يطلق اسم التوافز على سكان المنطقة الجغرافية المسماة التوافز و هي عبارة عن مجمع سكاني معروف لدى سكان الجهة بالدوار و جمعها دواوير وفي الواقع التوافز هم مجموعة دواوير و عددها خمسة (05)ينطوون تحت تسمية دوار التوافز الذي يتبع اداريا لبلدية السبت من دائرة مغيلة في ولاية تيارت . أما تسمية هذه المنطقة بالتوافز فراجع الى وجود ملحوظ في عدة أرجاء من المنطقة للصخور من نوع تافزة وهي صخور رملية صلبة ذات لون أصفر كثير ما تستعمل في خليط من ألأسمنت للبناء . يقع دوار التوافز جغرافيا في أقصى شمال بلدية السبت وبالتالي أقصى شمال ولاية تيارت . يحد بلدية السبت شمالا بلدية الملعب وبلدية سيدي العنتري من ولاية تسمسيلت أما جنوبا فتحدها بلدية واد ليلي و يحدها من الغرب بلدتي الملعب وتيدة أما شرقا فتحدها بلدية مغيلة . يمتهن جل سكان دوار التوافز الزراعة الجبلية وتربية المواشي والنحل وكثير منهم فيما ماضى كانوا يمتهنون صناعة وتجارة البارود المستعمل في ألأفراح والمناسبات العامة والخاصة . الملاحظ كذلك كثرة البساتين حيث كل عائلة من التواقز لها بستانها الخاص بها ويكثر في هذه البساتين التين والعنب والرمان والأجاص وكثير من الفواكه والخضر وكذلك نجد أنواع العسل الجبلي المختلف ألوانه زيادة على زراعة القمح والشعير . يعتبر دوار التوافز منطقة استراتيجية في اقليم ولاية تيارت حيث أنها أخذت هذه الأهمية منذ العصور القديمة كما تدل على ذلك البقايا والأثار الموجودة في المنطقة ومنها ألأثار الرومانية حيث اتخذها الرومان موطء قدم لهم للسيطرة على الطرق التجارية آنذاك كما تدل على ذلك بعض أثارهم الغير مستكشفة في منطقة التوافز ناهيك عن الجهة كلها ونجد من بين هذه ألأثار المكان المسمى الخربة والمكان المسمى رأس القصر والمكان المسمى عين السلطان في بلدية السبت زد على ذلك المكان المسمى خربة القطار وخربة الزياينة في بلدية مغيلة ثم خربة أولاد بوزيان في بلدية سيدي الحسني مجموع هذه ألأثار يدخل في مجال مملكة كوليمناطة . أهمية هذه المنطقة تأكدت في حقب تاريخية متاعاقبة وخاصة حقبة الأستعمار الفرنسي حيث أتخذ منها ألأمير عبد القادر الجزائري قاعدة خلفية للأمداد والتعبأة حيث كان يعتمد على أبناء عروش المنطقة التي كانت تمده بالجنود حتى وصل جيش عرش ألكرايش على سبيل الذكر الى ما قوامه 200فارس و400 من المشات بقيادة أحد أبناء المنطقة وهو ولد قدور الأعمى وكان للأمير مركز قيادة دائم يسميه الأهالي حتى الآن بالقطون أو قيطون ألأمير كما اعتمد ألأمير على ابناء المنطقة في صناعة الذخيرة الحربية وخاصة البارود الذي يعرف في كثير من أرجاء الجزائر بالبارود التافزي الذي تفننت في صنعه نساء التوافز على مر ألأزمنة فكان عنوان خصوصيتهن وخصوصية رجالهن رغم مخاطر هذه الصناعة . أثناء ثورة التحرير المباركة لم يجد جيش وجبهة التحرير بديلا عن منطقة التوافز فاتخذها قاعدة أساسية لتواجده كونها امتداد طبيعي لمنطقة مطماطة التي كانت تعتبر القلب النابض للثورة في المنطقة السابعة من الولاية الخامسة . تعتبر منطقة التوافز همزة وصل بين الولاية الرابعة التاريخية والولاية الخامسة التاريخية فكانت ملجأ الثوار وقاعدة انطلاق لهم بحكم موقعها في جنوب سلسلة جبال الونشريس الشاهقة ذات التضاريص الوعرة. يتكون دوار التوافز من دواوير أصغر حجما وهي كالتالي • دوار السوالم ويتكون من العائلات ذات الأسماء التالية • ( عابدي- بلهواري – قصار – طاهري – قندولة – رحموني – عوراي – قاسم – بلقاسم – برابح – بومزوغ – بن حليمة – بطاح ..) • دوار العويسات ويتكون من العائلات ذات الأسماء التالية • ( عابد – بن عابد – حدو – حديدي – تافزي – عثماني – غريبي – بن سونة – طيبي – بالطيب – بلهواري ..) • دوار البخايت ويتكون من العائلات ذات ألأسماء التالية • ( رومان – ملواح – بلهواري – جامع – زبور – عجير – بوجروة – بوحارة – معيزيز – عسلي ..) دوار أولاد سي يحي ويتكون من العائلات ذات الأسماء التالية ( دمني – بوجنان – قيطون – ابراهيم – ناظور – زرفي – كرباع – فرقاني – عثماني ..) دوار المرارشة ويتكون من العائلات ذات ألأسماء التالية ( عفان – زقاي – ملاح – بوربيع – كمون – خندق يوسف – قبرعجوز – راس غانم – العقابي – جويد – عياش ..) واذا حولنا التمحيص في الموقع الجغرافي لدوار التوافز فسنجده استراتيجي بامتياز فاختياره ليكون موطن ومسكن للأهالي من طرف الأوائل لم يكن اعتباطيا بل كان يستجيب لحاجيات ضرورية لذلك الزمن وأهمها حاجة ألأهالي للأمن والعيش . ومن هنا جاء الموقع مؤمنا بحيث يلاحظ الدارس المتمعن أن الدوار هو حيز جغرافي منيع لا يمكن اقتحامه بسهولة ويمكن الدفاع عليه بسهولة كذلك وبأقل رجال ممكن . وجاءت دفاعات هذا الموقع شبيهة وعلى طراز دفاعات المدن العربية ألأسلامية القديمة حيث تعرف هذه المدن أنها داخل أسوار ولا يمكن الدخول اليها الا من خلال أبواب محكمة ألأغلاق . فكذلك ألأمر بالنسبة لدوار التوافز فهو محاط كليا ومن كل النواحي بسلسلة من المرتفعات والجبال الوعرة والتي تتخللها فجوات أو مداخل طبيعية وعددها خمسة و يسميها ألأهالي أبواب . هذه ألأبواب مداخل يمكن لمجموعة من الفرسان الولوج من خلالها الى الدوار والا فشبه مستحيل الدخول الى الدوار من جهة أخرى حيث الحواجز الطبيعية تحول دون ذلك . أما ألأبواب أو المداخل كما يسميها ألأهالي فهي كالآتي / باب المحجوب من جهة الشمال باب عين ايزار من جهة الجنوب الشرقي باب مرزوقة من جهة الغرب البا ب لخضر من الشمال الغربي وخامس هذه ألأبواب فيسمى البويب وهي تصغير لكلمة باب لأنه قليل ألأستعمال وهو موجود في الجهة الجنوبية ويمكن المرور من خلاله عبر الواد المسمى واد الملح . المتمعن والدارس لهذا الموقع أو هذا الدوار وكيفية تسييره و تسمية المداخل بألأبواب يدل على أن المؤسسين لهذا الحصن الذي يحتوي هذا التجمع السكاني الذي فرض نفسه في المنطقة الى غاية الآن واستطاعوا أن يجمعوا الناس من حولهم وهم معروفون بالعلم والصلاح والأصلاح وكما يطلق عليهم الأهالي رجال الله الصالحين أو أولياء الله الصالحين وفي دوار التوافز يعرف منهم سيدي عبدالهادي – سيدي الهواري – سيدي بومدين –سيدي علي بومدين – سيدي أحمد الرحى سيدي يحيا والذين عاشوا في نفس الفترة التاريخية أي ابتداء من النصف الثاني من القرن السادس عشر الميلادي فأطروا الحياة الأجتماعية والثقافية في المنطقة كما تشير اليه المراجع والموروث التاريخي والثقافي الشفوي لسكان المنطقة كان لديهم خلفية تاريخية حصارية مرتبطة بالمدينة كفضاء ولدلك برزت تسمية المداخل بالأبواب. كما تجدر الأشارة أن الفترة التي جاء فيها هؤلاء الأولياء ليسكنوا المنطقة ويأطروا الحياة فيها تتزامن مع الهجرات المتتالية للمسلمين من الأندلس الى المغرب العربي .
احتاج الشجرة العائلية لعائلة بوجنان بولاية تيارت
بوجنان يوسف - عامل حر - تيارت - الجزائر
21/07/2020 - 419408
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 07/10/2012
مضاف من طرف : patrimoinealgerie
صاحب المقال : بقلم ألأستاذ /قاسمي عبد الهادي جامعة ابن خلدون