8،4 مليار سنتيم لتهيئة سينما "الفتح" بوهران

في إطار رد الاعتبار لقاعات السينما بوهران،لاسيما تلك التي ظلت لعدة سنوات تقاوم مخلفات الإهمال واللامبالاة،بدأت في الآونة الأخيرة بلدية وهران بالتعاون مع مديرية الجماعات المحلية بالولاية،في تحريك هذا الملف الشائك،وإخراجه من الدرج الذي ظل حبيسا بداخله لعدة عقود خلت،وهذا من خلال برمجتها تهيئة وترميم 8 إلى 10 قاعات سينما، تعاني من تدهور واهتراء كبيرين،هذا الأمر يضيف مصدرنا الذي أورد الخبر،يدخل في إطار تفعيل وتجديد هذه المرافق الثقافية التي شهدت منذ سنوات إهمالا ونسيانا كبيرين،مما يوحي بأن السلطات المحلية،قد أدركت أنه حان الوقت للاهتمام أكثر بقاعات السينما، التي كانت ومنذ وقت قريب تستقطب المئات من الشباب الذي كان يشاهد مختلف الأفلام على غرار أفلام "ويسترن" والفنون القتالية "جاكي شان" بروس لي" "فاندام" وحتى الكوميدية الجزائرية منها كأفلام المفتش الطاهر ولابرنتي"...إلخ لاسيما وأن ولاية وهران،باتت اليوم حاضرة كبرى وتستقطب العديد من الفنانين الكبار، خصوصا وأنها تستضيف في كل سنة تظاهرة مهرجان الفيلم العربي،الذي يحتاج إلى المزيد من قاعات السينما،التي تعرض فيها أعمال هؤلاء المخرجين والممثلين العرب من مصر،تونس،المغرب،الإمارات...إلخومما تجدر الإشارة إليه، أن الزيارة الأخيرة لوزيرة الثقافة السيدة نادية لعبيدي إلى وهران، كانت فرصة لهذه المسؤولة كي تشدد على ضرورة تهيئة هذه المرافق وتزويدها بوسائل بث متطورة وحديثة،كي تمنح للصورة جودة عالية،ويمكن للمشاهد التمتع بمشاهد الفيلم،خصوصا وأن عملية تصويره وإخراجه تطلبت جهودا كبيرا من قبل المعنيين،وأوضح مصدرنا أن أول قاعة ستستفيد من عملية الترميم ستكون صالة سينما الفتح "بيجال" سابقا، حيث تم تخصيص بالمناسبة ميزانية قدرها 8،4 مليار سنتيم،لإعادة الاعتبار لهذا المرفق والهيكل الثقافي الشامخ،حيث من المنتظر -يضيف مصدرنا- أن يتم تجديد الكراسي المكسرة، وترميم الجدران المهترئة،ووضع آلات جديدة للعرض والبث،وحتى إعادة تهيئة المراحيض التي صارت في حالة يرثى لها،وهذا حتى تستعيد هذه "الصالة" التاريخية بهاءها القديم ومنظرها الجميل،كيف لا وهي التي كانت وفي الماضي القريب قبلة للعديد من الفنانين والمسرحيين وحتى المخرجين السينمائيين،الذين كانوا يلتئمون فيها لعرض آخر أعمالهم الإبداعية التي تجود بها أناملهم. ومما لاشك فيه فإن إعادة الاعتبار لقاعة سينما الفتح،سيكون عبارة عن انطلاقة حقيقية لإخراج هذه الهياكل الثقافية المنسية من وضعيتها المزرية،والعمل على تجديدها وتحديثها،بما يسمح لها باستقبال مختلف التظاهرات السينمائية الكبرى،على غرار مهرجان الفيلم العربي،الذي تبين في كل مرة وهذا بشهادة القائمين على هذا الحدث الكبير،ضرورة تدعيم القاعات الحالية بأخرى،حتى تكون قادرة على ستيعاب العدد المتزايد للمواطنين،وتسمح للشباب الوهراني بمتابعة هذا الحدث الدولي البارز عن قرب،لاسيما وأن فن السينما يمثل بالنسبة للعديد منهم متنفسا وفرصة للتمتع بهذه الأعمال الفنية التي تعرض لأول مرة في مهرجان الفيلم العربي بولاية هامة وكبيرة كوهران عاصمة الغرب الجزائري.