يرجع بناء مسجد سيدي إبراهيم المصمودي ومنارته إلى عهد حكم السلطان أبو حمو موسى الثاني في منتصف القرن 8هـ / 14م، عامين بعد المدرسة اليعقوبية التي أسست عام 763هـ ، وشيد خصيصا للعالم الفقيه والمحدث التلمساني أبي عبد الله محمد الشريف العلوي الحسني الذي كان يدرس فيها، هو وابنه محمد من بعده وتلميذه الشيخ إبراهيم المصمودي الذي دفن بها عام 805هـ.
تقع المئذنة في الزاوية الجنوبية الغربية من أرض المسجد وهي ذات أبعاد متوسطة، مربعة الشكل، متوسطة العلو لها باب شمالي يؤدي إلى رواق داخل ساحة المسجد. وخلف المنارة غربا، يوجد حمامان يستعملان في الصيف فقط. غير أنها لا تصل في الجمال والبهاء مستوى المآذن الزيانية الأخرى. تعرف المئذنة حالة تدهور وهي مهددة بالانهيار، علما أنها بنيت كلها بالآجر. يبلغ ارتفاعها الكلي 16.55م وطول ضلعها عند القاعدة 4م 1.
البرج الرئيسي:
يبلغ طول البرج الرئيسي 13.73م وقسم إلى قسمين عن طريق شريط من الفسيفساء، بينما تتم إضاءته عن طريق فتحات ضيقة توجد أربعة منها في الواجهة الشرقية. ويلتف حول نواة مركزية سلم يتم من خلاله الصعود إلى سطح المئذنة، له 60 درجة بمعدل 4 درجات في كل دورة ويبلغ عرض الدرجة الواحدة حوالي 0.80م. أما ضلع النواة المركزية فيساوي 2.21م إلى 1.41م وطول ضلعها الداخلي يبلغ 2.68م.
يعلو هذا البرج حائط كما هو الشأن في كل المآذن بتلمسان، ويبلغ طوله 1.56م وسمكه 0.42م، وينتهي في القسم الأعلى بشرفات متوسطة العلو 0.76م والعرض 0.53م 2.
زينت مئذنة مسجد سيدي إبراهيم بشبكة معينات جزؤها السفلي على هيئة عقد رخو برأسين، وعددها ثلاثة عقود تقوم على عمودين من الرخام ويبلغ عدد المعينات في الواجهة الجنوبية 22 معينا بمعدل 4 صفوف ، كل صف يحتوي 3معينات و5 صفوف بمعينين. فوق هذه الشبكة يوجد إطار مزخرف بأربعة عقود من النوع المنكسر على الواجهات الأربعة، وبخلاف المآذن الزيانية فإن بواطن العقود قد فرشت بزخرفة تعرف بـ"القيراطي" وهو نوع من الخزف الفسيفسائي، ويرى جورج مارسي، الباحث الفرنسي الذي اهتم كثيرا بالعمارة العربية الإسلامية بتلمسان، أن النوع القيراطي ظهر لأول مرة في مسجد سيدي إبراهيم 3.
كما زخرفت مئذنة سيدي إبراهيم بإطار يقع تحت شبكة المعينات ، وزين هذا الإطار في كل واجهات المئذنة الثلاثة بعقد مفصص نصف دائري يتناوب مع فصوص على هيئة عقد منكسر. ويفصل الإطار عن شبكة المعينات شريط من فسيفساء الخزف.
الجوسق:
يصل ارتفاع الجوسق إلى 4.70م وعرض قاعدته 1.42م، ولا تعلوه تلك التفاحات التي تزين قمة المآذن الزيانية. كما أن الجوسق يكاد يكون خاليا من الزخرفة، فلا نعثر على ذلك الشريط من فسيفساء الخزف الذي زخرف به البرج الرئيسي، بل تنحصر زخرفة الجوسق في عقد نصف دائري يعلو إطار مربع بسيط.
1 : Rachid BOUROUIBA: L’art religieux musulman en Algérie, 2ème ed., Alger: ANEP, 1981, p. 276.
2 : نفس المرجع، ص190.
3 : Georges MARCAIS : L’art musulman en Algérie, Paris, 1937, p.306
تاريخ الإضافة : 26/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com