أحاديث قدسية مِن صفات الأُمّة المحمّدية

 عن أبي الدَّردَاء، رضي الله عنه، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''قال الله تعالى لعِيسى: يا عِيسَى، إنِّي بَاعِثٌ مِن بَعْدِك أُمَّة إنْ أصَابَهم ما يُحِبُّون حَمِدُوا وشَكَرُوا، وإن أصابَهم ما يَكْرَهون صَبَرُوا واحْتَسَبُوا، ولاَ حِلْمَ ولاَ عِلْمَ. قال: يا رَبِّ، كيفَ يكونُ لهُم، ولاَ حِلْمَ ولا عِلْم؟ قال: أُعْطِيهِم مِن حِلمي وعِلمي'' رواه أحمد والطبراني بسند صحيح والحاكم والبيهقي.
فقوله ''قوله تعالى يا عيسى'' هو رسول الله إلى بني إسرائيل وآخر أنبيائهم، وهو من أُولي العَزْمِ. وقوله ''إنِّي بَاعِث مِن بعدِك أُمّة'' بمعنى البعث وهو الإرسال. وقوله ''إن أصابَهُم ما يُحبُّون حمِدوا وشَكَروا''، أي إن وصل ما يُحبُّون من الخير، ويتمنّونه لنفسهم، فنالوه بفضل الله وإنعامه، شكروا المولى تعالى على إنعامه وإفضاله عليهم. وقوله ''وإن أصابَهم ما يَكْرَهون صَبَرُوا واحْتَسَبُوا''، أي إن وصل ما يكرهونه من الأذى والابتلاء، فنالهم منه شيء لم يسخطوا ولم يُظهروا الشّكوى والتذمُّر والاعتراض. وقوله ''ولاَ حِلْمَ ولاَ عِلْمَ''، معناه كظْم الغيظ وضبط النّفس والطّبع عن هيجان الغضب. وقوله ''كيفَ يكونُ لهُم، ولاَ حِلْمَ ولا عِلْم؟''، أي كيف يبلغون هذه المكانة وليس لهم حِلم ولا عِلم. وقوله ''أُعْطِيهِم مِن حِلمي وعِلمي''، حينئذ يكون لهم حِلم وعِلم وذلك من عطائي وفَضلي.