المتوجين بقيادة مصطفى كويسى والراحل بن ميلودي والحارس العام وغيرهم من نجوم الشباب الذين حملوا الكأس الجزائرية الغالية من أيدي الراحل هواري بومدين وهي آخر ما كان يمنح هذا الأخير قبل أن ينتقل إلى العلي القدير في ال 28 ديسمبر من نفس السنة.
موسم 1978/1979
سجل 55 هدفا مع صغار بلوزداد
حتى وإن كان لم يكن يتعدى سن اللاعب ناصر بويش الرابعة عشر إلا أنه تمت ترقيته إلى صنف الأواسط وهو الصنف الذي أبدع فيه إلى درجة أنه سجل 55 هدفا في موسم 1978 / 1979 وهو رقم قياسي في تاريخ الكرة الجزائرية الكثير منا يجهله لكن ناصر بويش بلغه في موسم واحد مع أواسط الشباب مع المدرب جلول بسطوط وهو المدرب الذي لازال ناصر بويش إلى حد اللحظة يشيد بالدور الكبير الذي غير من مسار حياته نحو النجومية.
واصل ناصر بويش تألقه مع صنف الأواسط إلى أن تمت ترقيته إلى صنف الأكابر فلعب إلى جانب الراحل بن ميلودي وعمره لم يكن يتعدى السابعة عشر كما لعب إلى جانب حسين ياحي ومصطفى كويسي وجبار ومحمد دحماني وغيرهم من نجوم العصر الذهبي للشباب في مطلع الثمانينيات.
كان ناصر بويش محل حديث الجمهور الرياضي الجزائري فأنصار الشباب وصفوا لاعبهم الفتى بمثابة هدية إلهية إلى الفريق كيف لا وان عمره لم يكن يتعدى السادسة عشر وهو يلعب إلى جانب نجوم الفريق طريقة تسجيله للأهداف كانت تثير التساؤل كيف لا وانه يهز شباك الحراس كما يريد ولا يوجد حارس مرمى ولم يهز شباكه حتى لقب باسم الحراس رغم صغر سنه.
لقاء النصرية
في ذاكرة بويش
في عز أيام النصرية مع ماجر وأيت الحسين ولعزازي ومرزقان وقندوز وجد الفتى ناصر بويش نفسه يلعب أمام نجوم هذا الفريق بالرغم من أن سنه لم يكن ستجاوز السابعة عشر لكن لم يتفاجأ ابن العقيبة بالدعوة التي وجهها له المدرب محمد بوجنون للعب لقاء النصرية لا يزال ناصر بويش يتذكر لحظة دخوله إلى أرضية ميدان 20 أوت وهو مكتظ عن آخره بجماهير الفريقين الغالبية العظمى كانت تنادي بحياة ماجر وقندوز وغيرهم من نجوم النصرية في تلك الأيام لم يبال ناصر بصيحات الأنصار فقال في قرارة نفسه لقد حان الوقت لأثبت مكانتي أمام نجوم هذا الفريق اليوم سأنسي هؤلاء الجماهير في اللاعب ماجر ما ان انطلق اللقاء حتى تناساه أنصار الشباب نجوم النصرية فراح الكثير يركز على لمحات واللقطات الفنية الرائعة لناصر بويش لعله يهز شباك الحارس الدولي آنذاك ياسين بن طلعة.
مرت الدقائق وشباك هذا الأخير لم تهتز لتنتهي المرحلة الأولى كما انطلقت حينها تنفس أنصار الشباب إثر هذه النتيجة وهم الذين كانوا يخشون من قوة ماجر ولعزازي وايت الحسين الذين كانوا يشكلون أخطر ثلاثي في البطولة الوطنية.
مع بداية المرحلة الثانية تقدمت النصرية بهدف من توقيع خديس محمد أب المدافع الحالي للشبيبة خير الدين خديس لكن فرحة أنصار النصرية لم تدم طويلا بعد ان تمكن الشباب من تعديل النتيجة بواسطة جمال مناد الذي قدم له ناصر بويش كرة بطبق من ذهب غالط بها الحارس الأنيق للنصرية ياسين بن طلعة في وقت كانت المباراة توشك على نهايتها فانتهى اللقاء بتعادل ايجابي تعادل كان في نظر أنصار الشباب من صنع الفتى الصغير ناصر بويش.
يعد هذا اللقاء بالنسبة لناصر بويش بداية تحول كبير في مسيرته الكروية حيث تمكن مع مرور الأيام من فرض مكانته ضمن التشكيلة الأساسية خاصة مع قدوم المدرب مختار كالام الرئيس الحالي للشباب وهو الرجل الذي أعطى ثقة كبيرة لبويش يعد منح له القميص رقم 9 الذي ظل حكرا على اللاعب جمال مناد الذي انتقل فيما بعد إلى شبيبة القائل.
موسم 1982/1983
خالف يخطف بويش نحو الشبيبة
في موسم 1982/1983 فاجأ ناصر بويش محبي الشباب بتغيير وجهته نحو شبيبة القبائل وكان وراء انتقاله إلى فريق الكناري المدرب خالف محيي الدين الذي كان حينها يشرف على تدريب المنتحب الوطني بعد أن أعجب بفنيات هذا للاعب ليس مع فريقه الشباب فحسب بل مع جميع المنتخبات الوطنية للشبان التي كان فيها ناصر بويش الهدف رقم واحد.
لم يجد ناصر بويش أدنى صعوبة في التأقلم مع فريق شبيبة القبائل كونه الذي استقدمه إلى هذا الفريق هو خالف محيي الدين فكان من البديهي أن يعامله هذا الاخير معاملة الأب لابنه فكان بمثابة الولد المطيع لوالده.
خاض ناصر بويش أول لقاء له مع تشكيلة شبيبة القبائل بملعب أول نوفمبر بالحراش أمام فريق الكواسر وانتهى اللقاء بالتعادل دون أهداف لكن البداية الحقيقية لناصر بويش كانت أمام مولودية وهران بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو وهو اللقاء الذي أبدع فيه ناصر وسجل هدفين من بين الأهداف الخمسة التي هز بها لاعبو الشبيبة عرين حارس الحمراوة بشير سبع.
لقاء الحمراوة بالنسبة لناصر بويش كان بداية المجد والتألق فسرعان ما تم استدعاؤه إلى الفريق الوطني للأكابر الذي كان يحضر إلى اولمبياد لوس أنجلس لكن لعنة الإصابة حرمته من لعب اللقاء الفاصل أمام المنتخب المصري بملعب 5 جويلية الذي انتهى بالتعادل السلبي.
موسم 1985/1986
ناصر يدخل تاريخ البطولة الوطنية
انتظر عشاق شبيبة القبائل ثلاث سنوات كاملة ليقفوا وقفة واحدة خلف القدم من شباب بلوزداد ناصر بويش كان ذلك في موسم 1985/1986 وهو الموسم الذي يعد الأحسن والأجمل في المسيرة الرياضية لناصر بويش حيث نال كل شيء كأس الجزائر بعد تغلب الشبيبة على وفاق القل بهدف دون رد وفق علي فرقاني في الأنفاس الأخيرة من اللقاء بعد كرة قدمه له ناصر بويش وقبل التتويج بالكأس وهي الأولى والأخيرة التي فاز بها ناصر بويش خلال مسيرته الكروية كان قد توج بلقبين لقب البطولة الوطنية حيث تقدمت الشبيبة بفارق 18 نقطة كاملة عن فريق النصرية كما توج ناصر بويش بلقب أحسن هداف للبطولة 36 هدفا وهو رقم قياسي لم يسبق وان سجله أي لاعب قبله او بعده حيث لا يزال قياسيا ومن الصعب ان لم نقل من المستحيل تحطيمه مع الجيل الحالي للمهاجمين.
كما أن هذا الموسم سجل فيه ناصر وبويش رقم قياسي من حيث عدد الأهداف في لقاء واحد كان ذلك في مرمى آمل عين مليلة حيث هز شباك هذا الأخير بخمس أهداف كاملة وهو رقم لم يسجل بعد.
من عام 1983 إلى غاية 1990
سبع مواسم في الشبيبة نال فيها كل شيء
دام بقاء ناصر بويش في شبيبة القبائل سبع مواسم كاملة من عام 1983 إلى غاية 1990 سبع مواسم نال فيها كل شيء خمس بطولات وطنية وكاس الجزائر وكأس إفريقيا للأندية البطلة وكاس الإفريقية الممتازة.
كما حاز على خمس مرات متتالية على أحسن هداف لبطولة الوطنية وهذه أرقام لم يسجلها أي لاعب لحد الآن في فريق الشبيبة.
ناصر بويش ونظرا لما كان يفعله بحراس المرمى كونه كان يهز شباكهم بكل سهول كما يحلو له كان هؤلاء يهابونه ويخشون مواجهته فلا يوجد حراس مرمى وصمد أمامه حتى الحراس الكبار أمثال مهدي سرباح وياسين بن طلعة وكمال غفار وبشير سبع الكل هزّ شباكهم بعضهم بثلاثية والبعض الآخر بالرباعية.
امتدت من 1984 إلى 1992
مسيرة ناصر مع الخضر
بالرغم من تألقه الواضح مع فريق شبيبة القبائل إلا أن ناصر بويش لم يتمكن من فرض مكانته مع المنتخب الوطني فرغم الفرص العديدة التي أتيحت له إلا أنه لم يكن ذلك المهاجم الذي يخشاه الحراس في البطولة الوطنية مع فريقه الشبيبة فكان نادرا ما يسجل الأهداف إلى درجة انه لقب بلاعب فريق وليس بلاعب المنتخب.
شارك ناصر بويش مع المنتخب الوطني في أربع نهائيات أممية الأولى في كوت ديفوار عام 1984 و المشاركة الثانية كان بمصر عام 1986 وفيها أقصي المنتخب الوطني في الدور الأول أما الدورة الثالثة التي شارك فيها بويش فكانت عام 1990 بالجزائر وهي الدورة التي حاز فيها المنتخب وبويش على الكأس الأولى والأخيرة قبل ذلك بأربع سنوات كان ناصر وبويش قد شارك في مونديال المكسيك عام 1986 لكنه لم يلعب أي لقاء.
أما آخر دورة افريقية شارك فيها ناصر بويش مع المنتخب الوطني فكانت بالسنغال عام 1992 وهي الدورة التي سجل فيها منتخبنا الوطني مهزلة سميت بزيغنشور نسبة إلى المدينة التي لعب فيها منتخبنا الوطني منارتيه ضد كوت ديفوار الكونغو. ليعتزل بعدها نصر بويش اللعب دوليا إلى جانب نخبة من اللاعبين الجزائريين الكبار أمثال ماجر وعماني ومغارية والحراس عصماني.
بويش والاعتزال بالمجر
بعد نهاية موسم 1989/1990 قرر ناصر بويش مغادرة عش الكناري ليحط رحله في بلد البترو دولار الخليج حيث لعب لفريق العربي القطري وهو نفس الفريق الذي لعب له بعد سنتين من بعد اللاعب رابح ماجر ليفوز بلقب أحسن هداف للبطولة القطرية كما نال كاس ولي العهد وقد ساهم ناصر بويش إلى حد كبير في تتويج فريق العربي الأمر الذي مكنه من لوج عالم الاحتراف بفرنسا حيث أمضى في الموسم الموالي عقد احترافي من نادي ريد ستار إلى جانب اليوغسلافي الشهير سوزيتش والدولي البلغاري روديونوف وقد دام بقاء ناصر بويش في هذا الفريق ثلاث مواسم كاملة توج مرتين متتاليتين بلقب أحسن هداف للفريق ومرة واحدة أحسن هداف للدوري الفرنسي للدرجة الثانية لكن وكما يقال بقاء الحال من المحال حيث قرر في موسم 1993/1994 شد رحله إلى أوروبا الشرقية حيث لعب لأحد الفرق التابعة للعاصمة بودابست ليعلن في الموسم الموالي اعتزاله الرسمي لكرة القدم وهو في عز عطائه رافضا العودة إلى الملاعب بعد أن قضى أكثر من 20 سنة فوق المستطيل الاخضر نال فيها كل شيء .
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)