مساهمة المهاجرين الأندلسين في الازدهار الثقافي بتلمسان

خلال عهد بني زيان الدولة الزيانية هي إحدى الدول التي استقلت بالمغرب الأوسط ودام حكمها من سنة ( 633 962 ه / 1236 1554 م) أي حوالي ثلاثة قرون ونحو تسع وعشرين سنة. ولم تصل دولة من الدول السابقة التي حكمت المغرب الأوسط إلى هذه المدة ولم تتعرض لأحداث جسيمة كالذي تعرضت له هذه الدولة ، ولم تنضج الحياة الثقافية في هذه الدول مثل نضجها في العصر الزياني، وهذا ما يجعل لدراسة هذا العصر أهمية كبرى. فقد عرفت الحياة الثقافية في هذا العصر ازدهارا لم تعرفه تلمسان عاصمة المغرب الأوسط من قبل، وقد شُهد للكثير من علمائها بالتقدم، لا في الدولة الزيانية فحسب، بل فيما هو أوسع من ذلك، حتى أن شهرة بعضهم في المشرق لم تدانيها شهرة.
وسبب هذا الازدهار يعود للعلاقات التي كانت بين السلاطين الزيانيين والمهاجرين الأندلسيين الذين كانوا يقصدون تلمسان، وكانوا من الكثرة والفاعلية فقد غّيروا وجه البلاد الثقافي بما حملوه معهم من علوم وآداب.