الجزائر

أسئلة في الدين -2-


أسئلة في الدين -2-
السؤال: جدتي كبيرة السن وهي عاجزة عن الصيام، وقد أخبرتني أنها لم تقض في شبابها أيام العادة الشهرية لعدة سنوات، وطلبت مني أن أسأل لها عن ذلك، فماذا تفعل الآن؟الجواب: قضاء أيام العادة الشهرية واجب بإجماع المسلمين لقول عائشة رضي الله عنها: "كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاةِ"، وبما أنها فرطت في ذلك يلزمها أن تتوب إلى الله تعالى وتستغفره وتعلن له عن ندمها مما فرطت فيه، والله عفو كريم تواب رحيم يقبل توبة عباده الصادقين كما قال في كتابه: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"، وعليها أيضا أن تحسب تلك الأيام التي أفطرت فيها ولم تقضها وتطعم عن كل يوم مسكينين، مسكين عن اليوم الذي عجزت عنه ومسكين لتفريطها وتأخر قضائها.السؤال: أنا أبلغ من العمر ستا وسبعين سنة، ومشكلتي حدثت في سن الشباب، حيث تزوجت قبل رمضان بعشرين يوما، ولم أستطع التحكم في نفسي فجامعت زوجتي في النهار، وتكرر مني هذا الأمر خمس مرات، وأنا اليوم غير قادر على الصوم، فما هو الحل لمشكلتي؟الجواب: تَعَمُّدُ الجماع في نهار رمضان حرام، وهو من المفطرات ولو حصل سهوا أو خطأ، لقوله تعالى: "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ"، والواجب عليك أولا أن تستغفر الله تعالى وتتوب إليه مما فعلت في سالف الأيام، والله تعالى يقول: "فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، ويجب عليك أيضا القضاء والفدية والكفارة عن كل يوم من هذه الأيام الخمسة، لما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ رَجُلًا أَفْطَرَ فِي رَمَضَانَ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَةً، أَوْ يَصُومَ شَهْرَيْنِ، أَوْ يُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا"، وبما أنك عاجز عن الصيام الآن فيلزمك أن تطعم عن كل يوم اثنين وستين مسكينا، إطعام مسكين عن عجزك عن القضاء، وإطعام مسكين لتفريطك في القضاء، وستين مسكينا عن الكفارة.السؤال: أريد أن أستفسر عن أمر حيرني، وهو أن الشياطين تربط في رمضان، غير أننا نشاهد الكثير من الشرور والعصيان خلال شهر رمضان، فكيف تكون الشياطين مسلسلة وهي توسوس للناس وتدفعهم إلى معصية الله تعالى؟الجواب: صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ"، الوساوس الشيطانية موجودة في رمضان وغيره، وكون الشياطين تسلسل في شهر رمضان لا يعني ذلك أنها لا توسوس للناس، وذلك لعدة أمور، منها أن قوله صلى الله عليه وسلم: "وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ" في تفسير بعض العلماء على المجاز لا على الحقيقة، أي أن الله تعالى يعصم الصائمين من المعاصي فتعجز الشياطين عن إغوائهم وتزيين الشهوات لهم كما تفعل في سائر السنة، والأمر الثاني: أننا إذا قلنا بأن الشياطين تسلسل حقيقة، فإن المراد بالشياطين هنا هم المردة، أما غيرهم فتبقى طليقة غير مسلسلة، ودليل هذا ما جاء في رواية الحديث عند الإمام النسائي بلفظ: "وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ"، ورواه ابن خزيمة وابن حبان بلفظ: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ مَرَدَةُ الْجِنِّ"، وبهذا اتضح أن الوساوس الشيطانية لا تنقطع في رمضان كسائر شهور السنة، وما على الإنسان إلا أن يجاهد نفسه والشيطان كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ".السؤال: امرأتي حامل في شهرها السادس، ويمكنها أن تصوم غير أنها تجد في ذلك مشقة وإرهاقا شديدا بسبب ضعفها فهل يجوز لها أن تفطر؟الجواب: الحامل إذا كانت لا تطيق الصيام إلا بجهد ومشقة وخافت على نفسها أو على ولدها جاز لها أن تفطر في رمضان، بدليل الحديث الصحيح عند أحمد وأصحاب السنن عن أنس بن مالك الكعبي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ وَضَعَ عَنِ المُسَافِرِ الصَّومَ وَشَطْرَ الصَّلاَةِ، وَعَنِ الحُبْلَى والمُرْضِعِ الصَّوْمَ"، وإذا خشيت بصومها الهلاك أو شدة الضرر وجب عليها الإفطار، لأن حفظ النفس واجب لقوله تعالى: "وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"، وقوله تعالى: "وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"، ويجب عليها القضاء بعد ذلك كالمريض.السؤال: أجرى أبي عملية جراحية قبل شهر رمضان، وهو الآن طريح الفراش لا يقدر على الصوم، ويسألكم هل يلزمه إخراج الفدية الآن أو يؤخرها حتى يشفى ويخرجها مع القضاء؟ الجواب: ليس على والدك فدية، لا الآن ولا بعد رمضان، لأن المريض الذي يرجى برؤه لا يلزمه إلا القضاء فقط بعد الشفاء، لقوله تعالى: "فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)