قام ببناء هذا المسجد إدريس بن عبد الله الحسيني الملقب بإدريس الأول، مؤسس دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى، بعد أن فتحت مدينة تلمسان أبوابها له وبايعته عن طريق حاكمها محمد بن خزر المغراوي، فأقام بها عدة أشهر شيد خلالها مسجدها الجامع وبنى له منبراً كتب عليه ما يلي:
" بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أمر به إدريس بن عبد الله بن حسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، وذلك في شهر صفر أربع وسبعين ومائة"، وقام بتجديده ابنه إدريس الثاني، وقد روى صاحب روض القرطاس وهو رحالة من القرن السادس الهجري أنه رأى في أعلى المنبر لوحة من الخشب منقوشاً عليها عبارة "بني بأمر من الإمام إدريس بن إدريس بن عبد الله في شهر محرم تسع وتسعين ومائة".
عرف المسجد نفس النهاية التي تعرضت لها مدينة أقادير القديمة بعد حصار المرابطين لها وتخريبها. ولما استقل يغمراسن بمملكة الزيانيين بعد عام 633 هـ، قام بترميم المسجد الجامع بأقادير القديمة وبناء منارته التي لا تزال قائمة إلى يومنا هذا.
كان المسجد يتألف من ثلاثة بلاطات وأحد عشر رواقاً في الأصل، وأن محرابه ومنبره كانا في الرواق الأوسط من جهة القبلة، ولا تزال مئذنته قائمة وهي متأخرة عنه بناءً كما ذكرنا. وهذه المئذنة عبارة عن برج مربع مبني من الآجر، لها شكل تقليدي أنيق ويبلغ ارتفاعها حوالي 28 م وتخضع لتقسيم متتابع، أي أن للمئذنة برجاً رئيسياً وجوسقاً
تاريخ الإضافة : 07/09/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : http://www.almasalik.com