الجزائر

وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ



وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم
وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ
من أعظم ما تقرب به المتقربون لله ـ عز وجل ـ طاعة رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وامتثال أوامره واجتناب نواهيه وقد أمر الله ـ تعالى ـ عباده المؤمنين بطاعة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وألزمهم بها في مواضع كثيرة من القرآن العظيم وكذا على لسان نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهذا الأمر معلوم من الدين بالضرورة ولا يسع أحد إنكاره قال تعالى: { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }(النساء:80) وقال: { وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ }(المائدة:92) وقال: { وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }(النور:56) وقال تعالى: { وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ }.الحشر: 7.
قال الحافظ ابن كثير: أي مهما أمركم به فافعلوه ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه فإنه إنما يأمركم بخير وإنما ينهى عن شر .
وقال الشيخ السعدي: وهذا شامل لأصول الدين وفروعه ظاهره وباطنه وأن ما جاء به الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يتعين على العباد الأخذ به واتباعه ولا تحل مخالفته وأن نص الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على حُكم الشيء كنص الله - تعالى ـ لا رخصة لأحد ولا عذر له في تركه ولا يجوز تقديم قول أحد على قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
وقال أحمد بن حنبل: نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في ثلاثة وثلاثين موضعًا .
وقال ابن تيمية: أمر الله بطاعة رسوله في أكثر من ثلاثين موضعاً من القرآن وقَرَنَ طاعته بطاعته وقرن بين مخالفته ومخالفته .
*عصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
لم يُفَّرق ربنا ـ عز وجل ـ بين طاعته سبحانه وبين طاعة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل جعل طاعة نبيه طاعة له سبحانه فقال تعالى: { مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ }(النساء: 80) وغالب الآيات القرآنية قرنت بين طاعته ـ سبحانه ـ وطاعة نبيه وما سنَّه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ مما ليس فيه نص من كتاب الله فإنما سنَّه بأمر الله ووحيه.
قال الشافعي: وما سنَّ رسول الله فيما ليس لله فيه حكم فبحكم الله سنَّه .
فالرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ معصوم من أن يصدر عنه ما يخالف القرآن الكريم وقد دلت الآية الكريمة: { وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ }(الحشر: 7) دلالة مباشرة على عصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جميع أقواله وأفعاله وكل ما أمر به أو نهى عنه ووجه ذلك أن من وجبت طاعته طاعة مطلقة بلا قيد ولا شرط وجب أن يكون معصوماً وما كان الله ليأمرنا أمرا مطلقا باتباع كل ما جاء بالسُنَّة النبوية إلا لعلمه ـ سبحانه ـ بعصمة صاحب هذه السُنة ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ في جَدِّه وضحكه ورضاه وغضبه وصحته ومرضه وفي حلّه وترحاله قال الله ـ تعالى ـ: { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }.لنجم 3: 4.
قال القاضى عياض: واعلم أن الأمة مجمعة على عصمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الشيطان وكفايته منه لا في جسمه بأنواع الأذى - كالجنون والإغماء - ولا على خاطره بالوساوس .
ستظل سُنَّة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مدى الأجيال والقرون وحتى يرث الله الأرض ومن عليها نبراساً للمسلمين تضيء لهم حياتهم ولئن انتقل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى جوار ربه فإن الله قد حفظ لنا كتابه وسنة نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهما طريق الهداية والسعادة في الدنيا والآخرة قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (ترَكْتُ فيكم أَمرين لَن تضلوا ما تمسَّكتُمْ بِهِما: كتاب الله وسنة رسوله ) رواه الحاكم.
قال الشيخ الألباني: والحديث حجة بنفسه في العقائد والأحكام




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)