الجزائر

أبناؤنا ينتحرون بسبب الدراسة !



تقرير حقوقي يُحذر الأولياء من سوء معاملتهم:
**
وزارة التربية مطالبة برفع المستوى وتكثيف العمل النفسي
حذرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان من تفاقم ظاهرة الهروب واختفاء على الأنظار بسبب الكشوف المدرسية وقال أنها أصبحت ظاهرة متزايدة وبالغة السوء ولا يقتصر أثرها على التلميذ وحده إنما يتخطى ذلك ليصل للأسرة والمجتمع ككل وكشفت الرابطة أن نتائج الفصل الدراسي الأول التي جاءت صادمة في عمومها قد تسببت في تسجيل عدد غير قليل من حالات هروب التلاميذ الخائفين من رد فعل أوليائهم .
وأشارت الرابطة الحقوقية في تقرير مفصل حمل عنوان الكشوف المدرسية تدفع بالتلاميذ إلى الهروب والانتحار تلقت أخبار اليوم نسخة منه إلى أن هذه المشكلة لم تأت من فراغ بل كان خلفها أسباب عدة تراكمت الأسباب مما أدى إلى تفاقم هذه الظاهرة مما نعتقد بأن هذه هي دليل واضح انه لا يوجد أحد يعمل بشكل جدي لحل هذه المشكلة حيث يختار الكثير من الأطفال المتمدرسين الهروب من البيت في فترة الإعلان عن النتائج المدرسية خوفا من مواجهة الأولياء في حال كانت النتائج سلبية ومخيّبة لآمال الأهل حيث عرفت عدة ولايات من الجزائر على غرار تيبازة مستغانم سطيف الجزائر العاصمة حالات هروب للتلاميذ تتجاوز 13 حالة بسبب نتائج الكشوف المدرسية التي جاءت هذا الفصل الأول صادمة للتلاميذ ومخالفة لكل التوقعات.
وبكثير من الأسف سجلت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان حالة انتحار للتلميذ شكيب البالغ من العمر 14 سنة الذي يدرس في السنة الرابعة متوسط على مستوى ولاية عنابة حيث انتحر التلميذ شنقا بحي الجسر الأبيض غرب وسط مدينة عنابة فقد تم اكتشاف انتحار الطفل بعد فترة من البحث وقد تفطن والده إلى قبو العمارة وعند دخوله كانت الصدمة كبيرة أين وجد ابنه معلقا بالسقف باستخدام سرواله الذي كان ملفوفا حول عنقه. ليسارع إلى قطع السروال وحمله إلى الاستعجالات في محاولة لإنقاذه غير أنه فارق الحياة.
وفي هذا السياق حذرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان من تخويف وترهيب التلاميذ من طرف الأولياء بسبب عدم الحصول على نتائج جيدة خلال الفصل الأول خاصة أمام إنتشار هذه الظاهرة التي لم تكن معروفة من قبل رغم وجودها إلا أن مواقع التواصل الإجتماعي ساعدت حاليا في نشر المعلومة وكذا المساهمة في العثور على المختفين في ظرف قياسي كما يحاول عدد من التلاميذ الإنتحار من خلال إقدامهم على شنق مثل ماوقع يوم الأمس في ولاية عنابة.
كما أوضحت الرابطة الحقوقية للرأي العام الوطني بأن هروب الأبناء من البيت بسبب خوفهم من ردود أفعال آبائهم من نتائجهم الدراسية المتدنية مسؤولية الآباء بالدرجة الأولى لأن العديد من الأسر تبالغ في تقييم النتائج الدراسية وتمنحها أهمية كبيرة بسبب انعكاساتها الاجتماعية كمظهر و بريستيج دون الأخذ بعين الاعتبار مستوى الطفل وقدراته العقلية وهو ما يعرض التلميذ لضغط نفسي ويدفعه لليأس أحيانا بسبب غياب الحوار وعدم قدرته على التعبير عن مشاكله الدراسية حيث بعض الأولياء يريدون أن يكون كل أبنائهم نوابغ ودكاترة وبالتالي فإن تلك المواصفات التي يضعها هؤلاء الآباء لأبنائهم ولا يتسامحوا معها يجعل الطفل ذو قدرات دراسية محدودة يلجأ لعدة وسائل منها الكذب الهروب من المنزل أو الانتحار.
وفي هذا المجال فإن الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان ترى أن المدارس والمؤسسات التربوية الجزائرية تخلت عن دورها التربوي وأصبحت مؤسسات تعليمية فقط وهو ما ينعكس سلبا على وضعية التلاميذ الذين باتوا يتلقون دروسا للتعليم أمام إهمال الجانب التربوي للتلميذ وأمام هذا لا يجد التلميذ الحاصل على نقاط ضعيفة من حل سوى الهروب خوفا من العقاب.
اقتراحات..
وانطلاقا مما سبق اقترح هواري قدور رئيس مكتب الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان في التقرير الذي حمل توقيعه مايلي :
_ على وزارة التربية إعادة النظر وأن ترفع فيه تحدي نوعية التعليم في الجزائر بتغليب مصلحة التلميذ وجعلها الهدف الأسمى في القطاع.
_ على الأولياء عدم الضغط على أبنائهم وعدم تهديدهم بالعقاب حتى لا يدفعوا بهم للانتحار أو تبني خيار آخر وهو الهروب من المنزل بل يجب عليهم تفهم أبنائهم ومحاولة معالجة الأسباب الكامنة وراء فشلهم ورسوبهم ويمكن أن يكون العلاج النفسي أحد المفاتيح لكشف أسباب رسوب التلميذ والسعي لإيجاد الحلول الكفيلة باستعادته الثقة في نفسه وقدراته مع الاعتماد على أسلوب التشجيع لا التهديد.
_ على القائمين على وزارة التربية إيجاد أخصائيين نفسانيين من اجل التحضير النفسي للتلاميذ.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)