الجزائر

آخر ما سمعته منك يعمّق جراحات الفقد أستاذي شعبان..!



''لست وحدك، فأنا أيضا تعبان يا خويا ابراهيم... ''.. كنت تودّعني وتخفّف عنّي بآخر ما سمعت منك، أيّها العزيز شعبان، في آخر اتصال هاتفي جمعنا.. وكم كان صوتك عبر الهاتف، على خلاف العادة، يحمل إحساس المؤمن بتحيّن لحظة الرّحيل الأبدي..! لقد قلت لي ذلك وأنا أطلعك على بعض ظروفي الصحية التي أبعدتني عن المواظبة على العمل الصحفي، في المدّة الأخيرة.
لم أقرأ وقتها ما بين سطور كلماتك، لما عهدته فيك من فيض إحساسك وإنسانيتك ورصانتك في الوقوف إلى جانب الآخرين، لأنّك كنت من القليل النادر الذي لا يتأخّر في صرف ما وهبه الله من هذه النعم، في سبيل الآخرين.. أنت الآن أخي بدار البقاء، ونحن بما تبقى لنا في دار الفناء، نكفكف دموع الحسرة لفقدانك أيها العزيز، ونتضرّع إلى الله بالمغفرة والرّحمة لك وإسكانك فسيح الجنان، وإلهامنا وذويك الصّبر والسّلوان. آخر ما سمعته منك يعمّق جراحات فقدانك أخي شعبان، لقد بكيتك بكاء الشقيق لشقيقه، والابن لأبيه، والتلميذ لأستاذه، فقد كنت لي وللجميع المدرسة التي علّمتنا الابتسام في وجه الآخرين، والطيبة والتواضع مع الجميع، والإحساس الصادق النبيل، والعمل الجاد المتقن المحلّى بالموضوعية والحياد. ستظلّ، يا شعبان، رفقة محي الدين عامر وشوقي مدني وعثمان سناجقي، وكلّ من رحل عنّا، مرجعية لنا ولقادم الأجيال في أسرة ''الخبر''.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)