شهد بلاط الدّولة الزّيانية بمدينة تلمسان في غضون النّصف الأوّل من القرن (10هـ / 16م) أزمة شرعية حادّة، سرعان ما انعكست آثارها الوخيمة على مصير المغرب الأوسط (الجزائر) برمته، حيث تعدّدت المؤامرات، وكثرت الاغتيالات، ومحاولات النّفي في صفوف الأمراء المرشحين للحكم على صعيد مدينة تلمسان؛ فيما انفصلت أبرز حواضر المغرب الأوسط على الحكم المركزي، وعادت تتمتع بحكم ذاتي مستقلّ، شأن مدينة الجزائر، ومستغانم، ووهران على سبيل الذكر لا التّخصيص والحصر. إذ تمادت الأوضاع العامّة في التّدهور والتقهقر يوما بعد يوم، الشيء الذي أثار أطماع إسبانيا التّوسعية بالمنطقة، فلم تتأخر في احتلال الموانىء والمدن الساحلية، وتأهبها لاحتلال تلمسان ذاتها.عندها لم يتأخر العثمانيون بقيادة عرّوج بارباروس في تلبية الدّعوة التّي وجهّها إليهم سكان تلمسان في سبيل جلاء الخطب الداهم، وما كادت تمضي عقود قليلة من الكفاح المتواصل، حتّى تمكن العثمانيون من ضمّ تلمسان إلى حضن الخلافة الإسلامية العثمانية منذ عام (1554)م إلى غاية عام (1830)م، تاريخ دخول الاحتلال الفرنسي للجزائر، وبداية عهد تاريخي جديد بالبلاد.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 23/02/2011
مضاف من طرف : tlemcen2011
صاحب المقال : الرزقي شرقي / Dr Rezki CHERGUI - الجزائر.
المصدر : الملتقى الدولي تاريخ حاضرة تلمسان ونواحيها جامعة تلمسان، أيام: 20-21 و 22 فيفري – شباط 2011 تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية