لا بد لمن، من الجزائريين، ينهي قراءة الكتاب، لأنه قد يتوقف عنه في أي صفحة منه، أو يطويه جانبا، كأي صحيفة، أن يتساءل عما أضافه إلى انتظاره؛ بفعل العنوان الجذاب، كمعرفة غائبة وأسرار مكشوف عنها ونتائج غير متوقعة. فلا شيء من ذلك كله؛ إذ لا يعدو الكتاب كونه، على امتداد 370 صفحة، مجرد تجميع، من وهناك، لأحداث وأخبار وتواريخ رُصدت كلها لتقول لقارئ بعينه؛ الجزائري المقيم خاصة: هذه هي فرنسا التي يجب أن تتذكرها؛ لأنها قدَرك؛ تملك عنك تاريخك، الذي صنعته لك، ووضْعك الذي تشكله لك، ولغتك التي لن يكون لك غير لغتها.ذلك، لأن مضامين تلك الأحداث والأخبار والتواريخ، في غالبها، عند العامة، إن لم تكن كلها عند المتابعين، معروفة مسبقا ومتداولة.إن الكتاب، في ارتكازه على الشائعة، التي، في الجزائر، هي دخان كل نار، كمصدر ل”تحرياته” لا يفعل أكثر من أن يعيد صياغة ”الثقافة الشفهية” التي هي ميزة الواقع السياسي والاقتصادي والفكري والتاريخي، في الجزائر، إلى ”ثقافة مكتوبة” مصدَّرة من فرنسا إلى الجزائر للاستهلاك. إن ما احتواه كتاب: alger-ParisUne histoire passionnelleكان لأي جهة جزائرية إعلامية أو ثقافية أن تجمعه وأن تصوغه من وجهة نظرها؛ بما يزيح كل تلك التشكيكات التي حرص الكتاب على إلقائها على سيادة الجزائر، وأن تقابل تلك الأبوية المترسخة لدى مؤلفي الكتاب نفسيهما، كما هي عند أجدادهما، تجاه كل ما هو جزائري. والحاصل أن: Alger-ParisUne histoire passionnelleيعتبر، في تقديري، أضعف من أن يكون كتاب حدث.
تاريخ الإضافة : 05/05/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : حبيب السايح
المصدر : www.al-fadjr.com