الجزائر - A la une

أخطبوط العنف يضرب ملاعب الجمهورية ويهدد بحصد الأوراح


أخطبوط العنف يضرب ملاعب الجمهورية ويهدد بحصد الأوراح
مرة أخرى وفي ظرف أسبوع تندلع أحداث عنف شديد في مباريات بطولة الرابطة المحترفة الأولى "موبيليس"، وكان ملعب الوحدة المغاربية ببجاية أول أمس، مسرحا لها بين أنصار المولودية والشبيبة المحليتين، في داربي "يما قوريا" الذي انتهى كما هو معلوم بفوز الشبيبة بهدف من توقيع طاتام، لحساب الجولة الرابعة والعشرين من البطولة، حيث خلفت موجة العنف هذه جرحى في صفوف المشجعين ورجال الشرطة وتخريب وإضرام النيران في الممتلكات.بداية العنف والشغب انطلقت قبل موعد المباراة، حيث عرفت مدينة بجاية وبالضبط قرب مداخل الملعب مناوشات عنيفة بين أنصار الشبيبة والمولودية لينقل العديد منهم إلى المستشفى لتلقي الإسعافات الأولية. ولم يهدأ لمشجعي الفريقين المتعصبين بال حتى اعتدوا على رجال الأمن قبل بداية اللقاء ما أدى إلى إصابة بعض من رجال الشرطة حسب ما أكده شهود عيان لموقع.وشهدت المواجهة أجواء مشحونة بين مشجعي الناديين الذين لم يتوقفوا عن إلقاء جميع أنواع عبارات السب والشتم وإشعال الألعاب النارية ، غير أن الكارثة حلت عندما تمكن لاعب شبيبة بجاية إسلام طاتام، من تسجيل الهدف الأول والأخير، حيث قام مشجعو مولودية بجاية بنزع وتكسير كراسي ملعب الوحدة المغاربية واقتحامهم بعد نهاية المواجهة مقر النادي وقاموا بتخريبه بالكامل، كما قام البعض منهم بإضرام النيران وسط مدينة بجاية التي عاشت أمسية سوداء لم تعرفها منذ أحداث الربيع الأمازيغي.أحداث بجاية امتداد لأحداث عين فكرون وحجوطويرى متتبعون، أن ما وقع من مشاهد يندى لها الجبين في بجاية، لست إلا امتدادا لما حدث في عين مليلة الأسبوع الماضي، بمناسبة مباراة شباب عين فكرون وضيفه الجار شباب قسنطينة، حيث توقّفت المباراة في شوطها الثاني، بسبب مشادات جسدية في الميدان واجتياح عدد من الأنصار أرضية الميدان، وسقوط جرحى وسط الأنصار المقتحمين للميدان.وأول أمس، في مباراة ضمن القسم الثاني المحترف، تحوّل ميدان ملعب حجوط، إلى حلبة للملاكمة والمصارعة، بمناسبة استقبال اتحاد حجوط للرائد اتحاد بلعباس، رغم أن المباراة كانت تسير في صورة طبيعية، غير أن مخالفة بعيدة عن مرمى الزوار فجرت الوضع وأسفرت عن جرحى وإصابات متفاوتة الخطورة وسط لاعبي بلعباس وأنصار الفريق المحلي، وهي المشاهد التي ركزت عليها عدسات كاميرا التلفزيون الجزائري في إحدى الحصص الرياضية، في صور وأعمال تشوه بلدا بأكلمه وليس قطاع كرة القدم فقط.الإعلام بريء من هذا العبثشهد النقاش في مواسم سابقة حول أسباب العنف في كرة القدم الجزائرية، توجيه أصابع الاتهام إلى الإعلام المكتوب، خاصة المتخصص منه، بفعل التصريحات النارية على صفحات الجرائد، وكذا العناوين الاستفزازية الساخنة الموجهة أساسا إلى فئة المراهقين، لتهييج المشاعر والحث على الفوز بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة. غير أن سبب الأحداث الجهنمية التي اندلعت مؤخرا، لا يتحمل الإعلام تماما مسؤوليتها، بل العكس ما يحدث، حيث أصبح الإعلام يلعب دورا توعيا، وغابت العناوين الحماسية والجهوية عن صفحات الجرائد.التحكيم لم يكن ضلعا فيما حدثنقطة أخرى ربحها التحكيم بفعل الأحداث التي وقعت مؤخرا في عدد من الملاعب، فأصحاب البذلة السوداء، الذين كثيرا ما وجهت لهم أصابع الاتهام، بأنهم يقفون وراء العنف في الملاعب بفعل قراراتهم المجحفة في حق الفرق واللاعبين، لم يكن لهم أي ضلع فيما حدث بعين مليلة، حجوط وبجاية، وبشهادة الحكم الدولي السابق، زكريني، فإن التحكيم في الجولات الثلاث الأخيرة تحسن أداؤه كثيران ولم يرتكب أخطاء حاسمة في تحديد النتائج. لذا ينتظر أن تتراجع حدة الانتقادات الموجهة للحكام، بعدما ثبت أن رفقاء أحسن حكم في إفريقيا، حيمودي، ليسوا إلا شماعة للبعض يعلقون عليها فشلهم الذريع في تسيير فرقهم.المكتب الفدرالي والرابطة أمام مسؤولية تاريخيةوفي ظل عودة العنف ليضرب ملاعب الجمهورية، لم يعد أمام المكتب الفدرالي للفاف، والرابطة المحترفة لكرة القدم، سوى إيجاد الحلول المناسبة والتي قد تكمن في الضرب بيد من حديد كل من تسوّل له الحث على العنف قولا أو فعلا من مدربين، مسيرين وأنصار ولاعبين، خاصة وأن الصور التي اطلعت عليها الجماهير على الشاشات أثبتت أن العنف تغذيه أطراف بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، فشلت في دورها المنوط بها في تسيير فريقها.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)