الجزائر

أحاديث قدسية سَعَة رحمة الله وعظيم مغفرته



 عن أنَس رضي الله عنه عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''قال الله تعالى: يا ابن آدم، إنّك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان مِنك ولا أُبالي. يا ابن آدم، لو بلغتْ ذنوبك عَنان السّماء، ثمّ استغفرتني غفرتُ لك ولا أُبالي. يا ابن آدم، لو أنّك أتيتني بقُرَاب الأرض خطايا، ثمّ لقيتني لا تُشرِك بي شيئاً، لأتيتُك بقُرابِها مغفرةٌ'' رواه الترمذي بسند صحيح.
فقوله ''يا ابن آدم'' هذا نداء من الأعلى سبحانه إلى الأدنى وهو كلّ إنسان من ذرية آدم عليه السّلام. وقوله ''إنّك ما دعوتني ورجوتني'' الدعاء هو الرّغبة إلى الله عزّ وجلّ، وقيل معناه العبادة. والرّجاء من الأمل وهو نقيض اليأس، ويعني طلب أمر محبوب يُرجى حصولُه. وقوله ''غفرتُ لك على ما كان مِنك'' أي: مهما بلغت إساءتك، ومهما ارتكبتَ من الذنوب، ومهما فعلت من الآثام والخطايا، فإنّك إن دعوتَ الله بصِدق ورجوته بإخلاص قَبِلَك على ما كان منك وغفر لك ذنوبك ومحاها عنك. وقوله ''ولاَ أُبالي'' تأكيد لفضل الله تعالى وكرمه على العبد بمغفرة ذنبه وقَبُول توبته. وقوله ''يا ابن آدم لو بلغتْ ذنوبك عَنان السّماء'' أي: لو وصلَت ذنوبك بكثرتها وعظمها إلى السّماء العالية، ثمّ سألت الله تعالى مغفرتها لغفرها لك. وقوله ''يا ابن آدم، لو أنّك أتيتني بقُرَاب الأرض خطايا'' أي: لو أتيتني بخطايا تقارب مِلء الأرض كثرةً وعِظماَ. وقوله ''ثمّ لقيتني لا تُشرِك بي شيئاً، لأتيتُك بقُرابِها مغفرةٌ'' معناه لو مِتَّ على الإيمان الصحيح بي مُقِرًّا بربوبيتي معتقداً وحدانيتي خاضعاً لجلالي تائباً من ذنبك إليّ لأتيتُك بمثل خطاياك مغفرة.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)