تشكل العطلة الصيفية فرصة للعديد من التلاميذ والطلبة لممارسة هواياتهم المفضلة والاستراحة بعد موسم دراسي شاق، غير أن فصل الصيف الذي يرتبط بالسفر والاستجمام، يعتبر بالنسبة إلى فئة أخرى من الشباب مناسبة سانحة لمزاولة عمل موسمي يمكنهم من جني بعض النقود لتأمين دخولهم المدرسي.وتختلف المهن الموسمية التي يزاولها هؤلاء الشباب خلال فصل الصيف باختلاف العوامل الجغرافية والاقتصادية والاجتماعية والطبيعية المميزة لكل منطقة. كما تتداخل متغيرات كثيرة في تحديد نوع النشاط الممارس كالفئة العمرية وكذا رأس المال الذي يتم استثماره.ككل عام تدخل منطقة القبائل مع حلول فصل الصيف أي انتهاء الموسم الدراسي، في حركية لا مثيل لها من خلال التجارة الموسمية التي ينعشها تلاميذ المدارس الذين يدخلون في نشاطهم المألوف كل صيف باختيار حواف الطرقات العمومية والمواقع الظليلة لعرض بعض السلع والمواد التقليدية المرتبطة بطبيعة هذا الفصل، إضافة إلى منتجات يقبل عليها الزبائن على اختلاف جنسهم وأعمارهم في هذه الفترة، مثل الحلويات، أنواع مختلفة من الخبز المحلي، الأواني الفخارية والألبسة التقليدية، التي يتهافت عليها المستهلك بمناسبة الحفلات والأعراس، دون إغفال المنتجات من الألبسة المرتبطة بالتخييم في الجبال أو الشواطئ. وبالمناسبة تعرف العديد من قرى ومدن تيزي وزو، انتعاشا كبيرا بسبب الطلب المتزايد على منتجاتها المختلفة وفي مجالات متعددة خصوصا أيام المهرجانات الكثيرة التي تنظم في مختلف ربوع الولاية.. هذا ما وقفت عليه "الشروق" في آيث وعبان ببلدية أقبيل بمناسبة مهرجان "ارو الفن"، وفي واضية وأيث يني بمناسبة عيدي الجبة القبائلية والفضة على التوالي وكذا بمنطقة إيعكوران المعروفة بنشاطها التقليدي حيث أكد لنا أحد الطلبة الجامعيين بتيزي وزو أنه يجد راحته وهو يتعامل مع الزبائن الذين بتوافدون طيلة أيام الصيف على المنطقة من مختلف جهات الوطن والمغتربين، ففي مجال الملابس تقوم الخياطات بتوفير مختلف الجبات التقليدية التي تتراوح أسعارها ما بين ألف وعشرين ألف دينار حسب النوعية، أما المناطق القريبة من الشواطئ فيغتنم تجارها بيع ما يرتبط بالتخييم كألبسة البحر والمظلات حيث يزداد الإقبال على مثل تلك الألبسة بأسعار مختلفة حسب الجودة والشكل، دون إغفال المنتجات المرتبطة بصناعة الحلويات والمثلجات التي يقبل عليها عدد كبير من الزبائن خاصة الأطفال. أما في بعض المناطق فتنتشر تجارة الأغراض التقليدية المصنوعة بالخشب والقصب كالسلال الصغيرة والكبيرة المخصصة لتخزين الحبوب ونقل التين التي عادة ما يقبل عليها الفلاحون وكذا الزوار، بدورهم بعض القرويين يصنعون بعض المنتجات المرتبطة بنبتة الدوم كصناعة القبعات الواقية من الشمس وغيرها من المنتجات. ومع حلول فصل الصيف الذي يعرف إقامة حفلات وولائم وأعراس، انتعشت كذلك مهنة الخياطة التقليدية من خلال إعداد الألبسة التي عادة ما يرتفع ثمنها حسب النوع والجودة الخاصة بالإناث. ويبدو القاسم المشترك بين كل هؤلاء الشباب هو فخرهم بعملهم، حيث تلمس من طريقة كلامهم نوعا من العزيمة والإصرار والشعور بالرضا والاعتماد على النفس من أجل توفير مبلغ يكفيهم لسد حاجياتهم التي تختلف من شخص إلى آخر.
تاريخ الإضافة : 08/08/2017
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : إيباري أ
المصدر : www.horizons-dz.com