إن وجود جالية من النصارى، تتشكل من الجند المرتزقة والتجار والأسرى، بمدينة تلمسان خلال العهد الزياني، وإقامة الشعائر الدينية المسيحية، تتطلب ضرورة حضور رجال الدين الممثلين للكنيسة الرومانية (201)، لأن التجار يتمتعون بمعاهدة، تضمن لهم حرية بناء الكنائس الصغيرة في الفنادق التي يقيمون فيها، ويؤكد طلك ما جاء في المعيار: "جدد بعض النصارى كنيسة، في فندقهم وعلا عليها شيء يشبه الصومعة، فطلبوا بذلك، فأتوا بكتاب العهد، فوجدوا فيه أنه لا يحال بينهم وبين أن يبنوا بيتا، لمتعبداتهم" (202).
وكان مسموحا لهم بإنشاء مقبرة لدفن موتاهم حسب طقوسهم الدينية، وكانت لرجال الدين مهمة إنسانية أخرى، إلى جانب المهمة الدينية وهي افتداء الأسرى، ويتم الإفتداء بمقتضى رخصة صريحة من طرف الوالي أو السلطان، وكانت مهمة هؤلاء القساوسة، تتم تحت رعاية السلطة المحلية الرسمية (203)، حتى لا يتجاوزوا حدود صلاحياتهم ويتحولوا بذلك، إلى مبشرين بالدين المسيحي في الأوساط الإسلامية (204)، لأن البابوية حملتهم مشروعا لإعادة النصرانية إلى ربوع المغرب، وأن دراستهم للغة العربية وتعليمها في المدارس المسيحية، تعد وسيلة من وسائل التبشير في أوساط سكان بلاد المغرب، منط القرن السابع هجري، الثالث عشر ميلادي (205).
وكانت بعض الكنائس المتواجدة بفنادق مدينة تلمسان، يؤمها التجار المسيحيون وبها بعض رجال الدين، كما كانت لهم مقبرة مسيحية خارج أسوار المدينة، بينما أوضحت المعاهد الارغونية التلمسانية المبرمة سنة 685هـ/1286م، وظيفة الكاهن أو القسيس، في هذه المعابد (206).
والجدير بالملاحظة هو أن هذه العناصر التي كانت تقيم بمدينة تلمسان لم تكن لها علاقة واسعة مع العناصر الأساسية الإسلامية في المجتمع التلمساني، وأن الاندماج فيه قليل، إلا أولئك الطين يعتنقون الدين الإسلامي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 20/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com