إشتهرت كل الزوايا في السلسلة وخصوصا الزيانية بإطعام الطعام لأنها ظاهرة موروثة في اطريقة الشادلية بحيث كان الأشياخ يوصون
بها ورثة سرهم من أبنا ء وطلبة .
والشيخ سيدي امحمد بن أبي زيان رغم تقشفه في بداية ظهوره وسيره على منهج شيخه سيدي مبارك بن عزي وسيدي محمد بن ناصر
الا أن الحال في الزاوية سرعان ما تغير لما كثر الطلبة والزوار والمريدين وأصبح ضروريا عليه بناء مرافق الإستقابل والتعليم ووجبت
النفقة الكبيرة ، واعطاء العلماء والفقرا » والقبض والدفع .
على أن الوافدين الى القنادسة كانوا ثلاثة أصناف صنف يزور ويرجع من حيث أتى وغالبهم من الزواروالتجار.
صنف يمكث مدة أطول وهم الطلبة والمريدين وهي فأة طلاب العلم يجلسون الى حلقــات العلم والرمدين لحفظ الأوراد والطريقة أو
العلماء لأجل الإفادة والتدريس .
والصنف الثالث يضم أولائك الذين هاجروا مواطنهم ليستقروا في القرية بجوار الشيخ منهم المحبين
ومنهم الفقراء لما كانت الزاوية توفره لهم من ماكل ومشرب وملبس
وعدد من التجار من بينهم اليهود الذين أغرتهم الحركة التجارية التي كثرت وكثر رواجها وتزايد الطلب على بعض موادها فاستقروا
بالقنادسة واحتموا بالشيخ
هذا الديوع والشيوع وهذا التوافد من كل أقطار يعني تواجد قوة روحية عظيمة ووجود أيضا قوة بشرية هانلة ملتفة حو( الشيخ
وبإطعام الطعام والإنفاق على الفقراء واكرام العلماء والأشراف جعل من الزاوية الزيانية قوة لها وزنها وكلمتها في صفوف الخاصة
والعامة من الناس وجعل النطقة ~ تخرج من عزلتها وتحرلت الي نقطة جذب ومركز إشعاع .
من المهام الأساسية التي قام بها الشيخ سيدي امحمد بن أبي زيان وذلك في زمان كثرت فيه الثورات والفتن وتنوعت فيه الشداند وجار
فيه الحكام وتكليفهم الرعية ما لا تطيق ، فجور
الساسة وفقر الرعية صفتان تمتازان بالترابط والتلازم .
فالظلم إذن كان أحد مميزات العصر مما جعل المظلومين يقفون ببابه وجعله يقف في وجه الظالمين بالموعطة ا الحسنة تارة
وباستغلال مؤهلاته في الردع تارة أخرى.
أصبحت القنادسة في عهد أبي زيان منطقة ذات أهمية كبيرة من الناحية الإقتصادية . كانت معبرا للقوافل التجارية القادمة من الشمال
الى الجنوب .
وممرا لركب الحجيج إنطلاقا من الجنوب الغربي ونقطة استراحة القوافل وبيع البضائع المختلفة .
مما جعل طريقها هدفا للجائعين واللصوص وقطاع الطرق لكثرة روادها ولأهمية ما يحملونه إما كبضاعة للبيع كتجار أو كهدايا كزوار أو
مريدين التي كان غالبا ما يكون ضمنها ما ياكل الجانعون أو ينهب من قبل اللصوص .
لذلك كان ابن أبي زيان ملزما بحمايتهم والدفاع عن حرمة زاويته وأهله وأتباعه ، وغدا أكثر الشيوخ شهرة في هذا اليدان لكونه سخر
كل إمكانياته وكراماته لمعاقبة اللصوص فأصبحوا يخافون ويوقرون زاويته ومن يأتي اليها وان وقع في بعض الأحيان منهم إداية أو
تعرض لأحد ردوا المظالم وندموا على فعلهم لدرجة أن قصر القنادسة رغم ما تكدست فيه من البضائع لم يكن يتوفر على سور دافعى
كباقي القصور الصحراوية لأن أهله كانوا حقا في أمان باحتمائهم بالزاوية وشيخها سيدي امحمد بن أبي زيان
تاريخ الإضافة : 24/11/2011
مضاف من طرف : soufisafi
المصدر : kenadsa.kinssha.org