الجزائر

أحمد بن أبي حجلة التلمساني


هو كما في كتابه "مغناطيس الدر النفيس": شهاب الدين أحمد بن يحي بن أبي بكر بن عبد الواحد المغربي مولد الدمشقي منشأ نزيل القاهرة الشهير بابن أبي حجلة. مولده بالمغرب سنة خمس و عشرين و سبع مئة (725) بزاوية جده الشيخ الصالح الزاهد أبي حجلة عبد الواحد قدس اله روحه و نور ضريحه و كني جده بذلك لصلاح حاله و تعلق الحجل و الوحوش بأذياله وزاوية جده بالمغرب مشهورة و أحاديث بركته مأثورة يؤخذ منها التراب لطلب الدواء و التماس الشفاء و قدم من المغرب مع أبوية و إخوته فبلغوا السول بزيارة الرسول صلى الله عليه و سلم ثم تنقلت به بعد موتهم الأحوال و شاهد بمصر بعد رؤية أبي الهول الأهوال فصنف كتابوة "غرائب العجائب و عجائب و الغرائب" و فيه يقول:
هذا الكتاب ذكرت فيه عجائبـا
تغني النديم عن المدامة و الطرب
يهتز سـامعها لطيب حديثهـا
إلا حسودا ليس يعجبه العجب

و له أكثر من ثمانين مصنعا في الحديث و الفقه و النحو و الأدب و له شعر و نثر في كتابه "ديوان الصبابة". كتبه سيدي مصطفى عبد الله التفهناوي على ظهر كتاب "تزيين الأسواق في تفضيل أحوال الهشاق" للشيخ داوود الأنطاكي المهمس "بديوان الصبابة" للمترجم، و هو مطبوع بالمطبعة البهية العامرة الأزهرية بمصر المحروسة المحمية إدارة درة الفضل و الإمتنان السيد محمد رمضان آخر شهر الحجة سنة 1308 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة و أزكى تحية أمين.
أقول و من نظم ابن أبي حجلة و نثره في "ديوان الصبابة" ما يأتي ذكره:
الحمد الله الذي جعل للعاشقين بأحكام الغرام رضى و حبب إليهم الموت في حب من يهوونه فلا تكن يا فتى بالعذل معترضا فكم فيهم من عاشق و محب صادق:
رأى فحب فرام الوصل فامتنعوا
فسام صبرا فأعيا نيله فقضا

(أحمده) حمد من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى و شبب بذكره محبوبه إن كان تهاميا في حجاز أو شاميا في نوى:
طور يمـان إدا لاقيت ذا يمن
و إن لقيت معديا فعدنـاني

و أشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له الحميد المجيد شهادة من أصبح موته لبعده أقرب من حبل الوريد و قال لعاذله: لقد علمت ما لنا في بناتك من حق و إنك لتعلم ما نريد:
و لو أن مـا بي من حبيب مقنع
عدرت و لكن من حبيب معمم

و أشهد أن محمدا عبده و رسوله شهادة من أخلص في موالاته و تبرأ من الإثم حين تولى عنه محبوبة بخاتم ربه و براءته صلى الله عليه وسلم و على آله و أصحابه الذين يحبهم و يحبونه و يقفون عندما أمرهم و لا يتعدونه ما ذر شارق و هام عاشق (أما بعد): فإن كتابنا هذا كما قيل:
كتاب حوى أخبار من قتل الهوى
و سار بهم في الحب في كل مذهب
مقاصطيعه مـثل المواصيل ثم زل
تشبب فـيه بالربـاب و زيـنب

فهم ماهم تعرفهم بسيماهم قد تركهم الهوى كهشيم محتظر و أصبحوا من علة الجوى على قسمين فمنهم من قضى نحبه و منهم ينتظر فهم ما بين قتيل و شهيد و شقي و سعيد على اختلاف طبقاتهم و أشكالهم و تباين مراتبهم و أحوالهم و غير ذلك مما تصبح به أوراقه يانعة الثمر و تسمي به صفحاته في كل نلحية من وجهها قمر:
فإذا نظرت إلى الوجود بأسره
شاهدت كل الكائنات ملاحا
على أن جماعة من العصر بين غلبوا من تقدم بالت|أليف في هذا الباب و لم يفرق غالبهم في التشبيب بين زينب و الرباب:
و كل يدعي و صلا بليلى
و ليلى لا تقر لهم بذاكا
فربع كتابنا هذا يذكر العامرية معمور و هو بالنسبة إلى ما ألفه الشهاب محمود مشكور و من وقف عليه علم صحة هذا الكلام و أنشد في تصديق هذه الدعوى إذا قالت حذام مؤلف "طوق الحمامة" بالنسبة إلى حجلته يخجل و صاحب "منازل الأحباب" ممن عرف المحل فبات دون المنزل:
و عذرت طيفك في الجفاء لأنه
يسري فيصبح دوننا بمراحل
(آخر)
فيا دارها بالخيف إن مزارها
قريب و لكن دون ذلك أهول
فإن قلت: الفصل للمتقدم و هل غادر الشعراء من متردم قلت: نعم في الخمر معنى ليس في العنب و أحسن ما في الطاووس الذنب:
فذع كل صوت بعد صوتي فإنني
أنا الصائح المحكي و الآخر الصدا
فكم ترك الأول للآخر و لا إعتبار بقول الشاعر:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى
مـا الحــب إلا للحبيب الأول
كـم منزل في الأرض يألفه الفـتى
و حــنينة أبـدا لأول منزل
فقد سقط في يديه و قيل في الرد عليه:
افخر بآخر من كلفت بحبه
لا خير في حب الحبيب الأول
أتشـك في أن النبي محمدا
سـاد البرية و هو آخر مرسل

و قال ديك الجن الحمضي يرد على حبيب قوله المتقدم:
كذب الذين تحدثوا ‘ن الهوى
لا شك فيه للحبيب الأول
ما لي أجن إلى خراب مفـقر
درست معالمة كأن لم يؤهل
فقال حبيب حين بلغه قول ديك الجن المذكور:
كذب الذين تخرصوا في قولهم
ما الحب إلا للحبيب المقـبل
أفطيب في الطعم ما قد دفته
من مأكل أو طعم ما لم يؤكل
فقال ديك الجن أيضا حين بلغه قول حبيب هذا:
أرغب عن الحب القـديم الأول
و عـليك بالمستأنف المستقبل
نقل فؤادك حيث شئت فلن ترى
كهوي جديد أو كوصل مقبل
و قال أبو البرق و سلك بينهما جادة الإنصاف و بقوله و بقوله يجب الاعتراف لأنه أحسن في المقال حيث قال:
زادوا على المعنى فكل محسن
و الحق فيه مقاله لم تجــهل
الحب للمحبوب ساعة وصله
و ما الحب فيه لآخر و لأول
على أني لم أجحد ما في "منازل الأحباب" من ذكرى حبيب و منزل و لا تحملت على منصبه فواعجبا من قلبي المتحمل و لكن قصدت التنبيه على أحسن التأليف المواهب و أن للناس فيما يعشقون مذاهب و معلوم أن الجنون فنون و كل حزب بما لديهم فرحون و لم يزل كتابنا هذا في مسوداته منذ حجج و بيوته من بحورها في لجج لا أبيح ما فيه من منازل الأحباب لساكن و لا أمكن عاشقا من المرور بتلك الأماكن:
أغار إذا أنست في الحي ناره
حذار و خوفا أن تكون لحبه
حتى برز لطلبه المرسوم الشريف الملكي الناصري أدام الله نشر أعلامه و لا أخلى كنانه من سهامه، ما نفدت مراسيم سهام المقل و تثني قوام الحبيب الذي طالب به الزمان و اعتدل فبادرت إلى تجهيزه و سبك إبريزه حسب المرسوم الشريف من غير تسوف و لا تكليف و لم أبح زهر منثورة لغير حضرته الشريفة من الأنام لأنه كان بقال: كل ما يصبح للمولى على الواقف على عتبة بابه: إن السعادة لتلحظ الحجر فهو للسلطان بستان و للعشائق سلوان و للمحب الصادق حبيب موافق و للمهجور نجوة و للنديم قهوة و للناسي تذكرة و للأعمى تبصرة و للشاعر المجيد بيت القصيد و للأديب الماهر مثل سائر و للمحدث قصص و للحاسد غصص و للحاسد غصص و للفقيه تنبيه و للحبيب بالقمر تشبيه:
تبـــادره بالبدر منه بوادره
و تحـلـــو له عند المرور نوادره
فقيـــه له في كل يوم و ليلة
حبــــيب ملم أو نديم يسامره
و لي فيـه نظم إن تصوع نشرة
ففي طيــــه حر الكلام و نادره
و لي فيـه منشور غدا في مقامه
و عرف سناه مشرق الروض ساحرة
و لي فيه من سحر البيان رسائل
إذا ما جفاني أحور الطرف سـاحرة
و لي فيـه أسرار الحروف لأنه
ينطــــقه دمعى فتبدوا سرائره
فمنثور دمعي مثل نظم سطوره
خــدودي إذا ما خط فيها دفاتره
تمــد مداد الدمع أقلام هدبه
فـــدمعي حبري و السواد محابره
خـدمت بديوان الضبابة عاملا
فبــــاشر قتلى من سباني ناظره
فلولا الهوى ما مات مثلي عاشق
و لا عــــمرت بالعامري مقابره
و في غزلي ذكر الغزال و مربع
تطـــــاحني فيه الحديث جاذرة
أنزهه عن وصف خدر عـنيزة
و مــــنزل قفر سرن عنه أباعره
تجـــر قوافيه معان غدا بها
جـــــرير كعبد أو ثقته جرائره
يشيـــب بها فود الوليد لأنه
يســـير و جنح الليل سوذ ضفائره
و لست أرى يوما بدارة جلجل
ســـوى شاعر دارت عليه دوائره
إذا ما نسي ذكرى حبيب و منزل
فإني لـــن أهواه ما عشت ذاكره
أجـاوره في سفح المقطم جيرة
في حبــــذا المحبوب حين تجاوره
فيا طيف من أهواه طرفي إن غفا
أتجـــــره بالله أم أنت زائـره
و حـقك لو سايؤته بعض ليلة
لسايـرت صبا مات في الحب سائره
يمثــلك الشوق الشديد لطرفه
فتجــــريبه كالحجاري محاجره
و يأتيه طـيف من خيالك طارق
فيـــطرق إجلالا كأنك حاضره
و بي من يحج الغصن رمح قوامها
إذا بــات في الروض النضير يناظره
إذا أقبلت في الحلي و الطيب قيل لي:
حبيبــــك بستان تضوع أزاهره
فإن رمت منها و هي غضبي التفاته
نــــت عطفها نحو الغزال تشاوره
أبــرد ما ألقاه من حر هجرها
وقــــد حميت يوما على هواجره
تحصنت في حصن الهوى من عواذلي
و بـــات لقلبي جيش هم يحاصره
و لو لم يكن أعمى البصيرة عاذلي
لما عــــميت عمن هويت نواظره
يشبهـها بالغصن و الغصن عندها
يشاهـــدها يغضي و يطرق ناظره
و للغـصن خد كالشقيق إذا بدا
و شعـــر كجنح الليل سود غدائره
لئــن طاب ذلي في هواها فإنني
و حقـــك ممن عز في مصر ناصره
ملـيك يهز الرمح أعطاف قده
كمـا اهتز غصن طار في الحب طائره
مليك تــريه قبل ما هو كائن
بــــصيرته أضعاف ما هو ناظره
مليـك إذا ما جئته حسن اللقا
جمــــيل المحيا بارع الحسن باهرة
مليك إذا ما سار كالبدر في الدجا
فأولاده مثـــــل النجوم تسايره
مليـك أرى من حوله كل عالم
يــــذكره في العلم ما هو ذاكره
مليك أسـود الغاب تحذر بأسه
لأن مــــلوك الأرض طرأ تحاذره
تروعهم سهب السما و بـروقة
و ما هي إلا سمرة و بـــــواتره
إذا اقترعت أشكال حال اجتماعهم
فأي ضــــمير لم يدس فيه ضامره
و أي كماة لم يرعهم نزالــه
و أي مكان ما غلته منابـــــره
و أي قــصد بحرها لم يرق له
و غـــائض فكري ناظم الدر ناثره
و لي فيه من غر التصانيف خمسة
و هـــذا الذي طوق الحمامة عاشره
يضوع به المنشور كالزهر عندما
تراوحه ريح الصبا و تـــــباركه
فكم فيه لي من مرقص حول مطرب
بتشبيبه في الحـــــي يطرب زامره
و لو لم يكن من السكر دان ما غدا
بحضرته يـــــوما تطيب حواضره

نعم اللفتة باسم مولانا السلطان على الوجه المشروح و توليت لأجله عمله بنفسي فجاء كما قيل عمل الروح للروح:
أهيم بمن هام الحبيب يحبه
ألا فأعجبوا من ذا الغرام المسلسل
و سلكت في تأليفه الاختصار على النوادر القصار لأنه كان يقال: الوضع وضعان وضع له افتخار و وضع له نجار و قال يحي بن خالد لولده: أكتبوا أحسن ما تسمعون و حفظوا أحسن ما تكتبون و حدثوا بأحسن ما تحفظون و خذوا من كل شيء طرفا فإنه من جهل شيئا عاداه (و سميته) "ديوان الصبابة" ليصبح الواقف عليه مولها و يعلم أنه إن لم أكن أنا للصبابة من لها:
ما يعلم الشوق إلا من يكابده
و لا الصـــبابة إلا من يعانيها
و في آخر "ديوان الصبابة" ما نصه: (و منهم قتيل) و هو مما رأته عيناي و سمعته أذناي و وعاه قلبي و ذلك و ذلك أني لما كنت في دمشق جميل الصورة عدا على إنسان كان يحبه فقتله فحمل إلى الوالي فلما سأله أنكر فعراه ليضربه بالسياط فتقدم إنسان كان يعشق ذلك الشاب و قال لي للوالي: لا تضربه فإنه ما قتلته و إنما قتلته أنا فأحضر الوالي الشهود و كتب عليه محضرا بإقراره بالقتل و أطلق الشباب و كان ايتمش نائب دمشق يومئذ فلما حكيت له هذه القصة و أطلع على باطنها توقف في قتله و أمر بحبسه فلم تمض إلا أيام قلائل حتى حضر أرعون الكاملي من حلب عوضا عن ايتمش في نيابة بدمشق فكان أول شيء حكم فيه من الدماء فشنق ذلك العاشق المسكين بمقتضى المحضر المكتتب عليه و لقد رأيته تحت القلعة و هو مشنوق و الناس حوله يتأسفون عليه و يذكرون حكايته و يتعجبون منها و حكيت هذه الحكاية للقاضي كمال الدين بن النحاس فتعجب منها و أخبرني عن القاضي ز ين الدين بن السفاح و أخيه القاضي شمس الدين و جماعة من أهل حلب الموجودين الآن أنهم أخبروا أن ناصر الدين محمد بن يكتوب أحد كتاب المنسوب المعروف بالقلندري، كان يهوي مغنية لا تزال زرموزتها معه في كيس حرير أطلس معلق في رقبته تحت ثيابه فإذا حضر مجلسه و لم يتفق حضورها فيه أخرج الزرموزة من الكيس و وضعها قدامه و جعل يبكي فإن لم يتفق له بكاء شديد أنشد:
لا متعت عين محب بمـــــا
يســـــرها إن هي لم تسجم
ثم أنه يأمر من حضر بربط رجليه و ضربه عليها حتى يبكي انتهى ما أخبرتني به القاضي كمال الدين.
قلت: و لهذا البيت المتقدم حكاية غربية و هي ما حكاه المسترد عن النميري أن رجلا قدم عن الملك كسرى أنوشروان و كان عالما بجميع الفلسفة و علم الموسيقى فعجب الملك من كمال أخلاقه المحمودة فحبسه عن وطنه مدة من دهر فشكا إليه غلبة الوجد و طول الكمد ب‘لف فارقه في بلدة فمطلة كسرى بالإذن و حمله على التسويف فبينما هو على هذه الحالة إذ قدم عليه رجل من بلده و نعى إليه حبيبه و دفع إليه خاتمه فإذا فيه كتابة بالهندية فترجمت لكسرى فإذا هي كلام موزون بالموسيقى يشاكل من الشعر العربي:
لا متعت عين محب بمـــــا
يسرهــــا إن هي لم تسجم
على حبيب تلفت نفســــه
من التبــاريــح و لم يضرم
فلما قرأها لم يملك نفسه خوفا و جزعا فأسعدته عينه اليسرى و لم تسعده اليمنى فأقسم أن لا ينظر بها ما عاش في الدنيا إن لم تسعده اليمنى فأقسم أن لا ينظر بها ما عاش في الدنيا إن لم تسعده بالبكاء على حبيبه و هي أقوى حاسة من اليسرى فكان يسمى الصابر .
(قلت): و من غريب ما يحكي أن ناصر الدين القلندري المتقدم ذكره كان يضع المحبرة في يده الشمال و المجلد من الكتاب على زنده و يكتب منه و هو يغني و يضرب برجله الأرض و يكتب في هذه الحالة ما شاء و لا يغلط و لا يلحن و أخبرني بعض من كتب عليه أن من غريب ما شاهد من حاله أنه كان آخر ما تمثل به و مات عقبه سنة خمس و ثلاثين و سبع مئة (735) قول الصاحب ابن عباد:
يـا من و هبت له نفسي فعذبها
و رمت تخليصها منه فلم أطق
أدرك بقية نفس فيك قـد تلفت
قبل الممات فهذا آخر الـرمق

إلى أن قال: و ليكن هذا ما وقع عليه الاختيار و طابت لابن أبي حجلة حين سقط بمصر أوطار و كيف لا وقد سقطت منه على الخبير و أتيت من أخبار من غفر الله لنا و لهم بالجم الغفير فشهداؤه من أعيان المشاهد و قتلاه و إن اختلفت أسباب موتهم داؤهم واحد، ففي ذلك و الحمد الله كفاية و إن في رحلتي نشر العلمين في زيارة الحرمين ما هو كفص الخاتم لهذه الخاتمة و الأمواج العظيمة لهذه الأبحر المتلاطمة لا جرم أني لم أذكر من أخبار أهل الحجاز إلا ما أشار |إليه هذا الكتاب ببيان بيانه و بدا من ورقه و قلمه على صفحات و جهه و فلتات لسانه فكم في الرحلة المذكورة في ذكر من مات على هذه الصورة من أخبار متيم من هجوعة و أصبح غريقا بحساب دموعه.
وقال بعد ذلك
لدى سمرات الحي برق يســـامره
يــذكره بالثغر ما هو ذاكـره
يذكر عهد العذيب و ما حـــوى
على حاجر سالت عليه محاجـرة
إذا ما بدا البرق اليماني لــــعينه
فما هو إلا وسيه و حــبـائره
سقى السفح من ذيل المقطم عـارض
تعارضه من دمع عيني مــواطره
فكم فيه من صب فضى و غرامــه
أوائله لا تنقضي و أواخـــره
تطاول ليلي في هواه و لو يشـــا
لقصره من حجبته مقـــاصره
فيا للهوى العذري ما العذر عندمـا
تغادر يومي مثل ليلى عــذائره
صحا ما صحا من نال في الحب عقله
بسكرة حب لا تزال تخامـــره
أيبرد ما ألقاه يا جارتي و قــــد
سبــاني ظني فاتن الطرف فاترة
أحاول منه وصله كل ســــاعة
فتمنعني أستــــاره و ستائره
و لـو لم يكن سلطان حسن لما سرى
بمصر و كل العاشقين عســاكره
يجـــود عليهم حين يسري جواده
فيـــحضر في قلب المتيم حافره
فــلولاه ما أمضى أمير ذوي الهوى
و لا نــفذت في العاشقين أوامره
و لولا سطا السلطان في مصر ما مشى
مع الذئــب ظبي كان قبل يحاذره
هو النـصر و المنصور و العادل الذي
بباطنه مـــا جار في الملك ظاهرة
له في سبـــــيل الله خير دخيرة
و حــسن الثنا بين الملوك ذخائره
و دريـــــاقه في الثغر أقرب نبله
و سمــــر عواليه بمصر نواشره
جزي الله عــــنه مصر ما هو أهله
فــكم أمنت في قطرها من يجاوره
جـــــواد عدت نعماه منا قريبة
و إن بعـدت في السبق عنا ضوامره
فــــــما عابه أن الجنود جنائب
و مــــا ضره أن البروق ضرائره
لـــه من بياض الصبح و الليل أدهم
و أشــهب كالبازي ينقص كاسره
فلا جـــــابر يوما لما هو كاسر
و لا كــــاسر يوما لما هو جابره
و الله ســـــر في علاه لأجل ذا
تباهي به فــــوق السرور سرائره
و تــــستقبل الآمال كعبة جوده
كمـــا استقبل البيت المعظم زائره
فأي نــــوال ما أضاعت شموسة
و مــــا هي إن حققت إلا دنانره
هو الــــبحر إلا من منهل جوده
مــــــوارده راقت به ومصادره
ولـــو لم يكن يجري و نظمي دره
لما عـــــرضت يوما عليه جواهره
أجود فيـــــه المدح كل عشية
و أذكـــــار فكري بالثناء تباكره
إذا تاه مــدحي في دجى ليل نفسه
عن القــــــصد دلته عليه مآثره
عـبرت على الشعرى العبور فأومأت
إلي قـــــالت: أنت و الله شاعره
فمدحــــي له مدح المحب حبيبه
إذ زاره و الـــــليل قد نام ساهره
و حـــــبي له ما إن يقاس بغيره
لأني قيس الحـــــب فيه و عامره
و قـد مات قلبي أول الحب و انقضى
و لـو مات أمسى الحب قد مات آخره

و صلى الله و سلم على خاتم الأنبياء و المرسلين و الحمد الله رب العالمين.

كان العرض مقبول نوعا ما لكنه طويل جداااااااا الى غاية اني شعرت بالملل ولكنه مقبول حاولوا مرة اخرى لعلكم تنجحون حظ موفق انشاء الله
بركاني دلال - طبيبة بيطرية - خنشلة - الجزائر

25/01/2012 - 26081

Commentaires

سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)