أحمد بن البشير المختاري

الفتى الشاب سيد من جاوز الكهولة و شاب، من أغناء الفهم و الحفظ عن كل عبارة من الكلام المفيد المركب في اللفظ دعته النجابة فكان لها خير عشير الفقيه النجيب السيد أحمد بن البشير المختاري.
أخذ الفقيه عن حفيد السيد أحمد بن هنى، و ولد ابنه أبي رأس المازوني حفيد الشيخ أبي رأس الناصري ثم المعسكري، و ابن بنته و النحو عن ابن عمه مستطرف الزمان و علامة همدان أبي علي السيد حسن الملقب بالشريڤي بالقاف المعقودة المختاري و هذا الولد عريق في السيادة و تابع لأسلافه في علو الفخر و المجادة كما قيل إذا طاب أصل المرء طابت فروعه.
وجده الفقيه الهمام كان فارسا في نوازل الأحكام متصديا للفتوى بإذن من قضاة الأنام كم من خلاف رفعه بفتواه وروض المذهب ممره و مرعاه فلا يقتطف من زهر أقواله إلا المشهور و ما اتفق عليه أئمة الجمهور و يقول الحق و لا يبالي و مع ذلك إذا أعضلت الدعوى و تكررت بها في مجالس القضاة و الحكام الشكوى، تنهي إليه و يقول: أنا لها إذا نالت الناس قضية و لا أبا حسن لها، فابن المختار المختاري إذا بلغت فتواه للقاضي يتلقاها بالقبول، ويقول: كل قاض اختياره فوق اختياري اهـ رحلة المشرفي.