الجزائر

أخرجوا لنا من معين القرآن ما يخدم مكتسباتنا وحاضرنا ومستقبلنا



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
دعا رئيس الدولة عبد القادر بن صالح أمس، إلى "اليقظة البالغة تجاه كل ما يهدد كيان الأمة"، مشددا على أن البلاد اليوم "أحوج ما تكون إلى كل الجهود المتبصرة، المتجردة للصالح العام".
وقال السيد بن صالح في رسالة له بمناسبة تنظيم الأسبوع الوطني للقرآن الكريم بسطيف، قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الدنية والأوقاف يوسف بلمهدي، إنه "من هذا المنظور، فإننا مدعوون إلى اليقظة البالغة تجاه كل ما يهدد كيان الأمة ويزرع الشقاق ويمزق الأواصر، لأن أعظم مقاصد الشريعة الإسلامية السمحة التي جاء بها القرآن هي المحافظة على المصالح الحيوية بتشجيع كل ما يساعد على تحقيقها والتصدي لكل ما يفوتها، وأجل هذه المصالح العليا تماسك الوطن ووحدته". وفي هذا السياق "الأخلاقي والحضاري"، يضيف رئيس الدولة "فإن مجتمعنا المسلم الأصيل يدرأ بالحكمة التي تغرسها فيه مبادئ الإسلام نار الفتنة التي تتغذى من العنف والتطرف"، مشيرا إلى أن الفتنة "إذا أقبلت أبصرها أمثالكم من العلماء وفق سنة الله من ترتب النتائج على المقدمات، فيبادرون بالنصح، ويدلون على سبل النجاة، ويحثون على البصيرة الهادية إلى الصلاح والواقية من المفاسد التي تدمر الأسر، ومن الآفات التي تثقل كاهل الدول والمجتمعات".
وبعد الإشارة إلى "الحاجة للتوجه إلى هذا المسلك المفضي إلى منطق الحكمة والتبصر"، ذكر السيد بن صالح أن "ديننا الحنيف يدعونا إلى النظر والتبصر في العواقب والمآلات صلاحا وفسادا، وعدم التحيز إلى مجد شخصي أو انتماء فئوي، بل يجعل صلاح العباد والبلاد مقصده الوحيد وهدفه الأسمى، وهذا من تمام النصح للمجتمع والوطن ووضوح النظرة لتجاوز التحديات الداخلية والمخاطر الخارجية".
وتابع بأن الدين الإسلامي "يدعونا ونحن في هذه المرحلة الحساسة أن تتظافر الجهود المخلصة وفي مقدمتها جهود أهل الرأي العاملة على الاستثمار الجاد في التنمية البشرية، ليكون المواطن في بلدنا حافظا للأمانة صائنا للوديعة وفيا لعهد الشهداء، وما يستدعيه كل ذلك من استنجاد بقيمنا الحضارية حرصا على التماسك وعلى الروح الوطنية الجماعية التي تحصن المجتمع مؤسسات وأفرادا من كل الآفات والمخاطر المحدقة خاصة في الظروف الصعبة والأزمات".
في هذا السياق، أكد رئيس الدولة أن "الأخذ بالحكمة والتبصر واجب في كل وقت، لكنه في وقت الأزمات والارتباكات قارب النجاة الموصل إلى مرفأ الأمان"، معربا عن اعتزازه بالشعب الجزائري وبشبابه "حين هب للتغيير وجعل السلم لغة التعبير في مشهد حضاري أبهر العالم" وب«الجيش الوطني الشعبي الوفي، سليل جيش التحرير وقيادته التي رافقت الشعب وحمت الشباب في مشهد من التلاحم الوطني العظيم".
وأكد في سياق متصل، أن "وطننا اليوم أحوج ما يكون إلى كل الجهود المتبصرة والمتجردة للصالح العام ونحن نستشرف الغد القريب، حيث سترسو الجزائر بعد الاستحقاق الرئاسي إن شاء الله على بر الأمان وتنطلق بلادنا في عهد جديد تتحقق فيه تطلعات شعبنا الكريم وشبابنا الطموح".
من جهة أخرى، توجه رئيس الدولة ب«خالص التحية وبالغ التقدير" للمشاركين في هذا اللقاء المتزامن مع الاحتفال بمولد المصطفى صلى الله عليه وسلم وبذكرى اندلاع الثورة التحريرية المباركة "في تواؤم مبهج لشهر نوفمبر 1954 مع شهر ربيع الأنوار 1441 هجري، لتكون الفرحة فرحتين، فرحة إحياء مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وفرحة تخليد ذكرى نوفمبر المجيد"، إلى جانب مناسبات وطنية أخرى ملهمة للأجيال ومرشدة لبناء وطننا في كنف الأخوة والتضامن" كاليوم الوطني للهجرة واسترجاع السيادة الوطنية على مؤسستي الإذاعة والتلفزيون.
واستطرد قائلا "ما أجمل أن نرى مساجد بلادنا وزواياها ومدارسها القرآنية العامرة وقد ازدانت بمناسبة الأسبوع الوطني للقرآن الكريم بالذكر الحكيم وبالخلق الكريم والسير على طريق الوسطية والاعتدال تجذيرا للمرجعية الدينية الوطنية التي كانت حصنا متينا للمجتمع الجزائري عبر تاريخه الحافل بالأمجاد والإبداع والاجتهاد".
كما عبر عن شكره "للقائمين على هذا المحفل القرآني المبارك الذي يتنافس فيه أبناؤنا وبناتنا حفظا وتجويدا وتفسيرا لكتاب الله، وهو أشرف ما يتنافس فيه المتنافسون"، مشيرا إلى أن هذا الملتقى "الذي استكمل عقده الثاني بعزيمة قوية يبدأ بإيمانكم وإصراركم عقده الثالث بدأب أهل العلم والذكر على دراسة الموضوعات والقضايا التي تعنى بالشأن الوطني في ماضيه وحاضره ومستقبله، وقد وفقتم أيما توفيق في هذا الموعد الواحد والعشرين باختياركم موضوع الحكمة والتبصر في القرآن الكريم.
واغتم السيد بن صالح هذه السانحة ليهيب ب«شيوخ الزوايا والعلماء والأساتذة والباحثين وكل المشاركين في الملتقى أن يخرجوا لنا من معين القرآن الكريم من نفائس الحكمة وأنوار التبصر ما يمكننا من المحافظة على مكتسبات ماضينا وما نواجه به متطلبات حاضرنا وما نستشرف به مستقبلا مشرقا لنمضي نحو الجزائر الجديدة".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)