معسكر - Mausolée de Sidi M'Hamed Benyahia	(Commune de Matemore, Wilaya de Mascara)


عمود نسب سيدي مَحمد بن يحيى
نسبه : سيدي مَحمد ( فتحا ) بن يحيى بن زكرياء بن موسى بن أحمد بن يعقوب بن محمد بن عبد الله بن محمد الشريف بن محمد بن أحمد بن علي بن أبي القاسم بن أحمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن عيسى ابن الحسن بن يوسف بن محمد بن عبد الله بن إدريس بن سليمان بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي كرم الله وجهه و فاطمة بنت رسول الله ? B ?، هكذا وجدنا ترجمته في عدة مصادر فاخترنا من بينها فتح الرحمان.

مولده : ولد بمدينة معسكر سنة ثمانمائة وثمانية وثلاثين هجرية ( 838 هـ ).

دراسته : لقد زاول المرحوم بمينة معسكر دراسته الأولية، فكان يتلو القرآن عن ظهر قلب، فمن فمه تؤخذ الأحكام أما الفقه وأصوله فهو إمامه، و المنطق فهو مقدمة عنده فيعتبر من مقدمات مفهومه.

و إن أردت النحو فلاكلام فيه لأحد سواه، وإن اقترحت المعاني والبيان فهو نموذج مزاياه. إذا استخدم القلم أبدى سحر العقول، وإن جرت الحروف على لسانه وفق بين المعقول والمنقول.

وكانت مشايخ منطقة الراشدية تحبه وترضاه وتثني عليه وذلك لما رأوا فيه فطنة الدراسة، وكثرة الصلاة والصيام، والتقوى والزهد والورع. فقد أجازوه ورخصوا له بالسفر لمزاولة الدراسة بمدينة تلمسان.

دراسته بمدينة تلمسان : من جملة الأعلام المثقفين والمتقين ومن الأكابر الذين يجب اعتقادهم في الدين والذين لهم عبادة وديانة وصلاح وزهد وولاية. لقد كان سيدي مَحمد ( فتحا ) بن يحيى على سنن السلف الصالح رضي الله عنه وعنهم أجمعين.

لقد نزل سيدي مَحمد ( فتحا ) بن يحيى بمدينة تلمسان وبالضبط بمسجد السليمانيين المسمى في ذلك العهد. حيث أخذ ما ابتغاه من الشيخ الإمام أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي التوحيد والفقه والأصول والبيان والمنطق والحساب والفرائض والنحو. لقد كان ممدوحا عند شيخه، ماهرًا في علم التوحيد. له نجابة ودراية في هذا الفن، فكان دائما جنبا إلى جنب مع شيخه أبي عبد الله محمد بن يوسف السنوسي. فلم يزل يستشكل كثيرا من مسائل علم التوحيد فيأتي به مرة بالمشافهة ومرة بالكتاب، ففتح الله عليه، وكان في عين شيخه أحب من الآخرين.

فلما أراد الله فتح بصيرته في هذا الفن كان، لأن هذا الأمر من فضل ربي، وبعد هذا الفتح الإلهي والذوق الكلي وتحقيق البركة بفضل الملازمة والاستحسان، أصبح شيخه يحثه على الحضور معه في حلقات التدريس كلها، حيث كان كالأسد في وسط الأشبال وهو بين الطلبة زئير في علم التوحيد فاسترق النظر إليه من خلال الحلقة. وكان يكلفه شيخه بالتدريس حيث يجتمع عليه الناس. فكان عمدة هذه الحلقات كلها، وأركانها شأنا وعلما وعملا مما دفع بشيخه أن يجيزه. و قد رخص له بمغادرة تلمسان ليتجه إلى ما هو مقيد ومكتوب عند الله. فغادر سيدي مَحمد ( فتحا ) بن يحيى ومعه زملاؤه، سيدي محمد المديوني وسيدي عمر العطافي.

عودة سيدي مَحمد ( فتحا ) بن يحيى إلى منطقة الراشدية : فكانت الزاوية التي تم تأسيسها لقراءة العلم الشريف بقرية الكرط تنتظره وذلك في سنة ثمانمائة وسبعة وستون هجرية (867 هـ) كانت هذه الزاوية تطعم الغرباء والواردين زيادة عن الطلبة المسافرين وبالجملة فإن هذه الزاوية هي عبارة عن بيت كريم يأتي إليه الناس من كل صراط مستقيم. وذكر أنه أثناء عودته إلى الراشدية ازدحم عليه الطلبة من كل حدب وصوب، ولما تغلب الأسبان على وهران ومد يده لداخلية البلاد، انتقل سيدي مَحمد ( فتحا ) بن يحيى لوادي فروحة في حدود سنة تسعمائة هجرية ( 900 هـ )، وأسس هناك رباطا لطلاب العلم، فقصدها الطلبة من الآفاق وحضروا مجلسه وانتفعوا به، وبسببه انتشر العلم بوطن الراشدية، فصار الوطن الراشدي كعبة العلماء، وقبلة الطلبة النجباء، الذين حملوا راية العلم ثلاثة قرون.

ومن طلبته باختصار : لقد أخذ عنه العلم وانتفع به سيدي عبد الله بن عبد الرزاق الإدريسي وسيدي علي بن عمير الحمودي الإدريسي وغيرهما وسيدي محمد بن عباد الكبير الذي أخذ عنه مختصر ابن الحاجب الفرعي، ورسالة أبي زيد القيرواني، وألفية ابن مالك، والحساب، والعروض وعلم الحديث، والفقه والتصوف، والتوحيد، والبيان، والمنطق، وسيدي عمر بن عثمان حيث كان هذا العالم رحمه الله عالما نحريرا زاهدا كاملا عابدا، أخذ العلوم عن العارف بالله الكامل الجهبذ الواصل سيدي مَحمد ( فتحا ) بن يحيى فلازمه وانتفع بعلمه وعمل به وأفاد غيره، وسيدي رحال دفين قرية تيزي وسيدي أبو إسحاق يعقوب المعروف بسيدي المزاري الذي يوجد قبره بمدينة معسكر وهو ابنه الأكبر وسميت عليه المقبرة ( أي مقبرة سيدي المزاري ) بمعسكر، وسيدي محمد الكبير الذي انتقل إلى جبل تاسالة وهو ابنه الثاني وقبره هناك مقصود للزيارة ولا أدري له عقب أو لا، وسيدي محمد الصغير الذي خلف والده سيدي مَحمد ( فتحا ) بن يحيى على الزاوية. وعن هذا الأخير تفرعت السلالة السليمانية بغريس. و مما تجدر الإشارة إليه أنه يصعب حصر جميع الطلبة الذين زاولوا دراستهم بزاوية الشيخ سيدي مَحمد ( فتحا ) بن يحيى.

أبناؤه الثلاثة بالتفصيل : خلف سيدي مَحمد ( فتحا ) بن يحيى عقبا صالحا منهم العلامة الحجة السالك الفقية المقرئ المجود أبو إسحاق سيدي يعقوب ( المدعو سيدي المزاري ) وقبره بمدينة معسكر معروف ولا عقب له. ومنهم سيدي محمد الكبير الذي انتقل إلى جبل تاسالة من وطن بني عامر وقبره هناك مقصود للزيارة ولا أدري له عقب أم لا، غير أن هناك من ينسب إليه، وبعض المنتسبين إليه انتقل إلى مدينة مستغانم وغيرها وعلم الغيب عند الله. ومنهم سيدي محمد الصغير وهو الجد الأعلى الذي خلفه والده على الزاوية إلى أن مات ودفن مع أبيه وخلف ولده أبا محمد سيدي عبد القادر، ولما توفي خلف ولدين : محمد العربي الذي تجتمع فيه أولاد سيدي عربية ومحمد الملقب بالنجادي وإليه انتهت رئاسة غريس على عهد دولة آل عثمان علما وعملا وجاها ورئاسة، وقبره من مُزَارات غريس بتربة جده الأعلى سيدي مَحمد ( فتحا ) بن يحيى.

توفي سيدي محمد النجادي سنة تسعين وألف هجرية (1090 هـ) وبعد وفاته انقسمت الرئاسة بين ولديه سيدي عبد القادر الملقب ببغداد وسيدي محمد المعروف بمرضعته فريحة، على عادة الأشراف في اتخاذ المربية لأولادهم وكثيرا ما ينسبونهم لمربيتهم في صغرهم فيبقى الاسم علما عليهم و منها تفرعت السلالة السليمانية بغريس والموجودة منهم لهذا العهد فروع.



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)