أكلي يحياتن: أيقونة الأغنية الوطنية الجزائرية

أكلي يحياتن، الكاتب والملحن والمغني، هو الفنان الذي يقف وراء الأغنية الوطنية الشهيرة يا المنفي. وُلد عام 1933 في آيت منداس بمنطقة القبائل، وقد عاش حياة مليئة بالتحديات الشخصية والالتزامات السياسية التي أثرت بعمق على أعماله الموسيقية.

مسيرة حافلة بالمنفى والنضال
في سن الثانية عشرة، غادر أكلي يحياتن قريته متوجهًا إلى الجزائر العاصمة، حيث عمل في مهن صغيرة متنوعة. وفي عام 1945، تم اعتقاله وأُرسل إلى دار إصلاح الأحداث. ثم هاجر إلى فرنسا عام 1952 بحثًا عن حياة أفضل، لكنه عاد إلى الجزائر عام 1954 لأداء الخدمة العسكرية.

خلال فترة سجنه عام 1959، قام أكلي بتأليف أغنيته الشهيرة يا المنفي، التي استلهمها من معاناة الجزائريين المنفيين والمبعدين. هذه الأغنية تجسد ألم الغربة والرغبة الشديدة في الحرية، وأصبحت رمزًا قويًا للنضال من أجل استقلال الجزائر.

إرث موسيقي خالد
حافظت أغنية يا المنفي على شعبيتها على مر العقود، حيث أعاد غنائها العديد من الفنانين، أبرزهم المغني الجزائري رشيد طه، الذي ساهم في توسيع نطاق جمهورها وتعزيز تأثيرها الثقافي. يعكس هذا النجاح أهمية الأغنية في الذاكرة الجماعية الجزائرية وفي تاريخ الموسيقى القبائلية والوطنية.

أيقونة في تاريخ الأغنية الجزائرية
يُعتبر أكلي يحياتن اليوم أحد رواد الموسيقى الجزائرية. مسيرته الفنية، التي تميزت بالالتزام العميق بالحرية والهوية الجزائرية، تواصل إلهام أجيال من الفنانين وعشاق الموسيقى. أعماله تجسد قوة الموسيقى كوسيلة للتعبير عن المقاومة وحفظ الذاكرة الوطنية.