الجزائر

أحمد بجاوي خلال تنشيطه الدورة التكوينية 44 لنادي الصحافة ب"نجمة": الجمهور ... عماد النقد الثقافي



أحمد بجاوي خلال تنشيطه الدورة التكوينية 44 لنادي الصحافة ب
قال الناقد السينمائي، أحمد بجاوي، أن الناقد الثقافي بصفته التقليدية لم يعد له وجود، مضيفا أنه يمكن تعويضه بالصحفي العامل في الأقسام الثقافية بشرط أن يكون هذا الأخير في خدمة الجمهور وأن يقدم له أكبر قدر من المعلومات لكي يصل إلى فهم أعمق ل”العمل الثقافي”.وأضاف أحمد بجاوي، خلال تنشيطه للدورة التكوينية الرابعة والأربعين لنادي الصحافة ”نجمة” حول ”النقد الثقافي”، أن الناقد الثقافي لم يعد له شأن في الوقت الحاضر ولا تأثير له على ذوق الجمهور مثلما كان عليه الأمر في السابق، ويعود ذلك إلى عدة أسباب من بينها البعد التسوقي والاستهلاكي الذي يهيمن على المنتوج الثقافي.وأشار المتحدث إلى ظهور نوع جديد من النقد الثقافي المتمثل في الترويج للمنتوج الثقافي عن طريق شريط الإعلانات وبطاقات القراءة المعدة مسبقا، إضافة إلى الاعتماد على شبكة الانترنت بصفة شبه مطلقة عبر الانتشار الإعلامي الواسع على الانترنت والشبكات الاجتماعية أو بما يسمى:«BUZZ”، وكذا الاتكال على الخدمات المطوّرة من قبل متعامليّ الهاتف النقال. وأكد المتحدث أنه في السابق كان هناك نقاد متخصصون في حقول الثقافة مثل طاهر جاووت في الأدب وموني براح في السينما وفغولي في الفن التشكيلي وكمال بوديمراد في المسرح، وهذا في زمن كانت الجزائر تملك فيه المئات من قاعات السينما ولم تكن هناك أشرطة فيديو ولا حتى أشرطة ”دي في دي”.
وواصل بجاوي حديثه قائلا أنه في بداية سنوات الثمانينات، ظهرت معطيات جديدة في حقل الثقافة والاتصال مثل ظهور الأقمار الصناعية وبالتالي قنوات عديدة ومتنوعة المواضيع التي أدت إلى هيمنة المعلومة السياسية على المنتوج الثقافي، كما لم يؤد إنشاء جرائد مستقلة إلى انفتاح قطاع الإعلام. وأضاف المتحدث انه يجب البحث عن الجمهور الذي وجد ملاذه في الانترنت حتى أن بعضه حل مكان الصحفي وأصبح يضع تعليقات وينتقد المنتوج الثقافي أو يمدحه، ليضيف أن الانترنت غيّرت من العادات الثقافية وضحت بالنقد الثقافي الذي لم يعد دعامة الذوق الجماهيري.
وتوقف المحاضر مطولا عند أهمية الجمهور بالنسبة لأي منتوج ثقافي، وأضاف في حديثه عن المنتوج السينمائي أنه في الولايات المتحدة الامريكية مثلا، 86 بالمائة من مداخيل افلامها محلية وتنبع من السوق أي من النقود التي يدفعها المواطن الامريكي لمشاهدته للافلام في قاعات السينما والتي يبلغ عددها 4500 قاعة. أما عن الجزائر، فقال إنه في السابق، كل الافلام السينمائية الشهيرة كانت تدعم ماليا من صندوق الإبداع الذي كان بدوره يُمول بنسبة معتبرة من الضرائب، والامر لا يختلف في جوهره بالنسبة للانتاج التلفزيوني، وبالتالي الجمهور في الحقيقة هو الذي كان يموّل الانتاج السينمائي.
كما دعا بجاوي إلى أهمية فتح قاعات السينما ووضعها بين أيدي شباب مكوّنين وكذا الاستعانة بشركات الانتاج والتوزيع العالمية، حتى نستعيد جمهور الفن السابع في الجزائر.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)