تندوف - Tindouf

المزدلي القائد الشهيد



تمهيد
....... اثناء ظروف حرجة كانت تسود الصحراء الكبرى من تعسف الزناتة البربرية واهانات الاسبان المسيحية .ظهرت دولة المرابطين وسمية كذلك لانها رباط اجتمع في ارض السودان وكون بما يسمى لمتون او الملثمين وهي اجتماع لقبائل حميرية عربية
فخرجوا من من صحرائهم تلبية لنداء علماء المغرب الاشراف من سلالة النبي صلى الله عليه وسلم.من جراء تعسف زناتة البربرية والاسبان المسيحية فاستولوا على سلجماسة سنة 447 وعلى اغمات وتادلا سنة 449 وعلى فاس 462 ثم اجازوا الاندلس وكفوا عادية الاسبان عنها وجمعوا شملها بالقضاء على ملوك الطوائف .
اصبحت مملكة المرابطين تشمل الصحراء الى حدود السودان والمغرب الزناتي والاندلس من شرقها وغربها . وكانت مدريد ولشبونة من مدنهم البسيطة.
وفي سنة454 اسس المرابطون عاصمة دولتهم –مدينة مراكش- على مقربة من وطنهم الصحراوي.
وفي سنة 466 اجتمع اشياخ القبائل على الامير ابي يعقوب يوسف بن تاشفين وقالو-انت خليفة الله في المغرب وحقك اكبر من ان تدعى بالامير الا با مير المؤمنين – فقال لهم – حا شا لله ان اتسمى بهذا الاسم انما يتسمىبه الخلفاء وانا راجل الخليفة العباسي والقائم بدعوته في بلاد المغرب-فقالوا –لابد من اسم تمتاز به- فقال لهم-يكون امير المسلمين- فقيل انه هو الذي اختار لنفسه.
وكان حكمهم على المذهب المالكي السني
المزدلي:
هو مزدلي بن بويلنكان او{ سولنكان او ملنكان او تلينكان} بن الحسن بن محمد بن تورجوت بن ورتا نطن بن منصور بن مصالة ابن امينة ابن انمالي الصنهاجي وقد ذكر الهمذاني في كتاب الاكليل ان صنهاجة من ولد عبد شمس بن وايل بن حمير واجتمعت الروايات ان صنهاجة من حمير.
كان من اكابر المرابطين وهو ابن عم امير المسلمين يوسف بن تاشفين وله جهود كبيرة في الدور الاول من تاريخ المرابطي قبل دخول الاندلس.وقد تقلب مزدلي في مختلف مناصب القيادة والولاية بالاندلس استولى على بلنسية سنة494 ثم تلمسان 498 ووهران بعد ذلك وعلى قرطبة سنة 505 وغرناطة والمرية وكان اخر مناصبه حكم غرناطة وقرطبة والمرية وظل يقود الحملات لجهاد المسحيين القشتاليين حتى استشهد رحمة الله عليه اخيرا في ميدان المعركة في شوال 508{مارس 1115م} وذلك بعد حملته المظفرة التى دوخ فيها طليطلة واكتسح بسائطها في سنة 507.
وكان استشهاده غازيا على مقربة من حصن مسطاسة .فصلى عليه الفقيه القاضي ابو القاسم بن حمدين يوم الاربعاء في ثاني يوم من وفاته قبل صلاة العصر لانه حمله الى ان وصل به قرطبة.
وكان الامير المزدلي حسن السياسة صحيح المذهبعارفا بخدمة الملوك .وحدثوا عن ابي محمد ابو عبد السلام {اصله من تونس كان عارفا بالمسائل زاهدا في الدنيامتقشفا صليبا في الحق مغلظا على الامراء.لا يخاف في الله لومة لائم.وكان يلبس كسا خشناعلى جلده وياكل الشعير الذي يحرثه بيده فاذا اشتهى اللحم اصطاد السلحفاة البرية فاكل لحمها} انه كان ذات يوم يعمل بارضه فاذا المزدلي وهو امير تلمسان قد جاءه فنزل عن فرسه فبسط له غلامه برنسه فقعد عليه.فقال له عبد السلام:ماهذه الاخلاق يا مزدلي-اين تجد غدابرنسا تقعد عليه-فاستحى من قوله وقام عن البر نس وقعد على الارض .فقال له عبد السلام :ماذا تطلب عندي وانا فقير وانت امير- فقال له جئت لا تبرك بك واكل من طعامك.فقال له:وماتصنع بطعامي وهل هو الاخبز شعير ولحم سلحفاة في قدر .
..... بعد وفاة المزدلي ثم يوسف بن تاشفين.ضعفت الدولة المرابطية ومازاد ذلك دعوة ابوحامد الغزالي صاحب الاحياء حيث امر علي بن يوسف باجماع قاضي قرطبة ابن حمدين وفقائها على حرق كتاب الاحياء فاحرق على الباب الغربي من رحبة المسجد بجلوده بعد اشباعه زيتا بمحضر جماعة من اعيان الناس ووجه الى جميع بلاده يامر باحراقه وتوالى الاحراق على ما اشتري منه ببلاد الغرب فكان احراقه له سببا لزوال ملكهم وانتشار سلكهم....عندها مد الشيخ ابي حامديده بالدعاء والطلبة يؤمنون فقال:اللهم مزق ملكهم كما مزقوه واذهب دعوتهم كماحرقوه-
وهكذا تساقطت امارات الدولة المرابطية في الاندلس الى مراكش العاصمة على يد الموحدين فشردوا بهم الى اقصى الصحاري و اوعراهاوتشتت قبائل لمتون وتفتت الدولة المرابطية ونزح الباقين الى ابعد حدود الصحراء القاصية خوفا من الابادة والاندثار.
وقبائل لمتونة هي عصبة تتكون من تجكانت ومسوفة ومتونة ومشظوفةومسومة.
هنا في هذه الظروف خرجت قبيلة تجكانت نحو اتوات وسكنوا اخصاص {لانهم جاؤوا في ظروف حرب وخوف} مدة70 سنة.ويذكر الضابط الفرنسي مارتان في كتابه الوحات الصحراوية ان تجكانت كانوا يغييرون على اتوات في القرن السابع {ويذكر محمد ابن مبارك في كتابه القول البسيط في اخبار تمنطيط –ان اصل كلمة اتوات اعجمي وقد اطلقها قبائل من لمتونه عندما التجات للاقليم في منتصف القرن الثاني عشر ميلادي عندما وجدوه مناسبا لهم –وتعني وجع الراس}وان تجكانت كانت تمثل ربع جيش المرابطين حسب ابنحامد واسمهم حرفته المصادر الى تليكانت وتولوكانت وسولكان الى اخره....ومنهم القائد المرابطي مدرك التلكاني الذي كان يقود ربع جيش المرابطين من قبيلته ويسمى ايضا مزدلي بن تيولكان بن حمني بن ترقوت الجد الجامع للاسرة المرابطية.
ثم انزاحوا نحو نواحي ادرار موريتانيا {لانه توجد نفس التسمية أي ادرار باقليم توات الجزائر الان مع تفخيم الراء} ليستقروا في مدينتهم الشهيرة تنيكي.
المراجع
- تاريخ الجزائر في القديم والحديث –الجزء الثاني صفحة 282-مبارك بن محمد الميلي
كتاب التشوف إلى رجال التصوف وإخبار أبي العباس السبتي-لابي يعقوبيوسف بن يحي التادلي عرف بابن الزيات617 هجرية1220 ميلادية-صفحة 110 الطبعة الثانية 1997
- كتاب نظم الجمان لترتيب ما سلف من أخبار الزمان-لابن القطان المراكشي آبي محمد حسن بن علي بن أبي محمد بن عبدالمالك الكتامي منتصف القرن السابع هجري—الصفحة 74
- كتاب البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب-لابن عذارى المراكشي صفحات 46حتي 69
- القول البسيط في أخبار تمنطيط محمد بن مبارك، ص16 ملحق بـ: أضواء على إقليم توات في القرنين 18-19 : فرج محمود فرج ، الجزائر، 1977.
- Les oasis sahriennes {gourara-touat-tidikelet}par A-G-P-MARTIN pages 114 ect…



سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)