الجزائر

أريحوا الرئيس



 لا علم للجزائريين بالوضع الصحي للرئيس، ولكن ما هو متوفر من مؤشرات، خاصة أن الرئيس لم يعد يظهر ولا يخاطب الجزائريين إلا قليلا قليلا، يدفع للاعتقاد أنه لا يمارس وظائف منصبه إلا في حدود دنيا. فإذا كان الرئيس مريضا فينبغي أن يخلد للراحة فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
من الناحية الموضوعية والعملية، ومع التمني للرئيس بالصحة وطول العمر، البلاد في حاجة في هذا الظرف الصعب إقليميا ووطنيا، عند جيراننا في الشرق وعند جيراننا في الشمال، فضلا عن ملامح الأزمة العالمية الطاحنة التي تزايدت مؤشراتها بقوة هذه الأيام، لاستعداد خاص معقد وعاجل لمواجهة تحديات ضخمة واستحقاقات لا يمكن تأجيلها.
البلاد تعيش، منذ فترة طويلة، الركود شبه الكامل، وحتى ''الإصلاحات'' السطحية المقترحة أفرغت مما اعتبر إصلاحا فيها، والصراعات صارت أحيانا علنية، والكل ينتظر لست أدري ماذا، المسيح أو المهدي أو القرار.
ولكن من يتخذ مثل هذا القرار؟ المؤسسات الدستورية؟ طبعا لا أحد ساذج، الكل يعرف أن أصحاب القرار يحتفظون لأنفسهم بمثل هذا القرار السياسي الهام.
لماذا لا يتخذ القرار؟ لسنا ندري. ربما لأن الأمر في حاجة لاستعدادات خاصة، ربما هو في حاجة لاستشارات متنوعة من أجل التوصل لتوافق على الحل والبديل، أو ربما هو تفاديا لإحراج الرئيس فقط، وربما احتراما للشكليات الدستورية. ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك على حساب مصلحة البلاد. الركود والرداءة وغياب الرؤية، وقد رأينا ذلك في الموضوع الليبي وفي الموضوع السوري وفي موضوعات أخرى كثيرة، ستجعل الثمن باهظا جدا.
بعض التقديرات في بعض الأوساط السياسية رجحت أن ''يُفتى'' في الموضوع بعد الانتخابات التشريعية المقبلة. بل وذهبت بعض المضاربات إلى حد القول إنه تم التوافق في ذلك مع الرئيس.
عمليا، حتى وإن لم يكن الرئيس قادرا فقط على ممارسة مجموع صلاحيات منصبه كما ينبغي أن تمارس، فمعنى ذلك أن جهات أخرى تمارسها نيابة عنه ولو تحت مسؤوليته، فإن ذلك مدعاة لتصحيح الأوضاع. أريحوا الرئيس وأريحوا البلاد بإصلاح حقيقي.

mostafahemissi@hotmail.com


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)