أدرار - ACTUALITES

التلاميذ بأدرار يرتعدون من البرد


يعاني التلاميذ في مدارس ولاية ادرار ،من مشكل التدفئة الذي يتكرر كلما حل فصل الشتاء ،حيث تصعب عليهم الدراسة ،ليقف البرد حائلا بينهم وبين التحصيل العلمي ،وما ينتج عن هذه البرودة من أمراض و أعراض البرد التي تنتشر بين التلاميذ .والمدرسة هي البيت الثاني للتلميذ لأنه يقضي معظم وقته فيها للتعليم ،و لكنها في الواقع ليست منزلا مؤهلا ليمكث فيها التلاميذ أكثر من 6 ساعات لعدم توفر وسائل التدفئة فيها ،وهذا ما تفتقر إليه المدارس في الولاية منذ تصميمها ،كما تفتقر لأبسط العوامل الأساسية للوقاية من البرد ،بوجود نوافذ صالحة و كراسي متوفرة للتلاميذ داخل القسم . حيث يواجه الأولياء خاصة الأمهات مع أبنائهم مشاكل وعدم الرغبة للذهاب إلى المدرسة بسبب البرد و صعوبة حركتهم بالملابس الثقيلة ، ،إلى جانب عدم توفر الأقسام على أجهزة تدفئة لتقيهم برد الشتاء القارس بهذه المناطق الصحراوية . كما تشتكي بعض الأمهات من صدمات البرد التي يتعرض لها أبناؤهن في المدرسة ،وعدم متابعة المدرسة بما يتعلق بصحة التلاميذ سواء من الرقابة بالاهتمام بالمقاعد الدراسية وإصلاح النوافذ وغير ذلك . خلال جولتنا الاستطلاعية ببعض المؤسسات التربوية خاصة منها الابتدائية لاحظنا ،أنها تفتقر لخدمات التدفئة ،حيث ذكرت لنا إحدى المعلمات أننا نضطر إلى غلق الباب حتى نوفر جوا دافئا « ،
يلبسون معاطفهم خشية الإصابة بالبرد
كما يتمسك التلاميذ بلبس معاطفهم خشية الإصابة بالبرد ،في حين يجبرهم معلمون آخرون على خلعها بالرغم من البرودة الشديدة ،. و روت أخرى أن « التلاميذ لا يركزون خلال شرح الدرس بل ينشغلون بتسخين أجسادهم ،في حين لا يجد معلمون آخرون من حيلة غير إحضار مدفئات كهربائية من المنزل لتقديم الدرس في أحسن الظروف « ، في حين أوضح بعض التلاميذ أنهم لا يتحملون الأقسام التي أصبحت كالثلاجات و يجدون صعوبة في التركيز والتحصيل العلمي و ببلدية المطارفة لاحظنا أيضا انعدام أجهزة التدفئة ،وقد أعرب عدد من الأولياء عن تخوفهم على صحة أبنائهم ، و يقول مصطفى تلميذ مقبل على شهادة البكالوريا انه يتجنب الجلوس أمام النوافذ والباب في غياب أجهزة التدفئة . والمؤسسات التعليمية ببلديات ،تيميمون ،تينركوك،طلمين ،شروين وغيرها من بلديات المقاطعة الإدارية تيميمون التي تعاني جميع الابتدائيات بها خاصة بالقصور و المناطق النائية و بالمناطق الجنوبية والشمالية من هذا المشكل ،لاسيما بالطور الابتدائي ،وكذلك المشكل مطروح بادرار ورقان و اولف والمقاطعة الإدارية ببرج باجي مختار ،ما اجبر التلاميذ على النفخ في أيديهم لتتحرك أصابعهم ، و تواجه الابتدائيات أقسام الطور الأول مشكلا يتمثل في تبول التلاميذ اللاإرادي من شدة البرد ،وكذا عجزهم عن الذهاب إلى المراحيض ،وهي مشاكل يتحملها المدرسون لوحدهم في ظل غض طرف المديرين عنها .
نقص التحصيل الدراسي بسبب البرد
وأوعز العديد من المعلمين ومدراء المدارس الأسباب ،إلى تقاعس المسؤولين ،واستنادا إلى عدد من المعلمين ،فان التلاميذ يجدون صعوبة في التأقلم مع برودة حجرات التدريس في بداية الفترة الصباحية ،وقد استغرب الأولياء افتقار المؤسسات التعليمية للمدفآت خاصة بالنسبة للمدارس الحديثة الانجاز . فالتلاميذ تجدهم يرتعدون من البرد حيث لا يستطيعون نزع حتى معاطفهم .
وحسب الدكتور عماري احمد طبيب مختص في الصحة المدرسية بالولاية ،أكد أن انعدام أجهزة التدفئة داخل الأقسام الدراسية تُعرض التلميذ إلى عدة أمراض منها ،الالتهاب الحاد للقصبات الهوائية و تورمات في اليدين ،وهي حالات مرضية نلاحظها دوما في فصل الشتاء عند خضوع التلاميذ للفحوصات الطبية ،مضيفا أن التلاميذ يتعرضون لالتهاب اللوزتين المتكرر وهو ما يرشح إلى الإصابة بالتهاب المفاصل في حالة بقاء التلاميذ داخل حجرات تنعدم فيها وسائل التدفئة لفترات طويلة . الى جانب هذه الأمراض المرضية ،يضيف الدكتور احمد ،ان التحصيل الدراسي يصبح منعدما بفعل نقص التركيز عند التلاميذ ،وبالتالي ينعكس سلبا على النتائج الدراسية .
رؤساء جمعية أولياء التلاميذ يطلبون من مديرية التربية تسيير الابتدائيات
وعبر عدد من رؤساء جمعيات أولياء التلاميذ بالولاية،عن سخطهم حيث صرحوا أن هذا المشكل ليس وليد اليوم وإنما تم طرحه ومناقشته من خلال ندوات ولقاءات مع المعنيين منذ عقود إلا أن لا شيء تغير ،متسائلين كيف يريدون رفع المستوى التعليمي للتلميذ في ظل الأوضاع التي يدرسون فيها ،الطفل الذي لا توفر له الدفء في القسم أو وجبة دافئة كيف يرفع مستواه التعليمي ، خاصة في الأيام الباردة التي يكون فيها انخفاض كبير في درجة الحرارة إلى ما تحت الصفر صباحا ،مشيرين ،الى تلاميذ البلديات النائية الذين يعانون كثيرا في غياب المدفآت .. وأكد المتحدثون أن مشكل التدفئة والتكييف داخل الأقسام ،كان في مقدمة الانشغالات التي ناقشها أعضاء الفديرالية الولائية لجمعيات أولياء التلاميذ في اجتماعهم الأخير ،في حين طالب العديد من رؤساء جمعيات أولياء التلاميذ بتسيير الابتدائيات من طرف مديرية التربية بدلا من البلديات ،على غرار الاكماليات والثانويات،والتربويون يعرفون تماما أن البيئة التعليمية والتلميذ الذي يعاني من الطقس البارد لن يستوعب شيئا ،وحتى المعلم أو الأستاذ الذي يقيه الطقس البارد بالقسم لا يكون قادرا على العطاء . —————
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)