الجزائر

أحلام نصف فريق



ليست المرة الأولى التي أرى فيها نفسي مسؤولا كبيرا، حتى أنني رأيتني ذات مرة رئيسا، لكن هذه المرة يبدو أنني تنازلت قليلا، فرأيت نفسي وزيرا، أقود وأدبر أمر وزارة الرياضة، وأحيانا أسير وزارة التربية، في الحلم نفسه...
أتمتع بصلاحيات لا حصر لها فلا جهة تمانع أو تعترض أو تتحفظ، وقررت بكل جدية وإصرار إحداث الجديد في وزارتي، وأصلح الوضع الرياضي الذي وجدته متواضعا جدا، عقدت اجتماعا تنسيقيا مع وزير التربية وقررت تكوين فريق وطني لكرة القدم أعضاؤه من الأساتذة والمعلمين على غرار «الخضر» و«الأسود» و«الجوارح» وغير ذلك من المنتخبات تتقابل فيما بينها، ثم تدخل في منافسات وتصفيات مع الفرق الأخرى والمنتخبات الذكورية ولم لا المنتخبات النسوية؟ ونقضي بذلك على الإشاعة القائلة بأن الجنس الذكوري، في اضمحلال وتناقص... أعطيت تعليمات إلى كل مديريات التربية على المستوى الوطني لانتقاء فريق رجالي لكرة القدم يتشكل من اثني عشر لاعبا زائد نصف العدد احتياطيا، وتمت مراسلة كل المؤسسات التربوية : من ابتدائيات ومتوسطات وثانويات ورصد لهذا المشروع أموال طائلة لإنجاحه.. طال انتظار التقارير، وبعد ثلاثة أشهر من البحث والتحري، وصل تقرير الطور الابتدائي معتذرا عن توفير ما طلب منه، حيث لم يجد رجلا واحدا ضمن اختصاصه وإقليمه، ثم توالت التقارير على المديريات ثم الوزارة، فتأسف الطور المتوسط بدوره عن توفير ما طلب منه لعدم الاختصاص، وبقيت الآمال معلقة على تقرير الطور الثانوي، لعله يكون المنقذ ويحفظ ماء وجه الوزارة واستبشرت – بصفتي وزيرا - خيرا عند وصول التقرير الثانوي قبل فض الظروف.. جندت فريقا كاملا لفتح الأظرفة الواردة من ولايات الوطن، وكانت النتيجة بعد الفرز والعد مذهلة، حيث لم نحصل سوى على نصف فريق، ستة رجال لا غير! غير أن كتابة العدد كان كالآتي «ست رجال» لإضافة مذكر لتضخيم العدد، واحترت بصفتي وزيرا في تسمية هذا الفريق .. أشار علي أحد المستشارين الناصحين باسم، والله لا أذكره على أنني أقدر أنه كان غريبا بعض الشيء، ولما أفقت من النوم وحدت الله يائسا من تشكيل فريق ذكوري على المدى المتوسط أو البعيد.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)