الجزائر

أبو طالب أحمد بن محمد الأغريسي


أبو طالب أحمد بن محمد بن عبد القادر بن علي أبي طالب الراشدي الحسني.
و لد في الحمام قرب معسكر سنة 1252، و انتقل أبوه إلى فاس و مكث بها أعواما، ثم إلى طنجة، و بها قرأ المترجم القرآن سيدي سليمان الوهراني، و أخذ مبادئ العلوم العربية عن العلامة محمد الدكالي في طنجة و مبادئ الفقه عن عمه أحمد بن علي أبي طالب و عن الفقيه محمد بن علال التلمساني صهر أبي عبد الله محمد بن محمد المجاوي الجليلي ثم تولى عمه أحمد المذكور خطة القضاء بسطيف و انتقل هو مع أبيه محمد أبي طالب إلى تونس و حضر الدروس الشيخ العفيف، و الشيخ بيرم الكبير، و غيرهما من علماء جامع الزيتونة و لما توفيت أمه بنت محمد السعيد بن محيي الدين بن مصطفى بن المختار ذهب مع جده هذا لدمشق الشام، و بها أخذ عنه و عن خاله العلامة الشيخ محمد المرتضى و الأمير الحاج عبد القادر بن محي الدين و رجع إلى أبيه في مدينة سطيف اشتهر أمره و ظهر علمه، وقيد التقاييد العجيبة و أنشأ القصائد الطنانة و انتقل إلى قضاء الأربعاء من دائرة الجزائر و هناك اجتمع بالعلامة على الحقيقة الشيخ حميد العمالي مفتي السادة المالكية في الجزائر و حضر دروسه فأعجبه ترتيب إقرائه، و تقريب العلم إلى الأفهام مع التحقيق التام و لما و لي العلامة علي بن الحفاف الإفتاء بعد موت الشيخ العمالي صار يجتمع به أيضا و قرأ عليه التجويد و التصوف و مدحه هو سيدي علي مبارك صاحب القليعة و سيدي أحمد الكبير صاحب البليدة بعده قصائد و انتقل إلى قضاء مستغانم و بعد ذلك حدث شقاق بين العلامة السيد محمد المصطفى المشرفي و الشيخ علي بن الحفاف أداهما إلى إشهار القلم في مسألة من مسائل رمضان و قابل كل منهما الآخر بما يعلمه و أساء الأول الأدب على الثاني فانتصر المترجم لابن الحفاف، وجعل رسالة عظيمة الشأن سماها "الإنصاف في رد اعتراضات السفساف و نصر ابن الحفاف" فرد عليه المشرفي برسالة سماها"السهام الصائبة في رد الدعاوي الكاذبة" فأجابه المترجم برسالة سماها "الحسام في تكسير السهام" و الحاصل أنه رجل مشهود له بطول الباع في القريض و التوثيق و معرفة النوازل.
بقي في القضاء نحو 30 سنة لم يزل فيها مطالعا للكتب مقررا على هوامشها مستعينا بصهره العلامة الشيخ عبد القادر المجاوي الموصف هنا في ترجمة والده الشيخ محمد بن عبد الكريم المجاوي لأنه كان لا يفارقه.
توفي رحمه الله في سطيف سنة 1307 و دفن بمقبرتها قرب ضريح الولي الصالح سيدي سعيد الزواوي و أعقب أولادا نجباء أحسن ترتيبهم و حثهم على التعليم عليه وقت فراغه و على صهره الشيخ عبد القادر المذكور فنبغ منهم الأديب الأريب السيد محي الدين القاضي الآن في عمالة قسنطينة و الفقيه السيد أبو بكر قاضي بليدة و الشاب السيد محمد المأمون الباش عدل في وهران.
و من نظمه رحمه الله مادحا أحمد فارس الشدياق صاحب الجريدة الجوائب المشهورة و أثبت الممدوح ذلك في كتابه "كنز الرغائب في منتخبات الجوائب" شكرا للمادح و للعلم.

قوله:
سنا سر الليالي أضـــاء ليـلا
فأنساني مســامرتي لليلى
و ذكــر المثاني لا المـبــاني
و أذهــلني فرواني و علا
فـفي أدراجـه عـين المـعاني
مغينا من حديث البحر نيلا
فـما رشـف الغـواني بالأغاني
بأشهى من مذاقته و أحـلا
مـسائـله تحـاكي في انسجام
لمن لعسا بتول حــين تتلى
فـما خطرت على فكر و لكن
بفكرة فارس الآداب تحــلى
و حـيد في الفصاحة لا يجاري
فريــد في البلاغة لا يجـلى
أصاب بفهمه غـرض المـعالي
و حاز بحزمه القدح المعـلـى
و كم جابت جـوائبه بـلادا
و جاب بيانها حزنا و سـهلا
بنيت لك الوداد أبا ســليم
علــى عهد يدوم له محـلا
قدم بدر السعادة في الــبرايا
و من يشناك يلق أسـى وذلا
و له أيضا رحمه الله في الولي الصالح سيدي علي مبارك دفين القليعة:
أيا زائر فك المــطي بالمبـارك
و سلم على المولى علي المبــارك
و قبل ترابا طالما فــاح نشـره
بأخمصه كالمسك يا خـير ناسـك
و لذا بالجناب و احــتم بجواره
فلا تخش ضيما لا و لاهتك هـاتك
و قل يا ولي الله غـــوثا فإنني
بما مسني قد صرت بين المهــالك
فأنت ملاذ الخائفين و كــهفهم
كبـدر الدجا بين النجوم الشوابك
أيجــــتمع الضران فقر و فرقة
و أني بمــرأى منـــك الشباك
و أولادي في عش الضنى تستفزهم
غرابـيب ضنك العيش بالخير دارك
إلهي أنلني مــن رضي كل عارف
و كل تــقي قد جذبت و سالك
بجاه شفيع الخلق و الصحب كلهم
و أتباعهم كـــالشافعي و مالك
و له أيضا رحمه الله في الولي البركة سيدي أحمد الكبير دفين فحص البليدة:
أورد فـــاح في اليوم المطير
و سر لاح بــــالقطب الكبير
ببلـــدته البليدة قد تسامى
على الأقران كالبــــدر المنير
تدفـــق سره كالنيل يروى
بقرقفــــه اللهيف من النمير
فسقيا أيها المـــولى بكأس
و درها بــالـكبير و بـالصغير
وله أيضا رحمه الله تعالى في الولي الصالح سيدي أحمد بن يوسف دفين مليانة:
ملـــينة يا طــالب الأرباح
ملئـــت بسر لاح كالمصباح
و تتــوجت بلطــافة قدسية
و من المحـاسن و شحت بوشاح
باكر صباحا في المصباح و روضن
بريــاضها متكاسل الأرواح
و استنشق النسمات من أزهارها
و استنطـق الأطيار في الأدواح
ورد الـــزلال من المعين تعلة
تغنيك عن بنت الكروم صـاح
فـــإذا تجلى الهم عنك فابتهج
و احمد إلهك فالق الإصبــاح
أو لا فلـــذ بأحمد القلعي من
يعرى ليوسف في بها و صـلاح
أس الــتقى من أشرفت أنواره
في الغرب مثل الكوكب الوضاح
لا زال يعطــي الوافدين منالهم
و يجود مثل العارض السيــاح
كم من أسير فــكـه و مكسر
أضحى صحيحا في هنا و فـلاح
يا سيــــدا إني ببابك واقف
أبغي رضاك فردني بنجـــاح
متوســلا بك للذي رفع السما
و أفاض سر الروح في الأشبـاح
و لأحمد الـــعدنان أهدي تحية
تغشاه بالآصال و الإصبـــاح
صلى علـــيه الله ما انتعشت لنا
أرواحنا بـــــأريجة الفياح
و على القرابة و الــصحابة ثم من
هدى الأنام لمنتـــهى الأرباح
و مما قاله أيضا في الشيخ سيدي الحاج بن الحفاف:
خــتم الحديث له الأكوان تنفتح
لا سـيما ما ببدأ الوحي مفتتح
و الخير و النفع و الإقبال فيما يروي
عن نافع مالك و الصدر ينشرح
و الحســـن كله فيما قال حدثنا
أو قال أنــبانا لا فرق يتضح
فشنف الأذن مـــن أسماع نازله
ورد مسلســلة تعلو و تسترح
لا تترك النقل عن أشيـــاخه أبدا
و لو لمبهمه فالقــوم قد ربحوا
هم الكرام فمن يلمم بســـاحتهم
يجد مديحا بعز فضــله رجحوا
قــد نـــقحو بأربع ففازوا بها
فسر بنا نستمع أسرار ما نقحوا
بــــطيبه نهـــتدي به لطيبه
و نوره تقتدي به و نتشـــح
فمن قلاة فهذا الواقــــدي روى
لابن شهاب بحر النار يفتـضـح
فكيف نبغي بقول المصــطفى بدلا
أم كيف لا نفرحوا به و نستمحوا
و هذه الروضة التحديث قـد فتحت
عن زهري الختم فيه الفتح منسرح
اسمع سماع قبول عن تفهمــــه
في فتية بعلي الحفاف قد منـحوا
شهم له السند الأعلى تحــــمله
عن سادة في بحار المجد قد سبحوا


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)