ولا تزال عائلات وادي ميزاب تحتفل ب ''ينّاير'' باعتباره حدث ذي بعد زراعي، حيث يقترن بالدورات الزراعية التي تعلن عن بداية فصل الشتاء للسنة الزراعية بهذه المنطقة ذات المناخ الجاف.يعكس إحياء مناسبة "ينّاير" مدى تشبث سكان المنطقة بعادات وتقاليد الأجداد وتوارث هذا التراث اللامادي من جيل إلى جيل، حيث تكون فيه المرأة الوصية والضامنة لذلك، من خلال تحضيرها لطبق "رفيس" الذي يعتبر طبقا تقليديا محليا خاصا بسكان ميزاب.
وبالرغم من التغيّرات الطارئة على عادات وتقاليد المنطقة وظهور الحلويات العصرية إلاّ أنّ طبق "رفيس" لا يزال حاضرا بقوّة على موائد العائلات بغرداية بمناسبة إحياء مناسبة ''ينّاير".
ويتم إعداد هذا الطبق التقليدي بمنازل القصور الخمسة بغرداية وفق ما تقتضيه العادات لإحياء حلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة وذلك باستعمال عدة مقادير من بعض المواد الغذائية ذات اللون الأبيض (دقيق وسكر وحليب) أملا في جلب البركة وضمان سنة زراعية مزدهرة.
ويعدّ هذا الطبق المحلي ضروريا خلال الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، والذي يتم تحضيره أساسا من مواد السميد والسكر والحليب والبيض، حيث تقوم ربّة البيت بإعداد العجين على شكل أرغفة خفيفة وتوضع في إناء لإنضاجه بواسطة البخار، ويسكب عليها بعد ذلك كميات من السمن الطبيعي وتزينه بالعنب الجاف والبيض المسلوق.
ويبرز هذا الطبق أحد مظاهر التآزر والتآخي بالمنطقة، حيث يجمع العائلة الكبيرة في أجواء احتفالية تسودها البهجة والفرح.
وبعد الانتهاء من تذوّق طبق "رفيس'' يليه احتساء كوب من الشاي مصحوبا ببعض المكسّرات (فول سوداني ولوز وفستق) قبل تأدية الصلاة التي تليها سورة الفاتحة يتضرّع فيها السكان إلى الله العليّ القدير أن يجعل هذه السنة الجيدة بمثابة بداية موسم زراعي مزدهر للفلاحة والموارد المائية.
مناسبة لتقوية التماسك الاجتماعي
ويشكّل هذا الحدث ''ينّاير'' المصادف لنهاية حملة جني التمور مرحلة حاسمة حسب عادات وتقاليد سكان الواحات، حيث يتم الانتقال من فترة تقييم الوضعية البيئية للنخيل قبل الإعلان عن انطلاق فترة تنقية وتنظيف النخيل المثمر، كما أوضح من جهته حاج بكير أحد مالكي بستان النخيل بغرداية.
وتهدف هذه العملية التي يستخدم فيها آلات حادة لإزالة السعف الجاف وبقايا الشجيرات الميتة الأخرى والبراعم والليف الجاف، بما يساهم في التقليل من خطر الحرائق، مثلما تم شرحه.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 12/01/2024
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشعب
المصدر : www.ech-chaab.net