الجزائر

أخطاؤها تجر عليها المصائب ولا توصلها إلى الحلول في الساحل أمنيون يحذرون باريس من التدخل العسكري و”سوء التفاوض”



الجزائر وليبيا قوتان في مكافحة القاعدة، مالي مترددة، والنيجر وموريتانيا ضعيفتان انتقد خبراء أمنيون فرنسيون طريقة تعاطي باريس مع ملف الإرهاب في الساحل، وبالتحديد قضية الرهائن الخمس المختطفين منذ منتصف سبتمبر الماضي من مناحي عديدة: ويرى بعض المختصين في القضايا الأمنية أن باريس ترتكب أخطاء تجر عليها مصائب ولا توصلها إلى الحلول، خاصة ما تعلق بالتدخل العسكري في المنطقة، وتكليف طرف غير متخصص في إدارة مفاوضات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.وحسب دراسات نشرتها مؤخرا كل من مؤسسة البحوث الاستراتيجية ومرصد العلاقات الدولية والدفاع حول القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، فإن باريس لا تواجه التنظيم الإرهابي بالشكل المطلوب، وهو ما سيوصلها إلى طريق مسدود.وحسب ملاحظة مرصد العلاقات الدولية والدفاع، فإنه حتى وإن كان من غير الممكن استبعاد عمليات عسكرية سرية ضد التنظيم الإرهابي فإن مواجهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لابد أن تكون خارج الميدان العسكري، والتي غالبا ما يكون التنبؤ بنتائجها السياسية صعبا.واعتبر المحللون الأمنيون في نص الملاحظة أن التدخل العسكري من شأنه أن يزيد الأوضاع سوءاً في منطقة الساحل ويقوي شعور معاداة فرنسا، وأيضا من شأنه أن يعاش كاعتداء وتهميش، كما أن التدخل العسكري كلما زادت وتيرته كلما دفع أكثر إلى تحول المنطقة إلى صومال أخرى.وحذر الخبراء من تبعات “عسكرة” قضية الأمن في الساحل، وأشارت الملاحظة إلى تغير صورة فرنسا في المنطقة وأنها لم تعد عنصرا جذابا وأن “سياستها الوحشية إزاء الهجرة وعدائها للإسلام” لا تصورها ضحية، كما أن “تصرفاتها” تثبت عليها سعيها إلى استعمالها قضية الرهائن كذريعة لتحقيق أطماع “استعمارية” في إفريقيا. ولخصت الملاحظة في الشق المتعلق بالتدخل العسكري بأنه يزيد المخاطر ولا يحصل الحلول.وفي السياق أكد الخبراء على ضرورة إقحام دول الساحل في محاربة فعالة للإرهاب، خاصة النيجر وموريتانيا، حيث أجمع الخبراء على نجاح السياسات الأمنية في الجزائر على كسر شوكة الإرهابيين مقارنة بسنوات التسعينات.وبالمقابل أشارت ملاحظة مرصد العلاقات الدولية والدفاع إلى ضعف هاتين الدولتين، النيجر وموريتانيا، من حيث قدرة الأجهزة الأمنية على المواجهة مقارنة بإمكانات الجماعات الإرهابية، فيما تتردد مالي في مواجهة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بما أنه لم يضر بمصالحها بعد. أما الجزائر وليبيا فتشكل قوتين إقليميتين في مكافحة التنظيم داخل أراضيها وليس خارجها، كما أنهما تتمسكان برفض تدخل عسكري أجنبي بالمنطقة، وبالمقابل انتقد الخبراء في نص الملاحظة ضعف التعاون الإقليمي في مكافحة الإرهاب الذي لم يبلغ المستوى المطلوب.من جهة أخرى، انتقد مرصد العلاقات الدولية والدفاع تفويض خلية عسكرية بقصر الإليزيه لإدارة المفاوضات مع التنظيم الإرهابي رغم ما تحتاجه العملية من مختصين على دراية واسعة بإيديولوجية الجماعات الإرهابية ومختطفي الرهائن، كما أن افتقار هذه الخلية للتخصص في إدارة المفاوضات من شأنه إفشالها، كما انتقدت الملاحظة المنشورة مؤخرا انعدام سياسة إعلامية واضحة في قضايا الأمن والرهائن وتضارب تصريحات المسؤولين الفرنسيين، ونصحت باريس بمواجهة إيديولوجية للإرهاب بدلا من المواجهة العسكرية، وبشكل عام فإن فرنسا لم تسلم من الانتقادات في إدارتها لأزمة الرهائن من مناحي كثيرة.نسيمة عجاج


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)