تعد حالة الفتاة رشيدة، من مدينة المسيلة، واحدة من عديد الحالات الإنسانية التي تسعى مديرية النشاط الاجتماعي بالولاية، انتشالها من حياة التشرد والعيش في الشوارع الخلفية من خلال رحلة بحث امتدت إلى أكثر من شهر، بغية العثور على مأوى آمن تمضي فيه بقية حياتها في أحد دور الرحمة التابعة لوزارة التضامن، وهو المسعى الذي انتهى إلى طريق مسدود بعدما أبدت واحدة من هذه الدور الكائنة بمدينة العلمة بولاية سطيف رفضها التام لاستقبال رشيدة.
قصة رشيدة مأساة عمرها 17 سنة قضتها في الشارع تتسول برفقة رجل مسن كان الكل يعتقد أنها ابنته قبل أن تنكشف الحقيقة بعد موته، ليستيقظوا على نبأ مفاده أن رشيدة التي باعها والداها اللذان لا يزالان على قيد الحياة ويقيمان في إحدى مدن الشرق الجزائري، إلى الرجل المسن المذكور وهي ابنة العامين من العمر لاستغلالها في التسول واستجداء عطف الناس.
رشيدة اليوم، وهو اسمها المستعار، تعيش حالة انطواء تام نظرا للظروف القاسية التي عاشتها طيلة السنوات الماضية، حرمتها خلالها من حقها في الاستمتاع بطفولتها والتنعم بحنان الأبوين ودفء أحضان عائلتها الكبيرة، ورمت بها إلى الشوارع ينهشها الجوع والقهر وكل أنواع الغبن والبؤس الاجتماعي.
حسب مديرة النشاط الاجتماعي، السيدة نجاح سلام رسولي، فإن مساعي حثيثة تبذل لإيجاد مأوى دائم وآمن لرشيدة في أحد دور الرحمة، والتي باءت بالفشل الذريع بسبب رفض مدير أحدها الكائنة بالعلمة استقبالها، بالرغم، من أننا، كما أشارت هذه الأخيرة، قمنا كقطاع بمراسلة نظيرتنا على مستوى ولاية سطيف عبر مراسلة تحمل رقم 476 بتاريخ 19/03/2012، حيث تم تحويل طلبنا مكللا بالقبول إلى دار الرحمة المذكورة، وفق المراسلة التي تم إيفائنا بها من قبل مديرية النشاط الاجتماعي بسطيف (مراسلة رقم 700 بتاريخ 2 أفريل الجاري) إلا أن مسعانا اصطدم، تضيف مديرة النشاط الاجتماعي بالمسيلة برفض مسؤول الدار ليس فقط تأشيرة قبول الهيئة الوصية عنه بل أيضا رشيدة، معتبرا إياها حالة ورقما في ملف. مؤكدة في ذات الوقت أن كل هذا يتنافى وطبيعة هذه الدور والأهداف التي أنشئت من أجلها إذا كان لوضع إنساني كالذي تعيشه الفتاة رشيدة ليس به محل في قاموس مثل هذا النوع من المنشآت التي تحمل قيم الرحمة ولكن في الشعارات والمداخل فقط؟
تاريخ الإضافة : 07/04/2012
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : المسيلة: بن حليمة البشير
المصدر : www.elkhabar.com