الجلفة - A la une

"الجلفة إنفو" تحاور المجاهد الفذ "مصطفى حمرورش" الملقب ب"البزويش"



" مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا "هو أحد الذين ضحوا كغيره من أبناء جيل نوفمبر بكل ما يملك من أجل أن يستنشق جيلنا هواء الحرية، لقبه الثوري "البزويش" زرناه في بيته فكان لنا معه هذا الحوار :
من هو الحاج مصطفى حمرورش ؟
الحاج مصطفى حمرورش من مواليد 1942 بسد رحال ابن محمد وابن رابحي مسعودة، درست القرآن الكريم على يد أخي أحمد حمرورش، لدي عشرة أبناء .
كيف كان التحاقك بالثورة ؟
التحقت بالثورة بدون أن أكون مستعدا وبدون علم، لأنني كنت صغيرا في السن وهذا سنة 1957 . كنا ناس رحّالة، وعند وصولنا الى زمالة الأمير عبد القادر "طاقين" كانت فرنسا تحيط بالمكان وكان 19 مجاهدا مختبئا بقبة سيدي منصور بواد الطويل، كنت صغيرا مع الحاج اسماعيل حمرورش وامحاد منصور هلوب، ابتعدت عن الجماعة فاقترب مني أحد المجاهدين وأعطاني الكبريت وأمرني بحرق "الحصيدة"، فانشغلت القوات الفرنسية بالحريق مما سهل خروج المجاهدين.
كُلفتُ رفقة المجاهد العيشي حمرورش بفتح الطريق لجيش التحرير من منطقة واد الحمار إلى منطقة زقرير قرب القرارة، لوجود شركة "سي جي جي" مختصة في وضع القنابل بالمنطقة والتي يحرسها عناصر اللفيف الأجنبي، مع مرور ضباط جيش التحرير منهم سي محمد الأغواطي وقرمة بوجمعة والطيب رسيوي .
ما هي قصة البزويش ؟
كنت صغيرا، حوالي 16 سنة، سُميت ب"البزويش" في الولاية الرابعة. في معركة قابق بقصر الحيران بتاريخ 24 ماي 1959، قبل أن ألتحق بالجيش بستة أيام أحضرني بوجمعة قرمة و رسيوي الطيب، كنت أفتح الطريق من واد جدي لواد زقرير، لحماية جيش التحرير عند مروره من هنا. كان بمنطقة قابق مركزين، مركز علي معاش ومركز حليس عبد القادر، وضعوني بمركز علي معاش، كنت حاملا لبندقية "ستاتي" و80 كرتوشة، أوصى عليّ المجاهد معزوز مبارك المدعو الفقيقي، شاركت في عملية بمسعد لتصفية خائن، ثم حضرت لمعركة قابق، ألقي القبض علي وسجنت 22 يوم بسجن منطقة زقرير . بعدها أخذوني الى مسعد، حققوا معي ثلاث أيام، ثم نقلوني الى الجلفة ومنها إلى البليدة، مكثت 42 يوم بالبليدة، كان موجودا بسجن البليدة كل من المجاهد متليلي، الحاج محمد مجلد، المجاهد سيراج بن عبد الهادي، بمجموع 105 سجين.
أخذوني الى حوش شنو بتيبازة، للتعذيب، بعدها الى حوش كابورال، والذي كان عبارة عن مزرعة حولتها فرنسا مركزا للتحقيقات والتعذيب.
كيف هربت من السجن ؟
بفضل أحد الحراس والذي دلني على كيفية الهروب من السجن، أين أعطاني بندقيته من نوع "عشاري" والصعود لبرج المراقبة "القريطة" لتعويض الحارس. على الثانية ليلا، دققت عليه باب "القريطة" ففتح لي على أنني الحارس البديل فذبحته وأخذت سلاحه ونزلت، ثم استعملت أنبوب الصرف الصحي والذي يؤدي مباشرة الى الواد، اتجهت مباشرة الى الحاج مسعودي والذي سميت المزرعة باسمه لحد الآن، كان مركزا للمجاهدين ابان ثورة التحرير، خبأني في مخبأ تحت سكناه، أوصلني الى الشيخ فارس بن مهل ومحمد البرواقي ويوسف الخطيب.
بعد الهروب من السجن يخضع الفار منه لامتحان للتأكد من اخلاصه ووفائه، فماهي العملية التي كلفت بها ؟
بمناسبة رأس السنة الميلادية كانت هناك خمّارة لمعمر فرنسي، قمت برفقة المجاهد بن عزوز برمي قنبلة يدوية داخل الخمارة فأصيب 14 فرد، منهم الموتى ومنهم الجرحى، فأطلق علي الشيخ فارس اسم "البزويش".
ما هي أهم المواقف التي شهدتها في مسيرتك الثورية ؟
كل موقف يهم الثورة فهو مهم... كنت مع المجاهدين عبد القادر لكحل رميلة و بوطيارة والطاهر وسي حسان. في أواخر 1961 كنا في مركز بالبرواقية، كان هناك دار المنصورية بالبرواقية بها 4 فتيات يصنعن الأعلام الوطنية حكمن كلهن السجن، كان سي حسان (يوسف الخطيب) وقتها قائدا للولاية الرابعة، يرتدي قشابية خشنة وحدها وبدون أي لباس داخلي وبجوار الدار وعلى السطح أغطية مغسولة معلقة فقفزت احدى الفتيات وأحضرت غطاء وصنعن منه سروالا وقميصا لسي حسان وبعد ارتدائهما قال الآن أنا جندي.
من المفارقات التي وقعت لي ابان الثورة المجيدة أن فرنسا البستني لباس عسكري وأحضرتني الى مسعد وجابت بي الشوارع بمسعد لكي توهمهم بأنني عميل من عملائها ولكن ظنها خاب لتأكد المجاهدين مني.
من هم القيادات التي التقيتهم ابان ثورة التحرير ؟
هم كثير وأذكر منهم : الحاج حيمودة محمد و سي محمد الأغواطي وبوجمعة قرمة وعلي بهيصة والطيب رسيوي وقادة الشرع والتومي عبد الرزاق والحاج علي زيدي والحاج مشري والذي كان مع سعيد عبادو جنبا الى جنب، كنت الأصغر بينهم.
ما هي العمليات التي شاركت فيها ؟
- ليلة 23 ماي 1959، شاركت في عملية فدائية بمسعد لقتل خائن، وفي نفس السنة تم أسري في معركة غابق.
- عملية الهروب من السجن وقتل الحارس .
- عملية قتل القائد الفرنسي فليرو مع 6 جنود فرنسيين، في 18 مارس 1961 بمنطقة بن شكاو، بقيادة محمد البرواقي ومجموعة من المجاهدين .
- عملية 23 فيفري 1962 بقيادة أحمد لوحي وعبد الرحمان الطحطوح لوضع كمين لمجموعة جنود فرنسيين بمنطقة المدية.
- دخولي سجن البليدة سنة 1960 ثم تحويلي إلى سجن الشنو وبعدها سجن كابورال ناحية المدية .
ماهي الرسالة التي تحب أن توجهها للشباب اليوم في ذكرى 5 جويلية عيدي الإستقلال والشباب عبر صفحات الجلفة إنفو ؟
كلمتي للشباب أن يحموا وطنهم، فالمشعل في أيديهم... رحم الله الشهداء الذين تعبوا من أجل هذه البلاد والمجاهدين ربي يحفظهم، وعلى الشباب ان يعي ويفطن بأن الجزائر أجمل وطن.
وأتوجه لجريدة "الجلفة إنفو" هذا المنبر الإعلامي الكبير بتحية اجلال واكبار على كل المجهودات الجبارة في نقل كل الأحداث .

المجاهد حمرورش مصطفى (العلامة X)


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)