البويرة - A la une

نصف قرن في مساكن قصديرية بشعبة بن شرقي في البويرة


وضعية مزرية تعيشها عدة عائلات تقيم عند المخرج الشرقي لمدينة البويرة على بعد حوالي 3 كلم، وبالضبط بالمكان المسمى شعبة بن شرقي، جراء انعدام أدنى ظروف العيش الكريم، خاصة أنها تقيم في بيوت قصديرية منذ أكثر من نصف قرن، أي منذ نهاية خمسينيات القرن الماضي.فالزائر لهذا المجمع السكني يقرأ حجم المعاناة على وجوه سكانه، خاصة عائلة عمارة آكلي المصاب بمرض مزمن منذ مدة، والذي يقيم رفقة عائلته المتكونة من زوجة وطفلين، اضطرته الظروف إلى استعمال الأنسولين مرتين في اليوم لدى شقيقته التي تقيم في مدينة البويرة، جراء افتقاره للطاقة الكهربائية كبقية العائلات التي تقيم في هذا الحي القصديري الذي يعود تاريخ بنائه إلى نهاية 1958، حيث ذكر ل”الفجر” أنه رغم أن سنه لم يتعد 45 سنة إلا أن علامات المعاناة والتعب بادية على وجهه، بسبب افتقار الحي إلى أدنى شروط الحياة العادية، وعلى رأسها الطاقة الكهربائية، حيث اضطروا إلى شراء مولد كهربائي يشتغل بين السادسة مساء والعاشرة ليلا.. ليبقى الحي السكني محروما من هذه الطاقة طيلة 20 ساعة.
من جهة أخرى أشار البعض إلى أنه تم إعداد دراسة لإنجاز شبكة للكهرباء قدرت بحوالي 35 مليون سنتيم، وذلك بعد أن أبدى رئيس البلدية استعداده لتغطية شطر من التكاليف، إلا أنه لم يظهر أي جديد. كما أبدى البعض تخوفا من خطر الحيوانات المتوحشة، خاصة الكلاب الضالة والخنازير التي تزور الحي ليلا، إلى جانب خطر التعرض للسرقة، لاسيما أن هذا الحي يقع بين الطريق الوطني رقم 5 على بعد حوالي 5 أمتار، وخط السكة الحديدية الرابط بين العاصمة والشرق الجزائري على بعد حوالي 4 أمتار، ما يزيد في معاناتهم.
المياه الصالحة للشرب.. الشغل الشاغل للسكان
في ظل غياب شبكة للتزود بالمياه الصالح للشرب لهذا الحي القصديري، فإن السكان وجدوا أنفسهم مجبرين على البحث عن قطرة ماء في أي مكان وبأي سعر اعتمادا على وسائلهم الخاصة، لتزداد المعاناة في فصل الصيف، حيث يتزايد الطلب على هذه المادة، إذ تلاحظ الأطفال وهم حاملين الدلاء للبحث عن الماء، وهي الوضعية التي أثقلت كاهلهم وأثرت حتى على مستوى تعليمهم جراء بعد المسافة وثقل الدلاء، وهذا رغم أن المنطقة تنام على احتياطي كبير من المياه الجوفية ومياه السدود، علما أن هذا الحي القصديري يقع غير بعيد عن محطة التطهير الموجهة لسد تلزديث التابع لدائرة بشلول.
غياب شبكة التطهير
يفتقر حي شعبة بن شرقي إلى شبكة للتطهير، الأمر الذي يلزم السكان بترك فضلاتهم عبر الهواء الطلق، ما يتسبب في حدوث أمراض لها علاقة بالمياه المستعملة، وبالتالي فإن السكان يأملون استفادتهم من شبكة للتطهير كبقية الأحياء السكنية حفاظا على كرامتهم وصحتهم.
خطر السكة الحديدية والطريق الوطني رقم 5
ما يشغل بال هؤلاء السكان هو القطار الذي يمر بجوار بيوتهم بسرعة مفرطة، الأمر الذي تسبب في إصابة البعض منهم بأمراض مزمنة، وعلى رأسها ضغط الدم والسكري وحتى أمراض الحساسية، ولم يسلم منها حتى الأطفال الذين يقطعون يوميا مسافة لا تقل عن 7 كلم ذهابا وإيابا مشيا على الأقدام، متحملين الظروف الطبيعية من برد وأمطار وحرارة في ظل غياب وسائل النقل، والتي إن وجدت فإنها بعيدة المنال جراء الفقر والبطالة التي يتخبط فيها معظم هؤلاء السكان الذين يأملون التفاتة من قبل الجهات المعنية للتكفل بهذه المشاكل اليومية التي أرقت حياتهم، وذلك بترحيلهم إلى مساكن لائقة تتوفر على شروط الحياة، أوالترخيص لهم بإنجاز مساكن في إطار البناء الريفي، كونهم سئموا هذه المعاناة التي طالت مدتها، لاسيما أنهم قاموا بالاتصال بمختلف الجهات، إلا أنه لا جديد ظهر إلى حد الآن.
أحلام تبخرت..
ذكر العديد من هؤلاء السكان أنهم كانوا يأملون في استفادتهم من مساكن مهما كان نوعها بما فيها التطورية، الريفية وغيرها، رغم أنهم قدموا شكاوي إلى المسؤولين المعنيين ووسائل الإعلام، إلا أنهم لم يحظوا بالاهتمام اللازم إلى حد الآن، حيث ذكروا أنهم تلقوا وعودا من قبل المسؤولين لترحيلهم إلى حي الريش الذي شهد إنجاز مجموعة من السكنات التطورية، إلا أنهم بعد إبداء الموافقة جاءهم الرد بالسلب، ما زاد في تذمرهم. كما ذكر آخرون أن رئيس الدائرة وعدهم بترحيلهم إلى مساكن لائقة ضمن الحصة السكنية المخصصة للسكان المجاورين لمركز الردم بحي رأس البويرة، إلا أنهم مازالوا ينتظرون..
وفي ظل هذه الوضعية، فإن السكان يأملون زيارة المسؤولين لهم للوقوف على حجم المعاناة التي يكابدونها منذ أكثر من نصف قرن، والظروف المزرية التي يعيشونها، وعلى رأسها انعدام الطاقة الكهربائية، شبكة التطهير، المياه الصالحة للشرب، الإنارة العمومية، النقل المدرسي وغيرها.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)