وعائلة المقري التي كونت ثروة هائلة من العمل التجاري، واحتكرت طريق السودان (27). وكان بها خمسة إخوة تقاسموا الأدوار فيما بينهم، بحيث استقر اثنان منهم، في مدينة تلمسان، وهي المقر الرئيسي للشركة، وانتقل أخوهم الأكبر إلى مدينة سجلماسة، ففتح بها مكتبا تجاريا، بينما استقر الإثنان الآخران بمدينة بايولاتن، التي تبعد عن تنبكتو بنحو أربعمائة كلم، فشيدا بها دارا ومتجرا (28)، وفي هذا الصدد يوضح حفيدهم صاحب كتاب نفح الطيب، دورهم ونشاطهم التجاري في الخط الرابط بين بلا السودان، ومدينة تلمسان بقوله: 'ثم اشتهرت ذريتهم (أي المقري) على ما ذكر، من طبقاتهم بالتجارة، فمهدوا طريق الصحراء بحفر الآبار وتأمين التجار، وأخذوا طبلا للرحل وراية، تقدم عند المسير، وكان أولاد يحي الذين أحدهم أبو بكر خمسة رجال فقصدوا الشركة بينهم في جميع ما ملكوا، أو يملكونه على السواء... 'فكان أبو بكر ومحمد بتلمسان وعبد الرحمان، وهو شقيقهما الأكبر بسجلماسة، وعبد الواحد وعلي وهما شقيقاهم الصغيران، بإيولاتن، فاتخذوا بهذه الأقطار،الخرايط والديار، وتزوجوا النساء، واستولدوا الإماء، وكان التلمساني، يبعث إلى الصحراوي بما يرسم له من السلع، ويبعث إليه الصحراوي، بالجلد والعاج، والجوزة والتبر، والسجلماسي كلسان الميزان، يعرفهما بقدر الخسران والرحجان، ويكاتبهما، بأحوال التجار، وأخبار البلدان، حتى اتسعت، أموالهم وارتفعت في الضخامة، أحوالهم' (29)، فصارت لهم علاقة طيبة مع أحكام وملوك، تلك المناطق والأقطار، وصار الإخوة المقري، يكاتبون ملوك المغرب وبلاد السودان، فتدللت لهم بذلك المسالك، فزادت أموالهم عن الحد، وكادت تفوت الحصر (30).
تاريخ الإضافة : 28/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com