الجزائر

"آرداس".. تراث أوراسي عريق يرافق الأعمال التطوّعية



ميّز التراث الغنائي الأوراسي منذ الأزل، طابع موسيقي مميّز، يعرف بالرحابة؛ كانت تمارس في البداية بطرق منفردة خلال المديح الديني والغناء للأطفال والختان وحتى خلال الرعي، ثمّ تطوّرت للغناء الجماعي الذي يرافق الأعمال التعاونية المشتركة التي تميّز المجتمع الشاوي كالتويوزة.«ثارحابت"، "الرحيبة"، "آرداس" عدّة تسميات تطلق على هذا اللّون الغنائي الذي يؤدّى بالتناوب بين مجموعتين للترويح عن النفس وتنمية الروح الجماعية وترافقه آلة القصبة والبندير في أعراس ومناسبات منطقة الأوراس والشاوية.
يمارس الرحابة مجموعه من الرجال حسب عادات وتقاليد كلّ منطقة من شرق الأوراس إلى غربها بقصائد طويلة وكلمات واضحة تتميّز بالتكرار في العبارات والجمل مع اختلاف في اللّحن والإيقاع عند ممارسة الأعمال الجماعية على حافة الحقول والبساتين في مواسم الحصاد أو أثناء أعمال البناء.
حيث، تعطي المجموعة الأولى من الأغنية كلمات لترد عليها مجموعة أخرى شطرا ثاني وبكلمات أخرى أو بتكرار نفس الكلمات، أما في الأعراس ترافق الرحابة آلة البندير والقصبة وتأدية رقصات بالتشابك بالأيدي وضرب الأرجل وهزات خفيفة في الجسم عند إحضار العروس من بيتها إلى بيت زوجها وفى الليل يجتمع الرحابة في "الطرحة" أي مكان العروس للاحتفال لفترات تستمر حتى الصباح. تحظى الأشعار بقيمة فنية وأدبية نظرا للقيمة الاجتماعية التي توليها إياها الجماهير الشعبية، فهي تناولت كلّ مواضيع الحياة اليومية للفرد الأوراسي، وبلغت رسالتها بتسجيل همومه أفراحه وأحزانه وكلّ اهتماماته الروحية والمادية منذ مئات السنين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)