* مقدمة :
هداري من أبرز الشخصيات التي لعبت دورا مهما في اثراء الثقافة الشعبية و الدينية للمجتمع التندوفي, هي شخصية حقيقية و واقعية, و لكن أطلق الخيال عنانه لينسج أسطورة في غاية الغرابة و العجب, فضلا عما تمتعت به الشخصية من الاعتراف بالصلاح و التقوى و الورع من طرف الخاص و العام .
انه وليّ من اولياء الله الصالحين الكثيرين, الذين تنتشر أضرحتهم في كامل الولاية, الا ان شخصية هداري الاسطورية انفردت بصفات قلما نجدها في غيرها.
* نسب هداري :
ينتسب الى اهل " ايديشلي " حسب الشيخ الغزواني, صهر هداري و الذي عايشه فترة من الزمن, و حسب جمعية " قنفة " الثقافية فإن هداري من " السواعد " اي ينتمي الى قبيلة " ساعد " احدى قبائل الرقيبات.
* الرحلة و بداية الاسطورة :
بدأت اسطورة هذا الرجل يوم كان رضيعا في حضن امه مع قبيلتها تشد الرحال نحو اهلها و كانت القبائل منتشرة عبر الفيافي و القفار تتبع الاكل و الماء, و كان اخوال هداري من هؤلاء البدو الرحل, و بعد تجهز "لفريق" ( كلمة باللهجة الحسانية تعني القافلة ) و مضي مشوار من التنقل توقفت القافلة كعادتها لتأخذ قسطا من الراحة, بين اشجار الطلح الممتلئة بالاوراق و الخروب الاخضر, و بينما الرجال حول شعلة من النار للتدفئة. في هذه اللحظات غادرت ام الرضيع المجمع ساعية لجمع الحطب, و لم تمكث طويلا حتى هبت زوبعة رملية عاتية, حطمت المخيم, و انعدمت فيها الرؤية حتى اختفى كل شيئ و اختفى معها هداري.
* هداري في جوف العاصفة :
تعود الام الى خيمتها بعد ان هدأت العاصفة, و بينما اشتغل الجمع في اعادة ترتيب امورهم, تتفاجئ الام باختفاء رضيعها, و تكتشف ان ولدها في عداد المفقودين, فملأت الاجواء صياحا و عويلا, و تفرق الرجال في الوهاد و الشعاب بحثا عن الابن الضائع, لكن دون جدوى. أعادوا البحث عبثا في أعماق الصحراء دون ان يهتدوا الى هداري, او الى المكان الذي اخذته الزوبعة, و لم يعرفوا اي الامصار ابتلعته, و الى اين رمته الاقدار, حتى يئس الأهل من البحث عنه.
* في المجتمع الحيواني :
في تلك الأثناء, فتح الرضيع عينيه ليجد نفسه وحيدا, وسط صحراء لا حدود لها, ثم فجأة يجد حواليه سرب من النعام, قد تبنته كواحد من صغارها, و ببراءة الأطفال و دهشتهم بدأ هداري ذو السنتين يصول و يجول معها, و يجد في النعام و صغارها الأهل و الأم و الخلان, و بقدرة قادر فقد كان يتغذى بامتصاص ابهامه الذي يتدفق منه اللبن.
و بعد أن مكث مدة من الزمن, أصبح يقلد حركاتها, و يطاردها من مكان لأخر, و أصبح معاشه لا يختلف تماما عما تقتات منه النعام حتى بلغ سن الثامنة عشر.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/09/2019
مضاف من طرف : chai2020ma
المصدر : قاموس الأساطير الجزائرية