الانتصار في معركة مستغانم في الجزائر ضد الجيش الأسباني
سبب نشوب معركة
مستغانم
كانت الجزائر تقع تحت الدولة السعدية وهذه
الدولة كانت معاصرة لفتوحات الخلافة العثمانية, ولذا فكان حب السيطرة والتوسع يسيطر
على حكامها. فكانوا يخافون من الخلافة العثمانية ويعتبرونها احتلالا ولذا وطدوا
سيطرتهم على المغرب الشرقي لصدهم.
وفي إحدى الفتوحات التي كان يقوم بها العثمانيون والتي
عادوا منها منتصرين, استغل السعديون انشغال الجيش الإسلامي فقاموا باحتلال مدينة
تلمسان والتي كانت تحت سيطرة الدولة العثمانية وهذه المدينة تقع في الجزائر وكانت
استراتيجية للجيش العثماني المسلم باتجاه السيطرة على
أوروبا.
استقبل السلطان الحكيم
( سليمان القانوني) خبر هجوم السعديين ببرود, فقرر رحمه
الله أن يرسل مبعوثا إلى الدولة السعدية.. فكان حريصا على توحيد
الصف المسلم وحريصا على أن لا يخوض معارك جانبية مع الجيوش المسلمة
الأخرى..كانت مهمة الرسول هي تهنئة سلطان الدولة السعدية بانتصاراته وعرض
عليه الهدايا واخبره إن السلطان سليمان يريد أن يجهز الدولة السعدية ب4000 مجاهد
للحفاظ على دولتهم ومقدمة لتكوين اتحاد إسلامي كبير يواجه الأخطار الخارجية, لكن
الحقد والحسد دفعا سلطان الدولة السعدية إلى رفض هذه الأفكار فقال
للرسول:
(( سلم
على أمير القوارب سلطانك وقل له: أن سلطان الغرب لابد أن ينازعك على محمل مصر ويكون
قتاله معك عليه إن شاء الله ويأتيك إلى مصر والسلام)
من كلام هذا السلطان التافه يظهر لنا
الحقد الدفين الذي ملأ قلوب بعض المسلمين ولا يزال مستمرا إلى يومنا هذا على
الخلافة العثمانية , فلم ينظر هذا السلطان إلى رفع راية الإسلام والحفاظ على
وحدة المسلمين؟ إنما وسوس له الشيطان وجعل من اقتراح السلطان سليمان القانوني سخرية
و ظنه حبا في التوسع.
على كل حال
مرت الأيام وشبت المعارك الداخلية للدولة السعدية فقتل
السلطان من قبل حرسه الخاص وبدأ الخلاف بين الأمراء, فسال لعاب الأسبان الذين
اسقطوا الأندلس أن يسقطوا المغرب العربي.
هنا قررت الخلافة العثمانية أن تهاجم الجزائر وتعيد
مدينة تلسمان وبذلك تحمي المغرب العربي من الأخطار الخارجية وتسهل عليها العبور إلى
بلاد الأسبان والبرتغال.
استدعى
السلطان سليمان القانوني رحمه الله القائد المغوار حسن بن خير
الدين المشهور بجسارته وقوته وطلب منه التوجه إلى الجزائر, وفعلا تحركت جيوش
الخلافة الإسلامية إلى الجزائر بهدفين رئيسيين( الأول تطهير
الشمال الأفريقي من الوجود المسيحي, والثاني استرداد الأندلس لحوزة
المسلمين).
سمع حاكم الدولة
السعدية الجديد بتحرك الجيوش العثمانية فتهيأ لها وهو يعلم انه غير قادر على صدها,
وفعلا جرت مناوشات بين الطرفين في وادي اللين بالقرب من فاس. ولكن القائد حسن بن
خير الدين سمع بتحرك الجيش الأسباني الهادف إلى السيطرة على مستغانم التي تعتبر
استراتيجية في منع تقدم الجيش الإسلامي إلى وهران حيث يسيطر عليها الأسبان. فأوقف القتال.. الآن تدخل الصليبيون في المعركة فأصبح القتال مع المسلمين
شيئا ثانويا. وكذلك شعر القائد حسن أن سيطرة الأسبان على مستغانم ستقطع عليه
طريق الإمداد.
تحرك الجيش
الإسلامي منسحبا من فاس إلى الجزائر وانفصل قائد جيش تلمسان عن الجيش وعاد إلى
المدينة خوفا عليه من الأسبان وهذه الخطوة العسكرية
الجبارة, استطاع القائد حسن أن يحمي ظهره وان يؤمن وصول
الإمدادات.
تحرك حاكم وهران
الأسباني باتجاه مستغانم كما توقع القائد حسن بجيش قوامه 12 ألفا, وهناك جرت معركة
طاحنة في يوم 20 ذي القعدة 965هـ قادها القائد حسن بن خير
الدين رحمه الله, وتم إفناء الجيش الأسباني فيها عن بكرة أبيه حيث قتل كل جنوده.
وبهذه المعركة هزمت جيوش الصليب
مرة أخرى على يد الخلافة الإسلامية, وسيطرت على الجزائر وأعادت إليها الأمن
والأمان.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 06/06/2011
مضاف من طرف : yasmine27