سعيدة - A la une

الستوريات.. من المناسبات السعيدة إلى الجنائز



الستوريات.. من المناسبات السعيدة إلى الجنائز
تشهير بالقبور ومجالس العزاء..
الستوريات.. من المناسبات السعيدة إلى الجنائز 

عرّت التكنولوجيا وفضحت كل مستور وصار كل شيء يظهر للعلن ويبدو أن الستوريات لم تعد تقتصر على نشر المناسبات السعيدة بل صارت فضاءً لالتقاط صور المتوفين وحتى إظهار قبورهم ومجالس عزائهم عبر الوسائط الاجتماعية لاسيما في الستوريات عبر الفايسبوك بحيث صارت ملاذاً لنشر قبور المتوفين وصورهم للعلن مما أثار جدلا واسعا ورأى البعض أن الأمر فيه مساس بحرمة الميت وتعدّ على شخص غادر الحياة.
نسيمة خباجة 
صار البعض يعبّرون عن فرحتهم في المناسبات السعيدة وكذلك عن أحزانهم في الجنائز وفقدان موتاهم عبر ستوريات تجمع بين الفرحة تارة والحزن تارة أخرى مما يؤكد أن التكنولوجيا فضحت كل شيء بفعل الفاعلين وصارت الجنائز وصور القبور وحتى الفيديوهات مادة حية بالصوت والصورة عبر الستوريات مما أثار استغراب البعض فحتى الحزن والبكاء والعويل أضحت مواقف يُشهّر بها على نطاق واسع وهو ما يتعارض مع عادات الجنائز وكربة الموت التي تكون فاجعتها كبيرة على أهل الميت بعيدا عن الهرج والمرج وغاية التشهير التي يسلكها البعض وللأسف دون احترام للميت وحرمته خاصة أنه شخص غادر الحياة وليس بإمكانه الدفاع عن نفسه والأفعال المقترفة هي أفعال ضد ميت منهى عنها ومرفوضة تماما إلا أنها باتت متفشية للأسف. 
نشر صور المتوفين وقبورهم! 
لا يختلف اثنان أن صفحات الفايسبوك لاسيما عبر الستوريات صارت فضاء لإعلان أخبار الموت وحتى تصوير المتوفين والتقاط صور لقبورهم ومجالس عزائهم بحيث انتقلت الستوريات من الأفراح إلى نشر الأتراح وإشراك الغير في الأحزان التي كانت فيما سبق في حدود ضيقة تخص أهل الميت وعائلته وأقرب مقربيه إلا أن الأمور باتت تُشهّر علناً في مواقف تعرضت إلى انتقادات لاذعة.
اقتربنا من بعض المواطنين فأعربوا عن استغرابهم مما يحدث ويقترفه البعض في حق موتى غادروا الحياة كما أن تلك المجالس ترتبط بالحزن وتذكر الموت والاتعاظ والتوبة ولا مجال للدخول في تلك المتاهات التي لا جدوى منها.
تقول السيدة مريم إنه بالفعل ترى أحيانا صور الموتى والقبور عبر الستوريات وتدهش للأمر فالموضع لا يتلاءم مع الحدث الأليم والكربة التي حلت بأهل الميت وأحيانا يقوم بذلك الغرباء دون إذن من أهل الميت وهو سلوك غير لائق يمس بالميت وبمشاعر أهله ووجب الكف عن تلك السلوكات فالمناسبات العائلية مهما كان نوعها تدخل في الخصوصيات ولا مجال لنشرها عبر الوسائط الاجتماعية ويكون الأمر أخطر في حالة التشهير بالجنائز ونشر صور الموتى وقبورهم وهو ما يحدث حاليا وللأسف.
السيد عادل هو الآخر استغرب من تلك الأمور الحاصلة بحيث صارت حتى المقابر مكانا للتصوير والتقاط صور وفيديوهات للقبور وهو أمر فاق التصورات والحدود ووجب منعه وبتنا نرى تلك الفيديوهات عبر الستوريات واليوتيوب والتيك توك وغيرها من الوسائط الاجتماعية فالعدوى انتقلت من الأعراس إلى الجنائز وما احتار له مؤخرا هو تداول فيديو على نطاق واسع بحيث قامت إحدى النسوة بتصوير قبر أحد المتوفين الذي يبدو أنها على معرفة به وكانت تدعو له بالسوء وهو أمر لا يتقبله المنطق ولا الشرع فلم يكفها التقاط صور لقبره ونشرها بل اقترفت ذلك الفعل الغريب ضد ميت لا يستطيع الدفاع عن نفسه وكلها أمور تمخّضت عن هوس التكنولوجيا واستعمالها السيء يقول.
أجمعت أغلب الآراء أن هذا السلوك مشين سواء صدر من أقرباء الميت أو من الإغراب فلا يحق التقاط صور للميت أو لقبره بعد وفاته والسلوكات ليست من شيم وأعراف مجتمعنا فالجنائز ومجالس العزاء بوجه عام تقترن بالحزن على الميت والدعاء له والتصدق عليه كما أنها فرصة للاتعاظ والتوبة وتذكّر الموت ولا مجال لجعلها مناسبات للتصوير ونشر الفيديوهات والصور. 




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)