الجزائر

الحرب على الجهل متواصلة



تمكن 84.713 شخص أمي على مستوى 27 ولاية عبر الوطن من التحرر من أميتهم السنة المنصرمة Ùˆ تحصي الجمعية الجزائرية لمحو الأمÙ￾ّية " اقرأ" بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمحو الأمية المصادÙ￾ Ù„ 8 سبتمبر عدد المنتسبين إليها ب 126.782 متمدرسا من بينهم 115.327 نساء، يشرÙ￾ على تأطيرهم 4076 أستاذ Ù￾يما بلغ عدد المستÙ￾يدين من الورشات التكوينية 3787 على مستوى 20 ولاية.وتساهم " اقرأ" بجهودها من أجل مكاÙ￾حة الأمية وقد استطاعت القضاء على أمية مليون شخص من بينهم 850 ألÙ￾ امرأة تابعت العديد منهن الدراسة عن طريق المراسلة، وإعادة إدماج أكثر من 000 15 Ø·Ù￾Ù„ Ù￾ÙŠ التعليم العادي Ù￾ضلا عن إنشاء 7 مراكز لمحو الأمية وتكوين أكثر من 000 23 دارس ودارسة Ù￾ÙŠ مختلÙ￾ المهن.
الأمي بين الأمس واليوم
الأمي Ù￾ÙŠ الجزائر هو الشخص الذي لا يعرÙ￾ القراءة والكتابة بأي لغة، وقد تجاوز السن العاشرة من عمره.
هذا التعريÙ￾ الذي اعتمدته الجزائر Ù￾ÙŠ تقييم وضعية الأمية منذ الإحصاء الأول عام 1966 إلى يومنا هذا ،ولم يتطور بتطور بعض المعطيات خاصة المتعلقة منها بالتشريع الخاص بالمنظومة التربوية والمتمثل Ù￾ÙŠ أمرية 16 Ø£Ù￾ريل 1976 Ù… والتي حددت سن التمدرس الإجباري إلى غاية 16 سنة، هذا التحديد الذي كان من المÙ￾روض أن يعيد النظر Ù￾ÙŠ السن الأدنى الذي ينطلق منه لتحديد الأمي، وهو السن الذي لا يسمح قانونيا بأن يلتحق بعده الأمي بمقاعد المدرسة النظامية.
هذا وقد توصلت السلطات إلى Ø®Ù￾ض الأمية Ù￾ÙŠ الجزائر، بتسجيلها حسب آخر الإحصائيات للديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار تراجعا ملحوظا إلى حدود 26.5 %ØŒ بعد أعوام من الاقتصاد المÙ￾كك والتخلÙ￾ وبلوغ نسبة أمية … وأشار الديوان إلى تخرج 10896 متحرر من صÙ￾ÙˆÙ￾ محو الأمية (تمثل الإناث الأغلبية ب 9049 متخرجة إضاÙ￾Ø© إلى 1847 متخرجا) من Ù￾صوله على المستوى الوطني خلال الموسم الدراسي 2005 _ 2006.
سياسة وطنية لمكاÙ￾حة الأمية والداء لايزال مستعص
وتأكيدا لإحصائيات الديوان، كشÙ￾ت جمعية إقرأ ØŒ أن الأمية Ù￾ÙŠ الجزائر تدنت إلى نسبة 22% هذا العام ØŒ مقارنة بالسنوات الماضية التي بلغت Ù￾يها 31.90 %. ويعود الÙ￾ضل إلى تدني نسبة الأمية حسب الجهات المعني بمحو الأمية إلى تمديد مدة التمدرس الإجباري، وهو ما مكّن من مضاعÙ￾Ø© تعداد التلاميذ الكلي بعشر مرات من ثمان مائة ألÙ￾ إلى ثمان ملايين تلميذ قبل العام الماضي . وهذا يعني أن ربع سكان الجزائر يزاول دراسته Ù￾ÙŠ حين أن هذه النسبة لم تكن تتعدى واحدا من اثني عشرة (1/12) سنة 1962 Ù…. Ù￾يما نتج عن سياسة إجبارية التعليم، تمدرس 93 % من أطÙ￾ال اليوم (المتراوحة أعمارهم ما بين 6 سنوات Ùˆ15 سنة)ØŒ بينما كانت أقل من 30 % سنة 1965 Ù… للبالغين من العمر 6 سنوات إلى 13 سنة. وسجل عدد التلاميذ الذين يلتحقون بالمدرسة لأول مرة ارتÙ￾اع قياسيا Ù￾ÙŠ السنوات الأخيرة، بنسبة الدخول المدرسي بلغت 97 % سنة الحالية 2006ØŒ بعدما بلغت نسبتهم 94.8 % سنة 2005ØŒ Ùˆ83 % Ù￾ÙŠ السنوات الماضية، واستطاعت الجزائر اليوم أن توÙ￾ر مايزيد عن 40 ألÙ￾ مؤسسة مدرسية منها 20 ألÙ￾ مدرسة ابتدائية Ùˆ10 آلاÙ￾ إكمالية عن 2000 ثانوية (20 % من هذه الإنجازات تم تحقيقها منذ 1999 Ù…) .
وتوحي النسب المقدمة باستقرار مستوى التعليم، رغم أن نسب الدخول المدرسي تبقى غير متكاÙ￾ئة عبر التراب الوطني، Ù￾هي تقل Ù￾ÙŠ المناطق النائية التي تبعد Ù￾يها المدارس عن المداشر والمناطق السكنية، مما يقلل من حظوظ التعليم بها نتيجة عجز الأولياء عن توÙ￾ير وسائل نقل لأبنائهم باتجاه المدارس البعيدة وعادة ما تكون الضحية الأولى لهذه الظروÙ￾ جراء خشية الأولياء على أبنائهم ولانعدام ثقاÙ￾Ø© تدريس البنات بهذه المناطق نتيجة العقلية والعادات القديمة السائدة بها والتي تضطر الÙ￾تاة Ù￾يها مغادرة مقاعد الدراسة Ù￾ÙŠ سن مبكرة رغم تÙ￾وقها الدراسي لمساعدة الأم Ù￾ÙŠ أشغال البيت ÙˆÙ￾ÙŠ تربية إخوتها أو لتكوين أسرة. هذه الظروÙ￾ ساعدت على ظهور نسب الأمية وسط الأطÙ￾ال والتي بلغت 6 % ÙˆÙ￾Ù‚ إحصائيات رسمية، رغم أن بعض المصادر غير الرسمية تؤكد نسبا تÙ￾وق المعلن عليها.
ÙˆÙ￾ÙŠ هذا السياق كشÙ￾ت جمعية "اقرأ" لمحو الأمية بأن الإحصائيات أظهرت بأنه لا يزال نحو 10 % من مجموع الأطÙ￾ال الجزائريين أي ما يعادل 200 ألÙ￾ Ø·Ù￾Ù„ غير مسجلين على مستوى المدارس سنويا، Ùˆ500 ألÙ￾ Ø·Ù￾Ù„ آخرين يتركون مقاعد الدراسة بسبب الظروÙ￾ الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشون تحت وطأتها.
الاستعمار سلب كل الحقوق بما Ù￾يها حق القراءة
ما من شك أن الكثير لا يعلم أن الأمية كانت منعدمة Ù￾ÙŠ القطر الجزائري قبل دخول الاستعمار، وخير دليل ما استدل به وأكده بعض الكتاب الغربيون والجزائريون.. ويقال إن نسبة الأمية Ù￾ÙŠ وسط المجتمع الجزائري يوم دخول الاستعمار سنة 1830 Ù… كانت تقدر ب 5% أي أن هناك 95 % من الشعب الجزائري يعرÙ￾ الكتابة والقراءة، وكتب عن ذلك الرحالة الألماني "Ù￾يلهلم شيمبرا" حين زار الجزائر Ù￾ÙŠ شهر ديسمبر 1831 Ù…ØŒ يقول: "لقد بحثتÙ￾ قصدًا عن عربي واحد Ù￾ÙŠ الجزائر يجهل القراءة والكتابة، غير أني لم أعثر عليه، Ù￾ÙŠ حين أني وجدت ذلك Ù￾ÙŠ بلدان جنوب أوروبا، Ù￾قلما يصادÙ￾ المرء هناك من يستطيع القراءة من بين Ø£Ù￾راد الشعب"...
هذا وكانت نسبة المتعلمين Ù￾ÙŠ الجزائر تÙ￾وق نسبة المتعلمين Ù￾ÙŠ Ù￾رنسا، Ù￾قد كتب الجنرال "Ù￾الز" سنة 1834 Ù… بأن كل الجزائريين تقريبًا يعرÙ￾ون القراءة والكتابة، نتيجة توÙ￾ر مدرستين Ù￾ÙŠ كل قرية... وقد لاحظ مؤرخون Ù￾رنسيون، أمثال الجنرال "ولسن استرهازي" Ùˆ"إسماعيل أوربان" أن الجزائريين الذين يكتبون ويقرؤون كانوا Ù￾ÙŠ ذلك العهد أكثر عدداً من الÙ￾رنسيين؛ تزيد نسبتهم على 55 %ØŒ وقد استطاع الجنود الÙ￾رنسيون الأميون الجهلاء تخÙ￾يضها إلى حدود بات معها الشعب الجزائري أقرب ما يكون إلى الأمية الشاملة، Ù￾ÙŠ أظلم حقبة زمنية مرت Ù￾ÙŠ تاريخه كله، وهذا بشهادة الجنرال الÙ￾رنسي "دوماس"Ø› الذي قال سنة 1901 ØŒ أي بعد حوالي 70 سنة من الاحتلال أن نسبة المتعلمين من الأهالي لا تتعدى 3.8 %ØŒ وبعد قرن من الاحتلال أصبحت نسبة الأميين من الجزائريين 92.2 % بين من تتراوح أعمارهم من 5 إلى 18 سنة، Ùˆ90 % بين ما تجاوزت أعمارهم ثمانين عامًا.
وتشرد أكثر من مليون ونصÙ￾ المليون Ø·Ù￾Ù„ جزائري Ù￾ÙŠ الشوارع، وهم Ù￾ÙŠ سن الدراسة، لأنهم لم يجدوا المكان ولا من ينÙ￾Ù‚ عليهم... ويرجع الدارسون السبب إلى تعسÙ￾ السلطات الاستعمارية تجاه الأطر التعليمية الجزائرية، التي كانت موجودة آنذاك، بتعطل أداء المدارس التعليمية والخيرية؛ وإغلاقها الكتاتيب القرآنية والمدارس بحد القانون الاستعماري الجائر، وتعمد إقصاء انتظام الأبناء الجزائريين من التعليم Ù￾ÙŠ المدارس الابتدائية والثانوية والجامعية الÙ￾رنسية، حيث لم تصل النسبة المئوية 5 % سنة 1941 Ù… Ù￾ÙŠ سن الدراسة الابتدائية، ÙˆÙ￾ÙŠ عام 1929 Ù… بلغ عدد التلاميذ الجزائريين 6 % من مجموع تسعة مائة ألÙ￾ تلميذ. ولم يكن مجموع ما يقبل من الطلبة الجزائريين، الذين يقبلون Ù￾ÙŠ التعليم الثانوي Ù￾ÙŠ المدارس الÙ￾رنسية يتجاوز سنويا 84 تلميذ قبل عام 1900 Ù…ØŒ Ùˆ150 تلميذا قبل عام 1914 Ù…. ÙˆÙ￾ÙŠ التعليم الجامعي قلما تجد طالبا واحدا...
ومن هنا كانت النتيجة الحتمية لهذه السياسة الاستعمارية Ù￾ÙŠ مجال حق الجزائريين Ù￾ÙŠ العلم والتعليم والثقاÙ￾Ø© أن ظل تسعة أعشار أبناء الجزائريين لا يجدون مكانا بهم Ù￾ÙŠ المدارس، كما نتج عن ذلك، ازدياد الأمية Ù￾ÙŠ الجزائريين، والتي تجاوزت نسبتها مطلع الاستقلال 92 %.
بعد الاستقلال.. اصلاح ما Ø£Ù￾سدته Ù￾رنسا
بعد الاستقلال كان على الدولة رÙ￾ع التحدي لمكاÙ￾حة شبح الجهل، Ù￾عمدت إلى Ù￾رض إجبارية التعليم ÙˆÙ￾تح المدارس، وبناء الثانويات والجامعات، وكانت نتيجة ذلك بعد الإحصاءات العامة الأربعة إلى أن تدنت الأمية إلى نسبة 26.5 %. .
وسÙ￾جل أول إحصاء سنة 1966 Ù…ØŒ حيث بلغت نسبة الأمية 74 % (60.30 % ذكور Ùˆ85.40 % إناث)ØŒ Ù￾يما سجل الإحصاء الثاني سنة 1977 Ù… نسبة أمية تقدر ب 61 % (48.20 % ذكور Ùˆ74.30 % إناث)ØŒ تلها إحصاء ثالث سنة 1987 Ù…ØŒ بلغت نسبة الأمية Ù￾يه 43.60 % (31.80 % ذكور Ùˆ56.66 % إناث)ØŒ وشهد الإحصاء الرابع سنة 1998 Ù… انخÙ￾اض الأمية إلى نسبة 31.90 % (23.65 % ذكور Ùˆ40.27 % إناث) ...
ومن خلال تحليل المختصين لهذه المعطيات أقروا أن استمرار انخÙ￾اض نسب الأمية على Ù†Ù￾س هذه الوتيرة سيؤجل القضاء على الأمية إلى ما بعد 3 عقود من الزمن وبالتالي تقليص الهوة ما بين الجزائر والدول المتقدمة


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)