العارية تعدّ وجها من أوجه التعاون بين المسلمين، إذ الإنسان في هذا المجتمع بأخيه ولا يستطيع أن يتستغني عن إعانته، ولو حرص على ذلك، وقد يحتاج الفرد إلى ما في يد أخيه أكثر من حاجته لما يسد به رمقه من أكل وشرب، فإذا أعاره إيّاه، فقد حقق مصلحة أخيه وأعانه، وفاز بوعده: "والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه". كما أن العارية تعدّ من أنواع البر والإحسان، التي تقوى بها الروابط وأواصر المودّة والمحبة بين المسلمين جميعا، حتى يكونوا كالجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ولذا ندبت الشريعة الإسلامية أتباعها إلى التعاون فيما بينهم وذلك بأن يعير المسلم أخاه المسلم ما يحتاج إليه, رغبة في الأجر والمثوبة من الله عز وجل، وذلك بتنفيسه عن أخيه المسلم كربة من كرب الدنيا, وإعانته له على نوائب الدهر. المقال يتناول بالدراسة الأحكام الفقهية للعارية في المذهب المالكي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 19/01/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - نصر سلمان
المصدر : الإحياء Volume 12, Numéro 1, Pages 167-180