كانت الحركة التجارية نشيطة عبر الصحراء منذ القديم ثمّ ازدهرت بقوّة خلال العصر الإسلامي الوسيط، فصارت القوافل التجارية تجوب المناطق الصحراوية عبر مسالك معيّنة محمّلة بالسلع المختلفة إلى بلاد السودان الغربي لمقايضتها بسلع أخرى، لا سيّما الذهب والعبيد، وممّا لا شك فيه أنّ مسالك الصحراء كانت جسرا هامّا للتلاقح الحضاري بين شعوب شمال إفريقيا وشعوب ما وراء الصحراء. وقد استغل التجار الإباضيون تلك العلاقات الاقتصادية المزدهرة بين العاصمة الرستمية تيهرت وبلاد السودان الغربي، فاجتهدوا في إيصال الدين الإسلامي إلى تلك المماليك البعيدة، فلم يكن عمل التجار يقتصر إذا على نقل السلع فقط، بل تعدّاه إلى نشر الديانة الإسلامية ومعالم الثقافة العربية الإسلامية في كل المناطق
التي تمر عبرها القوافل التجارية.
وبفضل جهود أولائك التجار الإباضيين اعتنقت عدّة أمم إفريقية الإسلام، وشيئا فشيئا تشكّلت دولا إسلامية كبرى في إفريقيا الغربية، وسنحاول من خلال هذه المداخلة إبراز إسهامات التجار الإباضيين في نشر الدين الإسلامي بمناطق ما وراء الصحراء وجهودهم في ذلك، وسنتطرق أيضا إلى المسالك التي كانت تسلكها القوافل الرستمية للوصول إلى بلاد السودان الغربي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/03/2011
مضاف من طرف : tlemcenislam
صاحب المقال : Prof Marouf Belhadj. أ.د معروف بلحاج أستاذ التعليم العالي قسم التاريخ وعلم الآثار جامعة تلمسان/Dr. Tarchaoui Belhad j د. طرشاوي بلحاج أستاذ محاضر بقسم الفنون جامعة تلمسان
المصدر : ملتقى دولي حول الإسلام في بلاد المغرب ودور تلمسان في نشره خلال