تلمسان - Abou Medien Choaib

دور وقف أبي مدين التلمساني في حماية حائط البراق حتى ثورة 1929 م



ارتبط اليهود بفلسطين التي سموها (( أرض إسرائيل )) برباط الدراسات التلمودية ، ولأهمية هذا الرباط فقد سعت الحركة الصهيونية لاستغلاله في تحويل حنين اليهود الديني إلى الأماكن المقدسة عن غايته وربطه بعجلة أطماعها السياسية المرتبطة بالرأسمالية الأوربية التي ازدادت شراسة منذ أواسط القرن التاسع عشر . وكان حائط البراق (( حائط المبكى )) هو الذريعة التي اتخذتها الحركة الصهيونية لكي تسيطر من خلاله على مدينة القدس ، لما لهذه المدينة من حرمة في نظر اليهودية ، وهذه الحرمة هي التي جعلت أطماع إسرائيل تبدو عقلانية ومستساغة . وأهـم ما يميز هذه الحرمة ويجسدها فـي نظر العالم هـو (( حائط المبكى )) وهذه الرمزية بالذات هي التي اعتمدت عليها الحركة الصهيونية في تبرير مشروعها الصهيوني تمويها' لأهدافها الحقيقية ، ومن خلال هذه الرمزية استعملت الدين اليهودي والمشاعر الدينية بين غير اليهود من الغربيين استعمالا' واعيا' لما له من أثر إعلامي ونفسي عميق . وباعتماد الحركة الصهيونية أساليب تدريجية تصاعدية تنتهي بها إلى إدعاء حق تملك الحائط ، فقد ركزت الصهيونية جهودها على حائط البراق ليصبح أهم مطلب لها إلى جانب إنشاء الجامعة العبرية واستملاك الأراضي في فلسطين . غير أن محاولاتها المتكررة لاستملاك حائط البراق قد أصيبت بالفشل بسبب مجاورة الحائط لوقف أبي مدين شعيب التلمساني الذي خُصص لفائدة مسلمي شمال أفريقيا القاطنين بالقدس . نال وقف أبي مدين أهمية كبيرة ، ولم تتمكن الحركة الصهيونية من السيطرة على هذا الوقف رغم كل محاولاتها ، وعندما استخدمت الحركة العنف في صراعها مع المسلمين عام 1929 م من أجل تملك وقف أبي مدين فشلت فشلا' ذريعا' ، بل يمكن القول أن أهم نتائج هذه الثورة هو ما قررته اللجنة الدولية من أن حائط البراق هو ملك للمسلمين لكونه وقفا' من الدرجة الأولى .


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)