الجزائر - A la une

أدركت أنك كنت تريد جواز السفر إلى مثواك الأخير



أدركت أنك كنت تريد جواز السفر إلى مثواك الأخير
إنها الصدفة.. صبيحة يوم الأحد 2 ديسمبر، كنت أنتظر مكالمة من شعبان، يخبرني أنه في الطريق إلى جيجل كي يستخرج شهادة ''خ ''12، لتكوين ملف تجديد جواز سفره الذي انتهت صلاحيته منذ شهر جويلية الماضي.
لكنني عوض ذلك، تفاجأت بمكالمة من المكتب الجهوي عن نبأ وفاة شعبان.. مكالمة نزلت على مسامعي كالصاعقة، لم أصدق من الوهلة الأولى، وفي لحظة حزن، عاد إلى مخيّلتي كل ما جرى في حديث هاتفي بيننا يوم الأربعاء الماضي، حين وعدني بالمجيء إلى بلدية العنصر، مسقط رأسه، وذلك لاستخراج الشهادة.
كان لحظتها شديد الإلحاح على تجديد جواز سفره في أقرب وقت، فسألته لماذا أنت قلق ومنفعل إلى هذه الدرجة؟ هل تريد السفر إلى الخارج؟ فأجاب ''إنني أريد تجديده وفقط''. اليوم، عرفت يا شعبان أنك ''كنت تريد جواز سفر إلى مثواك الأخير..''. لقد عرفتك، على مدار عشر سنوات، هادئا جدا، حتى إن كنت تريد أمرا في غاية الاستعجال.. عرفتك يا شعبان طيلة مسارنا المهني معا، ذلك الصحفي المتواضع، النصوح، الذي يريد الإتقان في التعاطي مع المعلومة، بعيدا عن الإثارة والتهويل. ولا يسعني أمام هذا المصاب الجلل، إلا أن أقول لك ''نم قرير العين.. واخلد للراحة الأبدية، وسنبقى نحتفظ بالكثير من تعليماتك التي كنت توجهها لنا في كل مرة''.. تعازينا إلى كل الزملاء وإلى عائلتك.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)